شهدت السنوات الأخيرة ارتفاعًا كبيرًا في الطلب على مختلف الجراحات التجميلية، وسجلت الولايات المتحدة ارتفاعًا بنسبة 60٪ في إجراءات الجراحة التجميلية لكلا الجنسين بين عامي 2012 و2016. أيضا، أظهر تقرير حديث نشرته الجمعية الأمريكية لجراحي التجميل أن الأمريكيين أنفقوا حوالي 16.5 مليار دولار على الجراحة التجميلية في عام 2018 وحدها، ويعزى ذلك بنسبة كبيرة إلى تأثيرات وسائل التواصل الاجتماعي والتسويق المكثف والمواقع الإلكترونية لجراحي التجميل، وشعبية صور المرضى قبل وبعد. وكان أغلب الخاضعين لتلك الجراحات هن خريجات الجامعات، الموظفات، واللواتي تتراوح أعمارهن بين 20 و40 عامًا. وكانت أسباب البحث عن الجراحة التجميلية هي الجمال بشكل أساسي والحصول على مظهر شاب.
ماذا عن الجراحة التجميلية في المملكة السعودية؟
لوحظت اتجاهات مماثلة في حجم الجراحة التجميلية في المملكة العربية السعودية، والتي تحتل المرتبة الأولى في المنطقة ومن بين أفضل 20 دولة في حجم الجراحة التجميلية في جميع أنحاء العالم، ووثقت التقارير الصادرة عن وزارة الصحة السعودية في عام 2019 زيادة كبيرة في حجم الإجراءات التجميلية في آخر 3-5 سنوات.
وتم الإبلاغ عن عملية تجميل الأنف باعتبارها أكثر عمليات تجميل الوجه شيوعًا، وكان شفط الدهون أكثر عمليات الجراحة التجميلية العامة شيوعًا.
وتميل إجراءات الجراحة التجميلية الترميمية إلى إظهار قمم موسمية. على سبيل المثال، تميل إصابات اليد إلى الحدوث كثيرًا خلال عطلات نهاية الأسبوع الطويلة، وتكون العدوى الناخرة أكثر احتمالًا في فصل الشتاء. ومع ذلك، تشير الأدلة إلى زيادة الطلب على الإجراءات التجميلية للجراحة التجميلية في أيام العطلات.
ازدياد الطلب على الإجراءات التجميلية في رمضان
رمضان هو شهر مقدس مهم في الإسلام. خلال هذا الشهر يمتنع المسلمون عن الطعام والسوائل بين الفجر والغروب، ويعدّ الاحتفال السنوي بشهر رمضان من الممارسات الإسلامية المهمة، فهو أحد أركان الإسلام الخمسة، وهو شهر الصيام والتأمل وتقوية أواصر المجتمع.
ويصوم أكثر من 1.5 مليار مسلم في جميع أنحاء العالم عن الطعام والشراب من الفجر حتى غروب الشمس لمدة 29-30 يومًا. وتستوعب أماكن العمل في البلدان ذات الأغلبية المسلمة هذا التغيير الكبير في نمط الحياة من خلال تقليل ساعات العمل في النهار، وإجراء الأعمال التجارية بعد غروب الشمس. ويلي شهر رمضان عطلة العيد، وهو وقت احتفال وتجمعات اجتماعية.
وفي هذا الصدد تم إجراء استبيان هدفه تقييم ما إذا كان عبء عمليات التجميل يتأثر بشهر رمضان أم لا، حيث تم عمل مسحٍ إلكترونيٍ مقطعيٍ لجراحي التجميل المسجلين لدى الهيئة السعودية للتخصصات الصحية، وتم جمع البيانات على مدى أسبوعين من 14 أغسطس إلى 28 أغسطس 2020. ولتحسين الدقة العلمية للمسح وتقليل أي تحيز حقيقي أو متصور تعَاوَن المؤلفون مع منظمة بحثية لتوجيه التطوير وإدارة المسح.
وتضمنت أداة المسح أسئلة تستهدف التركيبة السكانية للمشاركين والممارسة خلال شهر رمضان، والعوامل المرتبطة بزيادة الممارسة إن وجدت، وقائمة إجراءات التجميل التي يلاحظ الجراح الزيادة فيها (إن وجدت).
نتائج الاستبيان
تم تحليل البيانات باستخدام برنامج إحصائي، وتم استخدام اختبار دقيق. وسأل الجراحون عن الجراحة التجميلية خلال شهر رمضان:
- عبر 59٪ من الجراحين عن عدم رغبتهم في إجراء عمليات التجميل خلال الشهر.
- يُجري 28٪ منهم إجراءات تجميلية قبل وبعد الإفطار.
- من المثير للاهتمام أن 13٪ أوقفوا ممارستهم خلال شهر رمضان.
أيضا:
- أغلب الجراحات كانت على عمليات شفط الدهون وشد البطن، وبالنسبة للإجراءات غير الجراحية، تم الإبلاغ عن ارتفاع الطلب على البوتوكس والفيلر بنسبة 81٪ و78٪ من الجراحين على التوالي.
- على الرغم من انخفاض ساعات العمل في رمضان فقد أبلغ جراحو التجميل عن ارتفاع ملحوظ في الطلب على الإجراءات التجميلية الجراحية وغير الجراحية.