كيف تُبقي الجسم دافئًا في حالات الحروب والحالات الطارئة؟ قد تتساءل لِمَ هذا المقال، وفي الوقت بالذات. الجواب ببساطة؛ لأننا في موسم الشتاء، والبرد يشتد يومًا بعد يوم، وفي الوقت الذي يلجأ جميعنا فيه إلى الجلوس في بيتٍ دافئ بقرب المدفأة والنوم تحت بطانية ناعمة، يعاني شعب بأكمله من النوم في العراء تحت أمطار الشتاء بلا مأوى أو مصدر دفء. فقد فرضَت الحرب على أهل غزة شتى أنواع المعاناة اليومية، بعد أن دُمِّرت بيوتهم أو هُجِّروا منها، ليجدوا أنفسهم يواجهون كمًّا هائلًا من التحديات، أبرزها محاولة التعايش في ظل البرد القارس الذي يُصعِّب الحياة عليهم أكثر. وهنا نقدِّم بعض الطرق للإجابة على سؤال: كيف تُبقي الجسم دافئًا في الحالات الطارئة؟
ما مدى خطورة البرودة الشديدة على صحة الإنسان؟
في المواقف الاستثنائية من البرد الشديد، يجعلنا البرد عرضة للإصابات، مثل قضمة الصقيع وانخفاض حرارة الجسم. ويمكن أن تؤدي الحالات الشديدة إلى فقدان الذاكرة، والدوخة والغثيان، وفقدان الأطراف، وحتى الموت. فكيف تبقي الجسم دافئًا وتتفادى هذه المضاعَفات الخطرة؟
قضمة الصقيع
تحدث لسعة الصقيع أو قضمة الصقيع عندما تتجمد أنسجة الجسم وتموت. وعلى الرغم من أن لسعة الصقيع عادة ما تكون مجرد تجمّد غير مريح للجلد، فإنها يمكن أن تتصاعد بسرعة إلى قضمة صقيع، ويجب علاجها على الفور. تحدث قضمة الصقيع عندما يصبح البرد شديداً، مما يؤدي إلى تجميد الدهون والعضلات والعظام. إذًا، كيف تبقي الجسم دافئًا وتتفادى قضمة الصقيع؟ يجب الحرص على مراقبة الجلد الأزرق أو الأسود على الأنف واليدين والقدمين، خاصة في قاعدة الأظافر.
انخفاض حرارة الجسم
يحدث انخفاض حرارة الجسم على ثلاث مراحل، ويحدث بسبب انخفاض درجة الحرارة الأساسية. ومن السهل تفويت المرحلة الأولى، إذ تَظهر على شكل ارتعاش بسيط وانخفاض الدورة الدموية. وعادة لا تُسبب ضرراً على المدى البعيد، ولكنه يمكن أن يؤدي بسرعة إلى المرحلتين الثانية والثالثة. وتشمل أعراض المرحلة الثانية الارتباكَ وضَعف النبض، وصعوبة التنفس والتهيج، ونقص التنسيق، والشعور بالنعاس. أما المرحلة الثالثة فهي المرحلة الأخطر، إذ قد يكون هناك القليل من التنفس أو النبض لدى الشخص، ومن المحتمل أن يفقد وعيه. وقد يشعر الشخص في المرحلة الثالثة بالدفء، لأن الجسم في هذه الحالة قد يحاول التعويض عن الحرارة. إذًا، كيف تبقي الجسم دافئًا وتتفادى هذه المخاطر؟ تابِع قراءة المقال معنا.
كيف تُبقي الجسم دافئًا ؟
سنناقش هنا الإجابة على سؤال كيف تُبقي الجسم دافئاً في الحالات الطارئة دون الحاجة لوقود؟ بأفضل الطرق الممكنة في مثل هذه الحالات الطارئة دون الحاجة إلى وقود.
البطانيات إن توفرت
يمكن لبطانيات الصوف أو غيرها أن توفر طبقة إضافية من الدفء، وفي حال عدم توفرها يمكنك جمع مجموعة أقمشة مع بعضها البعض لتغطية الجسم وحمايته من البرد، إذ تساعد الأقمشة والصوف والبطانيات على الحفاظ على حرارة الجسم، وتجنّب فقدانها.
المشروبات أو الأطعمة الساخنة
قد يكون من الصعب توفير الطعام في كل وقت، لكن إذا توفر، يمكن أن يساعد في تدفئة الجسم وحمايته من انخفاض درجة الحرارة الشديدة للجسم.
تجنّب الأطعمة الحارة
إذا كان الطعام الحار هو الخيار الوحيد المتاح لك، حاوِل أن تتجنب الإكثار منه، إذ سيؤدي هذا إلى خداع الجسم ليظن بأنك تشعر بالحرارة الشديدة، ما يدفع الجسم إلى التعرق لتبريد الجسم.
الحركة وتمرين الجسم
ممارسة الرياضة والحركة تجعل الدم يتدفق بشكل أسرع، ويؤدي التفاعل الكيميائي الذي يحدث أثناء التمرين إلى إطلاق الطاقة الزائدة على شكل حرارة، لهذا السبب نتعرق أثناء التمرين. فإذا كنت تشعر بالبرد الشديد، فاستمِر في الحركة، حتى وإن كانت حركات الجسم بسيطة. لكن احرص على التوقف فور شعورك بالدوار والتعب، وتجنَّب النشاط الشديد في هذه الحالة.
الجلوس بالقرب من أفراد العائلة
يمكن مشاركة حرارة الجسم مع أفراد العائلة من خلال التقارب الجسدي، فاحتضِن أبناءك بجوارك، وشارِك حرارة جسمك معهم لحمايتهم من البرد. وللحصول على دفء أكبر؛ يمكن استخدام بطانية مشتركة للحفاظ على أكبر قدر من الحرارة.
حماية الرأس والقدمين
تتسرب الحرارة من أجسامنا بشكل أسرع من خلال رؤوسنا، ثم أقدامنا، ثم باقي الجسم. إذا كان جسمك يشعر بالبرد، وكان لديك الخيار، قم بحماية رأسك وقدميك من البرد أولاً.
البقاء جافاً
غالباً ما يعتمد بقاء الجسم دافئاً على البقاء جافاً، إذ تفقد أجسامنا حرارتها أسرع 25 مرة في الماء. فابق في منزل أو مبنى معزول إذا كان ذلك ممكناً، أو قم بتبديل الثياب المبْتَلّة أو تجفيفها في أسرع وقت.
اعزل جسمك عن الأرض
حاوِل أن تبحث عن أي شيء يعزل جسمك عن برودة الأرض، كأوراق الشجر الجافة أو أي طبقة من القماش إن أمكن، أو اصنع حصيرة من العِصِيّ، أو قم بتجميع المخلّفات الطبيعية لمنع نفسك من الاتصال المباشر بالأرض الباردة.
عزل الهواء
حاوِل أن تجد مأوى يقوم بعزل الهواء عن مكان تواجدك أو مكان نوم أطفالك، فابحث عن أي شيء يقوم بِسَدّ الهواء عن المأوى الذي ستنام فيه.
نعلم أن هناك بعض الأمور التي قد لا تتناسب مع ظروف البعض، لكن حتماً هناك بعض النصائح التي يمكن أن تفيد من بقوا دون مأوى أو بيت دافئ يحتضنهم. وأملنا أن تعود حياة أهل غزة لسابق عهدها، بل وأفضل مما كانت عليه مع انتهاء الحرب والظلم الواقع عليهم حتى يومنا هذا.
المصدر: