تستمر محاولات التوصل إلى لقاح للالتهاب الكبدي سي منذ أكثر من 20 عامًا، منذ أن تم التعرف إلى الفيروس سي، وما زالت الأبحاث مستمرة للوصول إلى لقاح فعال وآمن ضد هذا الفيروس.
هناك لقاح واحد فقط يُجرى اختباره حاليًا على البشر، فإذا أظهرت التجربة أن اللقاح يقي فعلاً من الالتهاب الكبدي سي المزمن، فستكون هناك حاجة إلى تجارب أكثر للتحقق من فعالية وسلامة هذا اللقاح عند الإنسان وتحديد أفضل طريقة لنشر اللقاح.
-
ما هي معيقات التقدم في أبحاث اللقاح؟
- 1- يعتبر فيروس الالتهاب الكبدي "سي" أكثر تغيرًا من الفيروسات الأخرى، إذ يظهر في ستة أشكال مختلفة وراثيًا (أنماط جينية) على الأقل، مع أنواع فرعية متعددة، وقد تم تحديد نحو 50 نوعًا فرعيًا حتى الآن.
- 2- تختلف الأنماط الجينية الشائعة لفيروس الالتهاب الكبدي "سي" بحسب المنطقة الجغرافية، ويعتبر الفيروس من النوع 1 أكثر شيوعًا في الولايات المتحدة وأوروبا. والنوع 3 أكثر شيوعًا في الهند والشرق الأقصى وأستراليا. والنوع 4 أكثر شيوعًا في أفريقيا والشرق الأوسط. ولا بد من وجود لقاح شامل لكي يمكن تأمين الحماية من هذه الأشكال المختلفة للفيروس.
-
هل تطورت أبحاث اللقاح؟
وتكمن الطريقة الوحيدة لمعرفة إن كان اللقاح يقي من العدوى أم لا في اختباره على الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بالفيروس. في البلدان المتقدمة، يعد الأشخاص الأكثر عرضة هم من يستخدمون الإبر في حقن مخدرات الشوارع. ولكن متعاطي المخدرات بالحقن يميلون إلى تجنب الرعاية الصحية ومن الصعب البقاء على تواصل معهم، ويكون تسجيل أسمائهم ومعالجتهم ومتابعتهم مكلفًا وصعباً.
ويوجد العدد الأكبر من السكان المعرضين للإصابة بالالتهاب الكبدي سي في البلدان النامية، حيث لا تزال العدوى تنتشر من خلال إجراءات نقل الدم وإعادة استخدام المستهلكات الطبية في المستشفيات وعند أطباء الأسنان.
-
ما الذي يحدث عند الإصابة؟
أما عدوى الالتهاب الكبدي سي فهي مختلفة، ونادرًا ما تسبب مشكلات خطيرة حتى لو أصبت بالعدوى كما ذكرنا، ولكنها قد تتحول إلى حالة مزمنة تكون الأعراض فيها خفيفة، وربما بدون أي أعراض لسنوات عديدة، وخلال تلك السنوات، يتخلص الفيروس من الدفاعات المناعية للجسم ويظل كامناً في حال وجود إصابة مزمنة بدون أعراض أو بأعراض خفيفة جداً، ولكنه يؤذي الكبد عند بعض المصابين ويسبب فشل وظائف الكبد على مر الزمن. كما أن حامل الفيروس سي يمكن أن ينقل العدوى لآخرين دون أن يعلم.
ومن الطبيعي أن اللقاحات المصممة ضد الالتهاب الكبدي الوبائي "إيه" والالتهاب الكبدي "بي" لا تكون فعالة ضد فيروسات الالتهاب الكبدي سي.
وهناك دراسات حديثة تشير إلى طريقة قد تؤدي إلى نتائج جيدة لدى 30 في المائة من الأشخاص الذين استطاع جهازهم المناعي التخلص من فيروس الالتهاب الكبدي سي أثناء المرحلة الحادة للعدوى – تقريبًا خلال الأشهر الستة الأولى من التعرض للفيروس.
إلا أنه حتى الآن لم يتوصل الباحثون بالضبط إلى التغير في الجهاز المناعي الذي يحمي هؤلاء الأشخاص، كما أنهم لا يعرفون بالضبط كيف يعمل هذا العامل الوقائي على إيقاف الفيروس قبل أن يصبح مزمنًا، وقد تجيب السنوات القليلة المقبلة عن هذه الأسئلة، وهو ما يزيد من وتيرة التقدم الذي يشهده مجال تطوير لقاح الالتهاب الكبدي سي.
-
هل هناك طرق أخرى للوقاية؟
-
هل هناك علاج؟