صحــــتك

ماذا يحدث خلال النوم ولماذا نحن بحاجة إليه؟

ماذا يحدث خلال النوم ولماذا نحن بحاجة إليه؟

تشكل فترة النوم التي يقضيها الإنسان خلال حياته من ربع إلى ثلث عمره، فهل تبادر إلى ذهنك يوماً ما الذي يحدث بالضبط عندما تنام؟

قبل الخمسينات من القرن الماضي، اعتقد معظم الناس أن النوم عبارة عن نشاط خامد يكون خلاله الجسم والدماغ معطلين عن العمل، لكن اتضح فيما بعد أن النوم هو فترة ينخرط فيها الدماغ في عدد من الأنشطة الضرورية للحياة، والتي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بنوعية الحياة.

ماذا يحدث خلال النوم؟

طوال وقت نومك، يدور دماغك بشكل متكرر خلال نوعين مختلفين من النوم: نوم حركة العين السريعة (REM) والنوم الذي لا يتضمن حركة العين السريعة.

الجزء الأول من دورة النوم هو النوم دون حركة العين السريعة، والذي يتكون من أربع مراحل، حيث تأتي المرحلة الأولى بين الاستيقاظ والنوم، والثانية تمثل النوم الخفيف، حيث تنتظم معدل نبضات القلب والتنفس وتنخفض درجة حرارة الجسم، أما بالنسبة للمرحلتين الثالثة والرابعة فهما يتمثلان بالنوم العميق. وعلى الرغم من أنه كان يُعتقد سابقاً أن نوم حركة العين السريعة هو أهم مرحلة من مراحل النوم للتعلم والذاكرة، تشير البيانات الحديثة إلى أن النوم دون حركة العين السريعة أكثر أهمية لهذه المهام، بالإضافة إلى كونه مرحلة النوم الأكثر راحة وتجدد.

وأثناء دورة نوم حركة العين السريعة تتحرك العينان بسرعة خلف الجفون المغلقة، وتكون موجات الدماغ مماثلة لتلك التي تحدث أثناء اليقظة، كما يزيد معدل التنفس ويصاب الجسم بالشلل المؤقت عندما نحلم. ثم تكرر الدورة نفسها، ولكن مع كل دورة تقضي وقتاً أقل في المراحل الأعمق الثالثة والرابعة من النوم، ووقتاً أطول في دورة نوم حركة العين السريعة. وعند الحصول على النوم المثالي ستمر بهذه الدورات أربع أو خمس مرات.

ضوابط النوم الموجودة في جسمك

هناك عمليتان رئيسيتان تنظمان النوم: إيقاعات الساعة البيولوجية ومحرك النوم. يتم التحكم في الإيقاعات بواسطة ساعة بيولوجية موجودة في الدماغ، وتتمثل إحدى الوظائف الرئيسية لهذه الساعة في الاستجابة لإشارات الضوء، وزيادة إنتاج هرمون الميلاتونين، الذي يعزز النوم والنعاس في الليل، ثم إيقاف تشغيله عندما يستشعر الضوء، وغالباً ما يعاني الأشخاص المصابون بالعمى التام من صعوبة في النوم لأنهم غير قادرين على اكتشاف إشارات الضوء هذه والاستجابة لها.

يلعب محرك النوم أيضاً دورًا رئيسيًا، حيث يتوق جسمك للنوم، تماماً كما يتوق إلى الطعام طوال اليوم، تتزايد رغبتك في النوم، وعندما تصل إلى نقطة معينة تصبح بحاجة ماسة إلى النوم. وهناك فرق كبير بين النوم والجوع، فلا يستطيع جسمك إجبارك على تناول الطعام عندما تكون جائعًا، ولكن عندما تكون متعبًا يمكن أن يجبرك على النوم، حتى لو كنت في اجتماع أو خلف عجلة قيادة سيارة. وعندما تكون مرهقاً يكون جسمك قادرًا على الانخراط في نوبات النوم الدقيق لمدة ثانية أو ثانيتين بينما تكون عيناك مفتوحتين. ومن الجدير بالذكر أن القيلولة لأكثر من 30 دقيقة في وقت لاحق من اليوم يمكن أن تقضي على نومك ليلًا عن طريق تقليل محرك النوم في الجسم.

لماذا نحتاج إلى النوم؟

إذا شعرت بغشاوة الرؤية في أي وقت من الأوقات بعد ليلة نوم سيئة فلن تتفاجأ عندما تعرف أن النوم يؤثر بشكل كبير على وظائف الدماغ. أولاً، يُعد الحصول على قسط صحي من النوم أمرًا حيويًا لمرونة الدماغ أو قدرته على التكيف مع المدخلات، فإذا كنا ننام قليلاً جداً فلن نتمكن من معالجة ما تعلمناه خلال اليوم، وسنواجه صعوبة أكبر في تذكره في المستقبل. ويعتقد الباحثون أيضاً أن النوم قد يعزز من إزالة السموم من خلايا الدماغ، وهو أمر يبدو أنه يحدث بشكل أقل كفاءة عندما يكون الدماغ مستيقظاً.

 

المصدر:

https://www.hopkinsmedicine.org/health/wellness-and-prevention/the-science-of-sleep-understanding-what-happens-when-you-sleep

آخر تعديل بتاريخ
09 أبريل 2023
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.