يبحث كثير منا عن طرق طبيعية أو منزلية لعلاج التهابات وأمراض المثانة، وقد يبادر بعضهم لتناول بعض الأطعمة الصديقة للجهاز البولي، وقد يسأل البعض الآخر عن مكملات غذائية لصحة المثانة. فما حقيقة عمل أو دور تلك المكملات لصحة المثانة أو الجهاز البولي؟
مكملات غذائية لصحة المثانة
المثانة هي كيس عضلي مرن يوجد في الجزء الأمامي من الحوض، تقوم بجمع وتخزين البول من الكلى وينتقل إليها عن طريق الحالبين ليخرج عبر مجرى البول للخارج بهدف التخلص منه. عندما تكون المثانة فارغة، تكون بحجم وشكل الكمثرى، ويزداد حجم المَثانة تدريجيًا لتستوعِبَ الكمية الزائدة من البول. وعندما تُصبِحُ المثانة مليئةً، يَجرِي إرسال إشارات عصبيَّة إلى الدماغ لنقل الحاجة إلى التبول. يمكن أن تحتفظ المثانة البشرية الصحيحة بين 300 و500 مل قبل حدوث الرغبة في الإفراغ، ولكن يمكنها الاحتفاظ بأكثر من ذلك بكثير.
يعاني بعض الأشخاص من مشاكل في المثانة مثل التهابات وفرط نشاط المثانة, وهو ما يعني وجود مشكلة في تخزين البول داخلها بشكل طبيعي، ما يؤدي إلى ظهور بعض الأعراض على الشخص المصاب، ولعل أبرزها الحاجة للذهاب إلى الحمام أكثر من المعتاد، وفقدان القدرة على حبس البول، وقد يصل الأمر إلى حد تسرب البول حال الحاجة للتبول. وبمرور الوقت، قد تؤثر هذه الأعراض على الحياة اليومية، فضلًا عن إمكانية تأثيرها على جودة النوم.
أفضل مكملات غذائية لصحة المثانة
1. الفيتامين د
ربطت دراسة أجراها باحثون في طب المسالك البولية في الصين، ونشرت في يناير 2024 في مجلة Nutrition Reviews، بين نقص الفيتامين د وزيادة خطر فرط نشاط المثانة وسلس البول، مما يشير إلى أن مكملات الفيتامين د يمكن أن تكون علاجًا محتملًا.
ومع ذلك، فإن فعالية مثل هذه المكملات ما تزال موضع نقاش. أظهرت دراسة أجريت عام 2022 أن الرجال الذين لديهم مستويات منخفضة من الفيتامين د والذين تناولوا المكملات الغذائية شهدوا انخفاضًا في أعراض فرط نشاط المثانة، على الرغم من زيادة خطر الإصابة بسلس البول.
كشفت دراسة عام 2020 نشرت في مجلة International Urogynecology Journal، وجود صلة واضحة بين الفيتامين د وصحة المثانة، وأوضح الباحثون أن إحدى الطرق المفيدة هي أن الفيتامين د يساعد على امتصاص العناصر الغذائية الأخرى المرتبطة بصحة المثانة بشكل أفضل في الجسم، مثل الكالسيوم والمغنيسيوم والفوسفات، إذ تلعب هذه العناصر دورًا مهمًا في الكلى وصحة المثانة. السبب وراء أهمية الكالسيوم لصحة المثانة هو أنه يساعد في تقلص العضلات، كما يلعب المغنيسيوم والفوسفات دورًا مشابهًا في وظيفة العضلات والأعصاب.
2. مستخلص بذور اليقطين
تستخدم بذور اليقطين في تحضير العديد من المستحضرات الصيدلانية، إذ تعتبر البذور بشكل عام مصادر ممتازة للبوتاسيوم والمغنيسيوم والكالسيوم والزنك، ومضادات الأكسدة، أيضاً مصدر جيد للأحماض الدهنية المتعددة غير المشبعة والتي لها خصائص مضادة للالتهابات، فقد وجدت إحدى الدراسات أن زيت تلك البذور يعمل على تحسين وظيفة المسالك البولية غير الطبيعية، ويقلل حدة أعراض فرط نشاط المثانة.
يساعد تناول بذور اليقطين أو منتجاتها كمكملات غذائية في علاج أعراض فرط نشاط المثانة لدى الرجال والنساء، وقد وجدت إحدى الدراسات أن جرعة يومية من 10 غرامات من زيت بذور اليقطين لمدة 12 أسبوعًا تقلل من أعراض فرط نشاط المثانة، كما وجدت دراسة يابانية أخرى أن بذور اليقطين ومستخلص بذور فول الصويا قللت بشكل كبير من سلس البول.
3. البروبيوتيك
تُعتبر التهابات المسالك البولية من أكثر الالتهابات البكتيرية شيوعًا، خاصة لدى النساء. التهابات المسالك البولية هي عدوى بكتيرية يمكن أن تؤثر على أي جزء من المسالك البولية، بما في ذلك الكلى والحالب و المثانة أو مجرى البول.
البروبيوتيك عباره عن ميكروبات حية مفيدة وآمنة، تتألف عادة من البكتيريا أو أنواع محددة من الخمائر. يمكن الحصول على البروبيوتيك من المكملات الغذائية أو من الأغذية المحضرة من تخمير البكتيريا، ومن الأغذية التي تحتوي على البروبيوتيك: اللبن، والكفير، والملفوف المخلل، والكيمتشي.
يعتبر تناول البروبيوتيك، وخاصة تلك التي تنتمي لمجموعة اللاكتوباسلس، إجراءً وقائيًا وآمنًا يحمي من الإصابة بالتهاب المسالك البولية، وكذلك الوقاية من تكرار حدوثها أيضاً. هذه النتيجة توصلت إليها العديد من الدراسات المخبرية والتجارب على الحيوانات ودراسات الميكروبيولوجي.
هناك بعض الأدلة لفعالية البروبيوتيك في علاج بعض التهابات المسالك البولية بالاستناد إلى أن اللاكتوباسلس لديها القدرة على منع نمو وتكاثر البكتيريا المرضية، مثل الإشريكية القولونية (E. Coli)، وجدت دراسة أن البروبيوتك يساعد في تقليل خطر الإصابة بعدوى والتهاب المسالك البولية لدى النساء بنسبة 50%.
4. مستخلص التوت البري
تشير التقديرات إلى أن 300 مليون شخص على الأقل يعانون من التهاب المسالك البولية في العالم سنويًا، كما تعاني حوالي 60% من النساء في مرحلة ما من حياتهن من العدوى في الجهاز البولي، وفي 90% من الحالات يكون المسبب للعدوى هو الجرثومة القولونية E.Coli.
النساء يصبن بعدوى المسالك البولية أكثر من الرجال، فقد أظهرت الإحصائيات أن 12٪ من الرجال يصابون بهذه العدوى مرة واحدة على الأقل في حياتهم، مقابل من 40 إلى 50٪ لدى النساء. يعتبر التوت البري من أكثر النباتات الصديقة والمفيدة للمسالك البولية، فهو يحتوي على مضادات أكسدة فعالة وقوية تُسمى بروانثوسيانيدينس (Proanthocyanidins)، والتي تعمل على تقليل وخفض قدرة البكتيريا المتواجدة في بطانة المثانة على الالتصاق أو التكاثر
في دراسة جديدة، راجع الباحثون 50 تجربة سابقة شملت 8.857 مشاركًا في المجموع، حيث نظرت التجارب إلى كيفية ارتباط مخاطر التهاب المسالك البولية بالتوت البري الذي يتم تناوله بشكل عصير أو طازج أو مكمل غذائي.
استنتج الباحثون أن خطر الإصابة بعدوى المسالك البولية انخفض إلى أكثر من الربع لدى النساء المصابات بحالات عدوى متكررة، وأكثر من النصف عند الأطفال، لذا يمكن إضافته إلى مكملات غذائية لصحة المثانة.
5. مستخلص البلميط المنشاري (Saw Palmetto)
نبات البلميط المنشاري Saw Palmetto عبارة عن نخل صغير الشجيرات يتراوح ارتفاعها بين متر إلى مترين، جذوعه مشققة، ينمو بشكل شجيرات متلاصقة كثيفة في التربة الرملية السميكة في المناطق الساحلية، أو أنه ينمو تحت أشجار الغابات الصنوبرية أو الغابات ذات الخشب الصلب. ومع أنه غير منتشر كثيرًا في بلداننا العربية كأحد المكملات الغذائية لصحة المثانة؛ إلا أنه مفيد جدًا لصحة الجهاز البولي.
تستخدم الثمار التي تشبه حبات البلح الصغيرة للحصول منها على الفوائد الطبية، والتي من أهمها علاج مشاكل المسالك البولية، كما أنه مطهر للجهاز البولي خاصة إذا استعمل مع عشبة ذيل الحصان.
دراسة ألمانية لمدة ثلاث سنوات توصلت إلى أن تناول 160 مليغرامًا من مستخلص عشبة البلميط المنشاري مرتين يوميًا يخفض التبول الليلي لدى 73% من المرضى، إذ يساعد على تقليل الالتهاب في المثانة وإرخاء جدار المثانة لمنع أعراض فرط نشاط المثانة أو التبول المتكرر.
6. المغنيسيوم
يُعد المغنيسيوم العنصر الثاني الأكثر شيوعاً في جسم الإنسان، يشار إليه غالبًا باسم معدن الاسترخاء. يقدم المغنيسيوم العديد من الفوائد الصحية، بما في ذلك تحسين وظيفة الأمعاء وتقليل تشنجات المثانة. أظهرت دراسة أجريت عام 2020 أن المرضى الذين تناولوا المغنيسيوم كانوا أقل عرضة للإصابة بتشنجات المثانة بنسبة النصف بعد إزالة ورم المثانة مقارنة بمن لم يتناولوا المغنيسيوم. لذا إذا كنت تهتم بصحة مثانتك فتذكر أن المغنسيوم واحد من مجموعة مكملات غذائية لصحة المثانة.
نصيحة من موقع صحتك
هناك عدة مكملات غذائية لصحة المثانة قد ثبت دورها، ومثلما يؤثر النظام الغذائي على الحالات المزمنة مثل أمراض القلب والسكري، فإنه يلعب أيضًا دورًا مهمًا في الحفاظ على صحة المثانة. ومن المعروف أيضا أن تناول بعض الفيتامينات والمكملات الغذائية يساعد في الحفاظ على صحة المسالك البولية. على سبيل المثال، الفيتامين د، ومستخلص بذور اليقطين، والبروبيوتيك، ومستخلص التوت البري، ومستخلص البلميط المنشاري والمغنيسيوم.