أفاد باحثون أوروبيون بأن الحديد عنصر حيوي للصحة، وأن نقصه في نظامك الغذائي قد يؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب، وقالوا إن حوالي 1 من كل 10 حالات جديدة من أمراض القلب لدى الأشخاص في منتصف العمر يمكن الوقاية منها إذا تناولوا ما يكفي من الحديد في وجباتهم الغذائية.
قال الباحث الرئيسي الدكتور بنديكت شراج: "تستند نتائجنا إلى دراسة قائمة على الملاحظة، وبالتالي فالدراسة دليل على الارتباط، وليس السببية".
العلاقة بين نقص الحديد وأمراض القلب غير واضحة، لكن شراج قال إن الحديد ضروري لتحقيق التوازن في الجسم واستقلاب الطاقة، وهو ما قد يكون رابطاً محتملاً، وقال إن الأشخاص الذين يعانون من نقص في الحديد عادة لا يستهلكون ما يكفي من المعادن في نظامهم الغذائي أو لا يستطيعون معالجة الحديد الذي يحصلون عليه.
* مصادر الحديد في الطعام
تشمل الأطعمة الغنية بالحديد اللحوم، الدواجن، البيض، المأكولات البحرية، بما في ذلك التونة والاسكالوب والروبيان، وخضروات مثل السبانخ والبطاطا الحلوة والفاصوليا، وفقاً لمنظمة الصليب الأحمر الأميركية.تشمل المصادر الغذائية الجيدة الأخرى الخبز والمعكرونة المدعمة والفواكه مثل الفراولة والبطيخ.
* مكملات الحديد
تلعب مكملات الحديد في حد ذاتها دورًا ثانويًا، طالما أن الامتصاص الإجمالي كافٍ، ومع ذلك، قد لا يتمكن بعض الأفراد من امتصاص ما يكفي من الحديد عبر الأمعاء. وبالنسبة لهؤلاء الأفراد، ربما يكون العلاج بالحديد عن طريق الوريد خيارا ضروريا.وجدت دراسات سابقة أن المرضى الذين يعانون من نقص الحديد والذين يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية هم أكثر عرضة من غيرهم للدخول إلى المستشفى أو الموت. وأشار الباحثون إلى أن إعطاء الحديد في الوريد يحسن الأعراض والوظيفة ونوعية الحياة لدى مرضى قصور القلب المصابين بنقص الحديد.
تضمنت الدراسة الحالية أكثر من 12000 رجل وامرأة أوروبيين بمتوسط عمر 59. وعلى مدار 13 عامًا تقريبًا، بحث الباحثون عن أمراض القلب والسكتة الدماغية والوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية والوفاة نتيجة أي سبب.
في بداية الدراسة، كان ما يقرب من ثلثي المشاركين يعانون مما يسمى نقص الحديد الوظيفي. وقال شراج إن هذا يعني أن لديهم ما يكفي من الحديد، ولكن ليس كافياً في الدم لكي يعمل الجسم بشكل صحيح. وقال إن هؤلاء الأفراد كانوا أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب وكانوا أكثر عرضة للوفاة خلال السنوات الـ13 المقبلة.
أثناء المتابعة، مات 18% من المشاركين، 5% منهم بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية. كما تم تشخيص 9% بأمراض القلب و6% بالسكتة الدماغية.
وجد الباحثون أن نقص الحديد مرتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة 24%، وزيادة خطر الوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 26%، وزيادة خطر الوفاة لأي سبب بنسبة 12%، مقارنة بعدم وجود نقص في الحديد.
عندما قام شراج وزملاؤه بحساب تأثير نقص الحديد على مدى 10 سنوات، وجدوا أن 5% من جميع الوفيات، و12% من وفيات القلب والأوعية الدموية، و11% من التشخيصات الجديدة لأمراض القلب يمكن أن تُعزى إلى نقص الحديد.
لكن لا تتسرع في شراء مكملات الحديد، فوفقًا لخبير قلب غير مشارك في الدراسة، هو الدكتور جريج فونارو، مدير مركز عضلة القلب Ahmanson-UCLA، فإن هناك أدلة مختلطة حول العلاقة بين الحديد وأمراض القلب، وقال "هناك أدلة من التجارب السريرية التي تثبت أن المرضى الذين يعانون من قصور في القلب ونقص الحديد يستفيدون من علاج الحديد عن طريق الوريد"، وأضاف "لا توجد بيانات قابلة للمقارنة تدعم تناول مكملات الحديد عن طريق الفم للوقاية من فشل القلب."
بالنسبة لأمراض القلب، فإن النتائج حتى الآن في ما يتعلق بمستويات الحديد ومخاطره معقدة، كما قال فونارو، وأشار إلى أن "كلا من نقص الحديد وزيادته له علاقة بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب التاجية".
وقال فونارو: "هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات، وبالذات التجارب العشوائية المعمية، قبل اعتماد أي شكل من أشكال الحديد لتعديل مخاطر الإصابة بأمراض القلب التاجية".