قد لا يكون هناك شيء أمتع من الإمساك بكوب شاي أو قهوة ساخنة في أيام الشتاء البارد، وذلك لأنه يحرض الدم على التدفق إلى سطح الجلد فيجعلنا نشعر بالدفء. ولكن الحذر الحذر، فقد نؤذي أنفسنا من دون أن نشعر، خصوصاً بعد أن نبّهت منظمة الصحة العالمية والوكالة الدولية لبحوث السرطان إلى أن تناول المشروبات شديدة السخونة قد يسبب الإصابة بسرطان المريء، إذا كانت درجة حرارتها أعلى من 65 درجة مئوية (149 درجة فهرنهايت).
اقــرأ أيضاً
* ماذا يحدث؟
المريء هو الأنبوب الذي ينقل الطعام والشراب من الحلق إلى المعدة، ويعد سرطان المريء من أكثر أنواع السرطانات شيوعاً في جميع أنحاء العالم، وهو ليس نادر الحدوث، إذْ إن ترتيبُه التاسع بين أنواع السرطانات المنتشرة بين الناس في المملكة المتحدة مثلاً.
كما يعتبر سرطان المريء مسؤولا عن حوالي 400000 حالة وفاة سجلت في جميع أنحاء العالم في عام 2012، أي حوالي 5% من مجموع وفيات السرطان. ومع أن التدخين وشرب الكحول من الأسباب الرئيسية لسرطان المريء، خصوصاً في البلدان ذات الدخل المرتفع، إلا أن غالبية الحالات على مستوى العالم لهذا النوع من السرطان تحدث في أجزاء من آسيا وأميركا الجنوبية وشرق أفريقيا، وهذا يعني وجود عامل آخر يساهم في الإصابة بالمرض.
الآن عندما نشرب الشاي أو القهوة أو غيرها من المشروبات الساخنة في درجة حرارة 65 درجة مئوية أو أكثر، فإنها تتسبب في حدوث حروق كبيرة في المريء، والتي قد تكون بداية الإصابة بسرطان المريء.
وقد تم التوصل إلى هذا الربط بين درجة الحرارة المرتفعة وسرطان المريء من قبل الباحثين في الوكالة الدولية لبحوث السرطان، وذلك بعد تحليل مجموعة من النتائج لأشخاص يتعاطون المشروبات الساخنة الأخرى التي يتم شربها، ووجدوا علاقة قوية بين سرطان المريء وتلك المشروبات الساخنة.
وسنتحدث فيما يأتي عن أشهر ثلاثة مشروبات يتم تناولها ساخنة، وما هي النتائج التي تمخضت عن دراسة تأثير هذه المشروبات كعوامل مسببة للسرطان:
اقــرأ أيضاً
1. القهوة
صُنفت القهوة بوصفها مسببا محتملا للسرطان في عام 1991 من قبل الوكالة الدولية لبحوث السرطان، وقد تمّ إعادة تقييم هذا التأثير من خلال الاطلاع على مجموعة كبيرة وقوية من الأدلة العلمية، بالاعتماد على حوالي 500 دراسة وبائية متعلقة بالموضوع، والتي تحدد أكثر من 20 نوعا مختلفا من السرطان. وقد تابعت هذه الدراسات الأشخاص الذين أصيبوا بالسرطان وكيفية ارتباطه مع عاداتهم بتناول القهوة، إلا أن إعادة التقييم من قبل الباحثين في الوكالة أظهرت عدم وجود علاقة بين شرب القهوة وسرطان البنكرياس أو سرطان الثدي أو البروستات. كما أشير إلى انخفاض مخاطر الإصابة بسرطان الكبد وسرطان بطانة الرحم. وتشير هذه الدراسات إلى أنه لا يمكن حالياً تصنيف القهوة على أنها عامل مسبب للسرطان بالنسبة للبشر؛ فالمشكلة ليست في القهوة ولكنها في سخونة القهوة.
2. المتة
المتة.. مشروب يصنع من الأوراق المجففة لنبات المتة الغني بالكافيين، وهو يُستهلَك بكثرة في أميركا الجنوبية، ويعد مشروبا شعبيا في بعض دول المشرق. وقد صُنفت المتة بوصفها مسببا للسرطان على الأرجح عند البشر في عام 1991 من قبل الوكالة الدولية لبحوث السرطان. وعقب صدور هذا التصنيف، أجريت العديد من الدراسات الوبائية لتقييم العلاقة بين استهلاك هذا المشروب وخطر الإصابة بسرطان المريء. وقد بينت الدراسات الحديثة أن سرطان المريء ارتبط بدرجة حرارة المشروب المرتفعة، بغض النظر عن الكمية المستهلكة، مما يعني أنه لا يمكن تصنيف المتة على أنها عامل مسبب للسرطان بالنسبة للبشر، ولكن المشكلة الأساسية في درجة حرارة المشروب.
3. الشاي
أضيف الشاي للقائمة في عام 2018. وقد بينت الدراسة أن احتمالية إصابة الشخص بسرطان المريء ستتضاعف خمس مرات إذا تناول الشاي الساخن جداً مع مشروب كحولي، وستتضاعف مرة واحدة إذا تناوله في أثناء التدخين.
هذه النتيجة توصلت إليها مؤسسة العلوم الطبيعية في الصين، مشيرة إلى ضرورة الامتناع عن تناول الشاي ساخناً جداً، لمنع الإصابة بسرطان المريء للأشخاص الذين يشربون الكحول ويدخنون بكثافة، وبالتالي لا يمكن تصنيف الشاي على أنه عامل مسبب للسرطان بالنسبة للبشر، والمشكلة لا تكمن في الشاي نفسه، ولكن في درجة حرارته.
* النتيجة النهائية
يقال في المثل الشعبي في سورية (من الغلوة للكلوة) لمن شرب مشروباً ساخناً جداً ولم يتريث حتى يبرد، فيتسبب في حرق فمه وأحشائه. والأفضل لصحتنا حتى نتجنب الإصابة بسرطان المريء الخطير، أن نضع مشروبنا المفضل في الكأس ثم ننتظر عدة دقائق حتى تنخفض درجة حرارته، فالأمر أهون بكثير من أن نهيئ البيئة الخصبة لظهور السرطان في أجسامنا.
ونخلص من ذلك كله إلى أن تناول المشروبات وهي ساخنة جداً، هو الذي يحمل في طياته احتمال الإصابة، وليس المشروب بحد ذاته.
* ماذا يحدث؟
المريء هو الأنبوب الذي ينقل الطعام والشراب من الحلق إلى المعدة، ويعد سرطان المريء من أكثر أنواع السرطانات شيوعاً في جميع أنحاء العالم، وهو ليس نادر الحدوث، إذْ إن ترتيبُه التاسع بين أنواع السرطانات المنتشرة بين الناس في المملكة المتحدة مثلاً.
كما يعتبر سرطان المريء مسؤولا عن حوالي 400000 حالة وفاة سجلت في جميع أنحاء العالم في عام 2012، أي حوالي 5% من مجموع وفيات السرطان. ومع أن التدخين وشرب الكحول من الأسباب الرئيسية لسرطان المريء، خصوصاً في البلدان ذات الدخل المرتفع، إلا أن غالبية الحالات على مستوى العالم لهذا النوع من السرطان تحدث في أجزاء من آسيا وأميركا الجنوبية وشرق أفريقيا، وهذا يعني وجود عامل آخر يساهم في الإصابة بالمرض.
الآن عندما نشرب الشاي أو القهوة أو غيرها من المشروبات الساخنة في درجة حرارة 65 درجة مئوية أو أكثر، فإنها تتسبب في حدوث حروق كبيرة في المريء، والتي قد تكون بداية الإصابة بسرطان المريء.
وقد تم التوصل إلى هذا الربط بين درجة الحرارة المرتفعة وسرطان المريء من قبل الباحثين في الوكالة الدولية لبحوث السرطان، وذلك بعد تحليل مجموعة من النتائج لأشخاص يتعاطون المشروبات الساخنة الأخرى التي يتم شربها، ووجدوا علاقة قوية بين سرطان المريء وتلك المشروبات الساخنة.
وسنتحدث فيما يأتي عن أشهر ثلاثة مشروبات يتم تناولها ساخنة، وما هي النتائج التي تمخضت عن دراسة تأثير هذه المشروبات كعوامل مسببة للسرطان:
1. القهوة
صُنفت القهوة بوصفها مسببا محتملا للسرطان في عام 1991 من قبل الوكالة الدولية لبحوث السرطان، وقد تمّ إعادة تقييم هذا التأثير من خلال الاطلاع على مجموعة كبيرة وقوية من الأدلة العلمية، بالاعتماد على حوالي 500 دراسة وبائية متعلقة بالموضوع، والتي تحدد أكثر من 20 نوعا مختلفا من السرطان. وقد تابعت هذه الدراسات الأشخاص الذين أصيبوا بالسرطان وكيفية ارتباطه مع عاداتهم بتناول القهوة، إلا أن إعادة التقييم من قبل الباحثين في الوكالة أظهرت عدم وجود علاقة بين شرب القهوة وسرطان البنكرياس أو سرطان الثدي أو البروستات. كما أشير إلى انخفاض مخاطر الإصابة بسرطان الكبد وسرطان بطانة الرحم. وتشير هذه الدراسات إلى أنه لا يمكن حالياً تصنيف القهوة على أنها عامل مسبب للسرطان بالنسبة للبشر؛ فالمشكلة ليست في القهوة ولكنها في سخونة القهوة.
2. المتة
المتة.. مشروب يصنع من الأوراق المجففة لنبات المتة الغني بالكافيين، وهو يُستهلَك بكثرة في أميركا الجنوبية، ويعد مشروبا شعبيا في بعض دول المشرق. وقد صُنفت المتة بوصفها مسببا للسرطان على الأرجح عند البشر في عام 1991 من قبل الوكالة الدولية لبحوث السرطان. وعقب صدور هذا التصنيف، أجريت العديد من الدراسات الوبائية لتقييم العلاقة بين استهلاك هذا المشروب وخطر الإصابة بسرطان المريء. وقد بينت الدراسات الحديثة أن سرطان المريء ارتبط بدرجة حرارة المشروب المرتفعة، بغض النظر عن الكمية المستهلكة، مما يعني أنه لا يمكن تصنيف المتة على أنها عامل مسبب للسرطان بالنسبة للبشر، ولكن المشكلة الأساسية في درجة حرارة المشروب.
اقــرأ أيضاً
3. الشاي
أضيف الشاي للقائمة في عام 2018. وقد بينت الدراسة أن احتمالية إصابة الشخص بسرطان المريء ستتضاعف خمس مرات إذا تناول الشاي الساخن جداً مع مشروب كحولي، وستتضاعف مرة واحدة إذا تناوله في أثناء التدخين.
هذه النتيجة توصلت إليها مؤسسة العلوم الطبيعية في الصين، مشيرة إلى ضرورة الامتناع عن تناول الشاي ساخناً جداً، لمنع الإصابة بسرطان المريء للأشخاص الذين يشربون الكحول ويدخنون بكثافة، وبالتالي لا يمكن تصنيف الشاي على أنه عامل مسبب للسرطان بالنسبة للبشر، والمشكلة لا تكمن في الشاي نفسه، ولكن في درجة حرارته.
* النتيجة النهائية
يقال في المثل الشعبي في سورية (من الغلوة للكلوة) لمن شرب مشروباً ساخناً جداً ولم يتريث حتى يبرد، فيتسبب في حرق فمه وأحشائه. والأفضل لصحتنا حتى نتجنب الإصابة بسرطان المريء الخطير، أن نضع مشروبنا المفضل في الكأس ثم ننتظر عدة دقائق حتى تنخفض درجة حرارته، فالأمر أهون بكثير من أن نهيئ البيئة الخصبة لظهور السرطان في أجسامنا.
ونخلص من ذلك كله إلى أن تناول المشروبات وهي ساخنة جداً، هو الذي يحمل في طياته احتمال الإصابة، وليس المشروب بحد ذاته.