هل ترغب ببشرة أكثر صحة؟ أو تقوية جهاز المناعة لديك؟ يزعم مروجو العلاج بحقن الفيتامينات الوريدية بحل هذه المشكلات الصحية أو تحسينها من خلال ضخ العديد من الفيتامينات والمعادن عبر الوريد.. فما حقيقة ذلك؟
لقد اكتسب هذا العلاج شعبية على مدار السنوات القليلة الماضية، ومع ذلك، كما هو الحال مع معظم البدع الصحية التي تظهر بين الحين والآخر، فإنه يطرح مسألة الفعالية والسلامة. هل يمكن لهذا العلاج أن يفعل كل شيء فعلاً؟ من علاج اضطراب الرحلات الجوية الطويلة إلى تحسين الوظيفة الجنسية؟ أم أننا نقع ضحية جنون آخر يعد بنتائج صحية كبيرة دون أن يتطلب منا بذل الكثير من الجهد؟ ناهيك عن مسألة السلامة، هذا ما سنحاول الإجابة عنه في هذا المقال.
ماذا يحدث لجسمك عندما تحصل على حقنة فيتامينات وريدية؟
تستغرق هذه الأنواع من الحقن عموماً ما بين 20 دقيقة إلى ساعة، وتتم داخل عيادة طبية مع أخصائي طبي مرخص يراقب العملية. هنا يتلقى جسمك تركيزاً أعلى من الفيتامينات نفسها. يتحلل الفيتامين الذي يؤخذ عن طريق الفم في المعدة والجهاز الهضمي، ويقتصر على المقدار الذي يمكن امتصاصه (حوالي 50%). إلا أنه إذا تم إعطاء الفيتامين من خلال الوريد، فسيتم امتصاصه بنسبة أعلى بكثير (90%). وذلك لأنه توجد عدة عوامل تؤثر على قدرة الجسم على امتصاص العناصر الغذائية في المعدة. تشمل هذه العوامل: العمر، والتمثيل الغذائي، والحالة الصحية، والجينات، والتفاعلات مع المنتجات الأخرى التي نستهلكها، والتركيب الفيزيائي والكيميائي للمكملات الغذائية أو الطعام. تؤدي المستويات المرتفعة من الفيتامينات والمعادن في مجرى الدم إلى امتصاص كميات أكبر من الفيتامينات في الخلايا، والتي ستستخدمها نظرياً للحفاظ على الصحة ومكافحة الأمراض.
أثناء العلاج بحقن الفيتامينات الوريدية، عادةً ما يخلط الصيدلي المحلول وفقاً لتعليمات الطبيب. وستحتاج ممرضة مؤهلة أو أخصائي رعاية صحية إلى الوصول إلى الوريد وتأمين الإبرة في مكانها. وستقوم الممرضة أو أخصائي الرعاية الصحية بعد ذلك بمراقبة حقن الفيتامينات لضمان إعطاء معدلات الفيتامينات والمعادن بشكل صحيح.
من هم الأشخاص الذين يستفيدون أكثر من هذه الممارسة ولماذا؟
يتم استخدام حقن الفيتامينات لمواجهة مجموعة متنوعة من المشكلات الصحية، تشمل الحالات التي استجابت بشكل إيجابي للعلاج (بما يسمى كوكتيل مايرز): الربو والصداع النصفي ومتلازمة التعب المزمن والألم العضلي الليفي والتشنجات العضلية والألم والحساسية والتهابات الجيوب الأنفية والجهاز التنفسي. وظهر ذلك في عدد من الحالات المرضية الأخرى، بما في ذلك الذبحة الصدرية وفرط نشاط الغدة الدرقية، وبالتالي فإن النتائج واعدة لحقن الفيتامينات الوريدية. يستخدم العديد من الأشخاص أيضاً العلاج بالفيتامينات الوريدية لإعادة الترطيب السريع بعد نشاط رياضي مكثف، مثل الجري في سباق الماراثون، أو لعلاج صداع الكحول، أو لتحسين صفاء البشرة.
توجد ادعاءات إيجابية عن الارتياح والتجديد بعد أخذ الحقن، ولكن لا يوجد دليل علمي قوي يدعم هذه الادعاءات. الفيتامينات المستخدمة في الوريد قابلة للذوبان في الماء، لذلك بمجرد أن يستخدم جسمك ما هو مطلوب، سوف يطرح الفائض عبر الكليتين في البول.
من المهم ملاحظة أن معظم الأشخاص الأصحاء قادرون على الحصول على ما يكفي من الفيتامينات من خلال نظام غذائي مناسب ومتوازن، كما أن الفوائد الطويلة والقصيرة المدى لحقن الفيتامينات الوريدية مشكوك فيها طبياً ولا تتمتع بدعم من دراسات علمية موثقة في مجلات علمية معتمدة.
ما أنواع الفيتامينات أو المعادن التي تناسبها هذه الطريقة بشكل أفضل؟
لا يوجد حد للفيتامينات التي يمكن أن يعمل العلاج الوريدي على حقنها في جسمك. ومع ذلك، فإن أفضل الفيتامينات لهذا العلاج هي المستويات الطبيعية لجسم الشخص، ويمكن قياسها بمستويات معينة لضمان إعطاء الحقن الوريدي بجرعة صحية. والمكونات الشائعة في حقن الفيتامينات الوريدية هي فيتامين C وفيتامين B والمغنيسيوم والكالسيوم. قد تحتوي حقن الفيتامينات الوريدية أيضاً على أحماض أمينية (اللبنات الأساسية لصنع البروتين) ومضادات الأكسدة، مثل الجلوتاثيون. تحدث مع طبيبك حول العناصر الغذائية التي قد تفتقر إليها. ومع ذلك، لا يوصي الأطباء بعلاج حقن الفيتامينات الوريدية ما لم يكن هناك سبب تم تشخيصه طبياً للحقن وتم وصفه من قبل الطبيب بناءً على تشخيص المريض وتكوين الجسم.
ما الذي يجب أن يبحث عنه الناس - ويضعوه في الاعتبار - إذا كانوا يخططون للخضوع للعلاج بالفيتامينات الوريدية؟
يجب على الأشخاص الذين يرغبون في تجربة العلاج بحقن الفيتامينات الوريدية البحث عن طبيب حسن السمعة يراقب ويقدم الحقن. يجب أن يكونوا مستعدين أيضًا لتقديم تاريخ طبي شامل. يجب أن يشمل ذلك أي حالات صحية واجهوها على مدار حياتهم، وأي أدوية يتناولونها حاليًا أو تناولوها حديثاً، من المهم بالنسبة لهم عدم تضمين الوصفات الطبية فحسب، بل كذلك ذكر الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية (OTC) والمكملات الغذائية وأنواع الشاي التي يشربونها بانتظام.
وتأكد من أن العيادة التي تقدم لك هذا النوع من العلاج تتمتع بسمعة طيبة لأن هذه العيادات لا تخضع للتنظيم الدقيق من جهة الهيئات الصحية عادة. تذكر أنك تتلقى فيتامينات وليس أدوية. قم ببعض الأبحاث قبل أن تذهب لترى ما إذا كانت هناك أي مراجعات للعيادة. ويجب أن تكون العيادة نظيفة، ويجب غسل أيدي أولئك الذين يديرون الحقن الوريدي، ويجب تغيير القفازات التي يرتديها الأخصائيون في كل مرة يتعاملون فيها مع عميل جديد. لا تدعهم يسرعون في العملية أو لا يشرحون ما يتم القيام به. ولا تخف من طلب أوراق الاعتماد إذا كنت تشك في مهنيتهم!
هل يفيد هذا النوع من العلاج فعلاً؟
ربما يكون العلاج بحقن الفيتامينات الوريدية علاجاً مفيداً عندما يقدمه أخصائي طبي. بالنسبة للعديد من الأشخاص، تعتبر إدارة الجفاف المزمن وصحة الجلد بمثابة تعزيز كبير لنوعية حياتهم. البحث العلمي في ما يتعلق بالعلاج بحقن الفيتامينات محدود في هذا الوقت، لكن لا بد أن يتم إجراء المزيد من الأبحاث وإصدارها في السنوات القادمة حول فوائد العلاج بحقن الفيتامينات الوريدية. كما أنه لا يوجد دليل منشور حتى الآن في مجلات علمية موثوقة يدعم استخدام هذا العلاج للأمراض الخطيرة أو المزمنة، على الرغم من أن المرضى الأفراد قد يزعمون أنه كان مفيدًا لهم. يجب على أي شخص يفكر في هذا العلاج مناقشة الإيجابيات والسلبيات مع طبيبه.
ما هي المخاطر إذا وجدت؟
- خطر الإصابة بالعدوى الجرثومية خلال العلاج بحقن الفيتامينات الوريدية وارد. في أي وقت يتم فيه إدخال الحقن الوريدية، فإنها تخلق مسارًا مباشرًا للجراثيم إلى مجرى الدم وتتجاوز آلية دفاع الجسم الأولى ضد البكتيريا الموجودة في بشرتك. على الرغم من أن خطر الإصابة بالعدوى نادر، فمن المهم استشارة أخصائي طبي مرخص ليقوم بإجراء العلاج لإدارة هذه المخاطر ، والتأكد من حصولك على حقنة سليمة من الفيتامينات.
- ومن الممكن الحصول على جرعة كبيرة من فيتامين أو معدن معين، وهو ما قد يزيد من مخاطر الآثار الضارة. على سبيل المثال، لا يستطيع الأشخاص المصابون بأمراض الكلى التخلص من بعض الأملاح والمعادن من الجسم بسرعة كبيرة. وقد تؤدي إضافة الكثير من البوتاسيوم بسرعة كبيرة إلى أذية قلبية. يمكن أيضًا أن يتعرض الأشخاص المصابون بأمراض معينة في القلب أو ارتفاع ضغط الدم لخطر زيادة السوائل. بشكل عام، قد تكون المستويات المفرطة من الفيتامينات والمعادن شديدة على الأعضاء ويجب تجنبها.
- وقد تشمل المخاطر المرتبطة بحقن الفيتامينات بشكل عام حدوث جلطات الدم وتهيج الوريد والتهابها، والتي يمكن أن تكون مؤلمة. يمكن أيضًا إدخال الانصمامات الهوائية من خلال الخط الوريدي، ما قد يتسبب في حدوث سكتة دماغية. إذا لم تتم مراقبة الحقن بعناية، وأعطي السائل بسرعة كبيرة، فهناك خطر زيادة السوائل، وهو ما قد يؤثر على توازن الشوارد في الدم، وربما يضر ذلك عمل الكلى والدماغ والقلب.
هل توجد مخاطر أخرى؟
يجب أن نعلم أن إدارة الغذاء والدواء الأميركية لا تراقب حقن الفيتامينات الوريدية. لذلك إذا قررت تجربة العلاج بالفيتامينات الوريدية، فتأكد من حصولك على العلاج في بيئة آمنة ونظيفة. اسأل أيضًا عن الشخص الذي سيتولى إدارة الحقنة الوريدية ومقدار خبرته.
نظرًا لأنك تضع إبرة في ذراعك، فهناك احتمال حدوث ألم أو كدمات أو، في حالات نادرة، عدوى أو التهاب في الوريد. وإن وضع حقنة وريدية في جسم شخص بعمر يفوق 65 عاما يكون أكثر صعوبة مما هو لدى الأشخاص الأصغر سنًا.
من المهم أيضًا أن تسأل بالضبط عن المواد التي ستدخل إلى جسمك. حيث إن بعض الحقن تحتوي على أدوية مضادة للالتهابات أو مضادة للغثيان يمكن أن تسبب رد فعل تحسسي، أو تتفاعل مع الأدوية التي يتناولها المريض حاليًا.
قد تشمل الحقن أدوية مثل كيتورولاك واللايدوكائين التي يمكن أن تؤدي إلى آثار ضارة تهدد الحياة لدى بعض المرضى، وفقًا لدراسة أجريت عام 2014 ونشرت في مجلة التغذية الوريدية والمعوية.
الخلاصة:
على الرغم من أن حقن الفيتامينات الوريدية منخفضة الخطورة بالنسبة لمعظم الأشخاص الأصحاء، يوصي الخبراء الطبيون عمومًا بعدم استخدامها، غالبًا لأنها باهظة الثمن وغير ضرورية. طبعاً لا يوجد شيء سحري في الحصول على الفيتامينات عبر الوريد. فإذا كنت تريد تغذية إضافية، فتناول الفيتامينات في نظامك الغذائي. إذا كنت تعاني من الصداع، خذ مسكنات بسيطة بدلاً من إنفاق الكثير على حقن الفيتامينات الوريدية، يمكنك تناول حبوب الفيتامينات والحصول على الفائدة نفسها.
المصادر:
