سمعنا كثيراً أن تناول مسكنات الألم قد تسبب مشكلات صحية، ومن هذه المشكلات المحتملة لتناول مسكنات الألم قرحة المعدة، فهل هذا صحيح؟
نستعمل كلنا تقريباً الأدوية المسكنة للألم التي تباع دون وصفة طبية، والتي تعرف بالأدوية المضادة للالتهاب غير الستيرويدية، مثل الأيبوبروفين، والأسبيرين، والفولتارين، والنابروكسن، وغيرها، وتستخدم هذه الأدوية أيضاً للحد من الوذمة والتورم الناجم عن الإصابات، وكذلك لخفض الحرارة عن إصابة الجسم بعدوى. وقد يكون لاستخدامها أعراض جانبية، وخصوصاً عند تناولها لفترة طويلة وبجرعات عالية، ومن هذه المضاعفات: قرحات المعدة.
كيف تعمل هذه الأدوية؟
تعمل هذه الأدوية بآلية معقدة لتؤدي إلى تخفيف الألم والحد من الالتهاب، فهي تعمل على تثبيط نظير إنزيمي يوجد في بعض الأنسجة عند وجود التهاب في الجسم، ولكن المشكلة أن هذه الأدوية تثبط أيضاً نظير إنزيمي آخر يوجد في معظم خلايا الجسم بشكل طبيعي، ومن هنا تنشأ التأثيرات الجانبية للأدوية هذه، مثل زيادة فرص الإصابة بقرحة المعدة، وتختلف مسكنات الألم في درجة تثبيطها للنظير الإنزيمي المفيد، ولهذا تختلف في مدى احتمالية تسببها بالقرحة.
ولكن بالطبع، ترتبط الإصابة بمضاعفات لهذه الأدوية بعوامل خطر، إذ وجدت دراسات أن الأشخاص الذين لا يملكون عوامل الخطر هذه يصاب 0.4% منهم فقط بمضاعفات، حتى وإن كانوا يستخدمونها بشكل مزمن، بينما ترتفع نسبة الإصابة إلى 9% عند من لديهم هذه العوامل التي تشمل:
- العمر فوق 65.
- إصابة سابقة بالقرحة الهضمية.
- أمراض القلب.
- استخدام أدوية أخرى في الوقت نفسه، مثل مضادات الصفائح الدموية، والكورتيكوستيرويدات (مشتقات الكورتيزون)، ومضادات التخثر (أدوية سيولة الدم).
- تناول جرعات كبيرة من مسكنات الألم.
- الإصابة بعدوى جرثومة الملوية البوابية مع الاستخدام المطول للمسكنات.
هل جميع هذه الأدوية متماثلة في الخطر؟
تحمل كل الأدوية المصنفة كمضادات التهاب غير ستيرويدية خطر الإصابة بقرحة المعدة، ولكنها تختلف في احتمال تسببها بمشكلات هضمية كما ذكرنا مسبقاً، فخطر الإصابة بالقرحة منخفض عند استخدام بعض هذه الأدوية، مثل الأيبوبروفين، بينما ترتفع في أدوية أخرى، مثل البيروكسيكام، ولهذا لا بد من استشارة الطبيب للتعرف على أنسبها لك إن كانت هناك حاجة لاستخدامها بشكل متكرر، وخصوصاً في حال وجود عوامل الخطر المذكورة مسبقاً.
الأسبيرين من أكثر هذه الأدوية استخداماً، وهو يُعطى أيضاً للحماية من بعض مشكلات القلب والأوعية الدموية، وخصوصاً الجلطات، وبالنظر إلى عوامل الخطر المذكورة في الأعلى، نلحظ أن الكثير ممن لديهم هذه عوامل هم من ينصحون بأخذ الأسبيرين بشكل دوري، ولهذا يجب الالتزام بتوصيات الطبيب.
هل يمكن الوقاية من القرحة المرتبطة بمسكنات الألم؟
يجب أولاً كما ذكرنا مسبقاً تفادي استخدام مسكنات الألم بشكل مزمن دون مراجعة طبيب، إذ يدرس الطبيب تاريخك المرضي، ويساعدك في اختيار الدواء الأنسب لك والأقل خطراً عليك. قد يصف لك الطبيب أيضاً أدوية أخرى تسهم في الحد من احتمال الإصابة بقرحات المعدة مثل:
- مثبطات مضخة البروتون: تستخدم هذه الأدوية عادة في علاج القرحات الهضمية، مثل الأوميبرازول والبانتوبرازول، فهي تعمل على تقليل أحماض المعدة، وتعد هذه الأدوية أفضل وسيلة للوقاية من قرحات المعدة، بالإضافة إلى أن خطر الأعراض الجانبية من هذه الأدوية يُعد منخفضاً.
- مناهضات المستقبلة 2 للهستامين: تستخدم هذه الأدوية أيضاً لعلاج القرحة الهضمية، مثل السايمتيدين، وقد تكون فعالة في الوقاية من القرحة الهضمية، خصوصاً وأن خطر الأعراض الجانبية مشابه للدواء السابق.
- ميزوبروستول: يُستخدم هذا الدواء أيضاً في علاج القرحة الهضمية، وهو فعال في الوقاية من القرحة الهضمية، ولكن الأعراض الجانبية لهذا الدواء قد لا تبرر استخدامه بهذا الشكل، فهو قد يسبب المغص والإسهال وغيرها من المضاعفات الجانبية.
المصدر: