أعلنت إدارة الغذاء والدواء (FDA) أن بعض مستحضرات التجميل التي تباع تحت العلامات التجارية المعروفة باسم كليرز وجستيس تحتوي على مادة الأسبستوس، وذلك بعدما استلمت إدارة الغذاء والدواء تقارير موثوقة عن تسبب بعض منتجات هاتين الشركتين بآثار جانبية غير آمنة وضارة للمستخدمين، وكان ذلك نهاية عام 2017، مما دفع تلك الشركات لسحب عدد من منتجاتها من الأسواق، بما في ذلك البودرة اللامعة وظلال العيون وملمّع الشفاه، لتعود تلك الشركات وتعترض على تحذير إدارة الغذاء والدواء في بيانها، بحجة أنها وجدت مشكلات في آلية اختبار إدارة الغذاء والدواء للمنتجات، وكيف صنفت الأسبستوس، وأنه لا يوجد دليل على أن أيَّ منتجات تبيعها شركة كليرز غير آمنة، وأنه في أوائل عام 2018 تم اختبار العناصر الثلاثة التي حددتها إدارة الغذاء والدواء على نطاق واسع من قبل العديد من المختبرات المستقلة المعتمدة، ووُجد أن جميع المنتجات متوافقة مع جميع لوائح سلامة مستحضرات التجميل ذات الصلة.
ونظرًا لأن إدارة الغذاء والدواء لا تملك سلطة مطلقة لمنع تلك المنتجات، فقد اكتفت الوكالة بعمل تنبيه للسلامة يحثّ المستهلكين على عدم استخدام بعض ظلال العيون، والمساحيق، ومجموعات الكونتور التي تبيعها كليرز.
ماذا تعرف عن التعرض للأسبستوس؟
الأسبستوس هو ألياف طبيعية يدخل في تركيبها معادن وأملاح السيليكات، وهو مادة مسرطنة معروفة. وكان يستخدم كثيراً في صناعة منتجات البناء وقطع غيار السيارات والمواد الكهربائية والمكيفات والعوازل الحرارية، وقد تم ربطه بحدوث أمراض خطيرة مثل سرطان الرئة وورم الظهارة المتوسطة Mesothelioma (أي سرطان الغشاء الذي يغلف الرئة) والتليف الرئوي. وقد ارتبط أيضًا بسرطانات الحلق والجهاز الهضمي.
ويقول الخبراء إن التعرض القصير المدى للأسبستوس لا يشكل تهديدًا صحيًا كبيرًا. لكن، يجب الحذر من التعرض للأسبستوس على المدى الطويل. وقد يستغرق الأمر سنوات بين التعرض للأسبيستوس وحتى مرحلة ظهور الأعراض واكتشاف المشكلة الصحية.
وللأسف، لا يوجد حتى الآن مستوى آمن معروف للتعرض للأسبستوس. لهذا، ينصح بتجنب هذه المواد كلما أمكن ذلك. ويقول د. كينيث سباث، رئيس الطب المهني والبيئي في نورثويل هيلث في جريت نيك، نيويورك: "ليست هناك طريقة للمستهلك لمعرفة أن الأسبستوس موجود في مواد من حولنا، لأنه لا يمكن رؤية ألياف الأسبستوس أحياناً، ولا يمكن شم رائحتها، ولا يمكن تذوقها، لذلك من دون أن تكون قادرًا على رؤيتها أو تذوقها أو شم رائحتها فستقوم باستنشاقها بسهولة".
كيف يدخل الأسبستوس في صناعة التجميل؟
يرتبط الأسبستوس إلى حد كبير بوجود بودرة التلك في بعض مواد التجميل، والتلك هو مزيج معدني طيني يتكون من المغنيسيوم والسيليكون والأكسجين. يستخدم التلك في العديد من مستحضرات التجميل، مثل كريمات الأساس وأحمر الشفاه، لامتصاص الرطوبة.
وأوضح سبايث أنه ما لم يتم اختبار احتواء المنتج على بودرة التلك، فلا توجد طريقة لمعرفة ما إذا كان الأسبستوس موجودًا أم لا. ويمكن أن يكون هناك التلك الخالي من الأسبستوس، ومع ذلك، فإن خطر تلوث الأسبستوس في تركيب التلك مرتفع.
يحتاج تنظيم مستحضرات التجميل إلى تغيير
على مدى العقد الماضي، مرت صناعة مستحضرات التجميل بتحول سريع. صرحت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية أن شركات مستحضرات التجميل أصبحت متعددة جداً، ومع هذه التغييرات الهائلة تأتي كثير من المخاطر وعدم اليقين حول سلامة المنتجات.
أيضا، لم يتم تحديث القانون الذي يشرف على تنظيم إدارة الغذاء والدواء (FDA) لمستحضرات التجميل منذ عام 1938، وهذا يعني أن القانون المعمول به لا يشترط مراجعة وموافقة إدارة الغذاء والدواء للمستحضرات التجميلية قبل بيعها للمستهلكين. ونتيجة لذلك، فإن شركات مستحضرات التجميل ليست ملزمة قانونًا باختبار منتجاتها للتأكد من سلامتها قبل طرحها في السوق.
وقال الدكتور ستيف شو، طبيب الأمراض الجلدية المعتمد من مجلس الإدارة، والمدرس في قسم الأمراض الجلدية في جامعة نورث وسترن: "نحن بحاجة إلى تحديث القانون الخاص بمراقبة سلامة مستحضرات التجميل، لأنه على الرغم من أن الغالبية العظمى من الشركات المصنعة تعمل بمستوى عالٍ من التميز في الإنتاج، فإنه بين الحين والآخر يتم اكتشاف مخاوف صحية عامة أخرى من مستحضرات التجميل".
تخطط إدارة الغذاء والدواء لتحسين سلامة مستحضرات التجميل
تخطط إدارة الغذاء والدواء الأمريكية للعمل في المستقبل مع الشركات المصنعة لمستحضرات التجميل لضمان سلامة إجراءاتهم ومنتجاتهم. وتهتم الوكالة تحديدًا بكيفية قيام شركات انتاج مستحضرات التجميل بتحديد مصادر بوردة التلك واستخدامها، وما إذا كانت تختبرها بحثًا عن وجود الأسبستوس فيها أم لا.
على الرغم من أنه ليس مطلوبًا من الناحية القانونية، تطلب إدارة الغذاء والدواء من شركات مستحضرات التجميل تسجيل منتجاتها طواعية وإدراج جميع المكونات الموجودة فيها، بما في ذلك بودرة التلك.
لأنه يجب ألا يقع عبء البحث على منتجات آمنة على عاتق المستهلك الذي يتعين عليه الدخول بمتاهات معرفة المركبات الموجودة في المنتجات، والبحث عمما وراءها، بل يجب أن يتم الموضوع بشفافية تامة، وأن تطرح المنتجات وهي آمنة للاستخدام.
* المصدر: