فاكهة النجمة (star fruit)، والتي تُعرف أيضًا باسم القلنباق أو كارامبولا (carambola)، هي فاكهة تزرع في مناطق ذات ظروف مناخية استوائية، وفي المناطق شبه الاستوائية الرطبة، اكتُشفت في أمريكا منذ 150 سنة، ويقال إن موطنها الأصلي جنوب شرق آسيا، وهي بلدان ماليزيا وإندونيسيا وجنوب الصين.
وصف أشجار وثمار فاكهة النجمة
شجرة الكارامبولا هي نوع من النباتات تتبع جنس الرشدية من الفصيلة الحماضية، وهي شجرة تُزرع في المناطق الاستوائية، تتكيف مع الجو الدافئ ولا تحتمل الأجواء الباردة، وتنمو تقريبًا في جميع أنواع التربة وتنمو بشكل أفضل في التربة المالحة. شجرة الكارامبولا شجرة بطيئة النمو، متساقطة الأوراق، معمرة، قصيرة الجذع مع تاج كثيف التشعب، عريض ومستدير، يصل ارتفاع الشجرة إلى 6-9 أمتار. الأزهار وردية اللون، يتم ترتيب الأوراق بشكل حلزوني ومتناوب بطول 15-20 سم. الوريقات بيضاوية أو مستطيلة الطول، يصل طولها إلى 2-8.5 سم وعرضها: 3-4.5 سم، وتبقى أزهار النبات على مدار العام، ويبلغ عمر الشجرة 40 عامًا.
ثمار فاكهة النجمة خفيفة الوزن أشبه بالفليفلة أو الفلفل الرومي، عندما تكون ثمار فاكهة النجمة غير ناضجة، يكون لونها أخضر غامق، ولكن عندما تنضج، يبدأ اللون الأخضر في التلاشي ويبدأ في التحول إلى اللون الأصفر، يستغرق النضج 60-75 يوما بناءً على الظروف المناخية وممارسات الري وتنوع الثمار. تتميز فاكهة النجمة بطعمها الحلو المائل إلى الحموضة، تجمع فيه ما بين طعم العنب والحمضيات. عند تقطيع ثمار الكرامبولا من المنتصف، تأخذ القطع شكل نجمة خماسية مكتملة، ولهذا اشتهرت تسميتها بفاكهة النجمة. على الرغم من توفر ثمار النجمة على مدار السنة، فإن موسم حصادها من يونيو إلى فبراير.
الحقائق الغذائية
تعتبر فاكهة النجمة مصدراً جيداً للعديد من العناصر الغذائية، وخاصةً الألياف والفيتامين ج، وفي نفس الوقت فهي منخفضة السعرات الحرارية، وتحتوي على مضادات أكسدة. فيما يلي، المحتوى الغذائي لحبة واحدة متوسطة الحجم من فاكهة النجمة وتزن حوالي 90 غرامًا:
- السعرات الحرارية: 28 سعرة حرارية.
- الدهون: 0.3 غرام.
- الكربوهيدرات: 6 غرامات.
- الألياف: 3 غرامات، وهي عنصر غذائي مهم لصحة الأمعاء.
- البروتين: 1 غرام.
- الفيتامين ج: 52% من الحصة اليومية الموصى بها، وهو مهم لنمو وترميم الأنسجة التالفة في الجسم.
- الفيتامين ب5: 4% من الحصة اليومية، والذي يساعد على هضم البروتينات والكربوهيدرات في الجسم.
- البوتاسيوم: 3% من الحصة اليومية، ويساعد على تنظيم ضغط الدم.
- المغنيسيوم: 2% من الحصة اليومية، يدخل في العديد من التفاعلات الحيوية في الجسم لها علاقة بوظائف الدماغ وصحة القلب وانقباض العضلات.
- حمض الفوليك: 3% من الحصة اليومية، مهم لنمو الخلايا وبناء البروتينات.
- النحاس: 6% من الحصة اليومية، وهو لا يمكن تصنيعه في الجسم، ويمكن الحصول عليه عن طريق المصادر الغذائية فقط، وهو يدخل في تركيب بعض إنزيمات الجسم، ويساهم في الكثير من التفاعلات الحيوية مثل تطور الدماغ واتصال الأعصاب ونمو أوعية دموية جديدة.
- علاوة على ذلك، تحتوي فاكهة النجمة على الكيرستين، حمض الغاليك وإبيكاتشين، وهى مركبات نباتية تتميز بأنها مضادات أكسدة قوية، فهي تحمي خلايا الجسم، وتزيد من قدرتها على مقاومة الأمراض المزمنة.
الفوائد الصحية لفاكهة النجمة
فاكهة النجمة من الفواكه المفيدة لصحتك بشكل كبير، نظرًا لتعدد الفوائد الغذائية والصحية التي تقدمها، تشمل الفوائد الصحية المحتملة ما يلي:
1. مصدر للمركبات المضادة للالتهابات ومضادات الأكسدة
تحتوي فاكهة النجمة على مجموعة متنوعة من المركبات النباتية التي لها خصائص قوية مضادة للأكسدة ومضادة للالتهابات، مثل الفلافونويد، والبروانثوسيانيدين، والبيتا كاروتين، وحمض الغاليك.
قد يساعد تناول الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة على تحسين دفاعات الجسم الطبيعية المضادة للأكسدة وتقليل علامات الالتهاب، مما قد يحسن الصحة العامة، ويقلل خطر الإصابة بالأمراض.
وجدت دراسة أجريت عام 2016 شملت 29 من كبار السن أن شرب 100 غرام من عصير فاكهة النجمة الطازجة مرتين يوميًا بعد الوجبات لمدة أربعة أسابيع أدى إلى انخفاض كبير في علامات الالتهاب، عامل نخر الورم ألفا (TNF-alpha) ، والإنترلوكين- 23 (IL-23)، وأكسيد النيتريك (NO).
بالإضافة إلى تقليل الالتهاب في الجسم، قد يساعد تناول فاكهة النجمة على تعزيز حالة مضادات الأكسدة في الجسم. أظهرت دراسة أخرى أجريت عام 2016 على 27 من كبار السن أن استهلاك 100 غرام من عصير فاكهة النجمة الطازجة مرتين يوميًا بعد الوجبات لمدة أربعة أسابيع أدى إلى تحسن كبير في حالة مضادات الأكسدة، بما في ذلك زيادة إجمالي قدرة مضادات الأكسدة، وزيادة مستويات العناصر الغذائية المضادة للأكسدة مثل الفيتامين أ والفيتامين ج، وانخفاض مستويات علامات الإجهاد التأكسدي بما في ذلك المالونديالدهيد.
يمكن أن يساعد تعزيز دفاعات الجسم المضادة للأكسدة وتقليل علامات الالتهاب والإجهاد التأكسدي في تقليل خطر الإصابة بالأمراض المرتبطة بالضرر التأكسدي، مثل أمراض القلب والأمراض التنكسية العصبية.
2. مفيد لصحة القلب والجهاز الهضمي
تعتبر فاكهة النجمة مصدرًا جيدًا للفيتامينات والمعادن والألياف، وكلها يمكن أن تفيد صحة وعمل القلب والجهاز الهضمي.
تحتوي ثمرة النجمة الكبيرة على 3.5 غرامات من الألياف، وهو أمر مهم لصحة الجهاز الهضمي. تساعد الألياف على تعزيز حركات الأمعاء المريحة والمنتظمة، تعمل الألياف أيضًا كوقود للبكتيريا المفيدة الموجودة في الأمعاء، مما يساعد على تعزيز الميكروبيوم المتوازن وبطانة الأمعاء الصحية. بالإضافة إلى ذلك، فإن اتباع نظام غذائي غني بالألياف يمكن أن يساعد في الحماية من أمراض الجهاز الهضمي، مثل سرطان القولون ومرض التهاب الأمعاء (IBD).
يعد تناول الأطعمة الغنية بالألياف أمرًا بالغ الأهمية أيضًا لحماية صحة القلب، إذ تساعد الألياف على خفض نسبة الدهون في الدم وضغط الدم ومستويات السكر في الدم، وكلها يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب.
بالإضافة إلى الألياف، توفر فاكهة النجمة أيضًا العناصر الغذائية والمواد الكيميائية النباتية التي توفر الحماية من أمراض القلب، بما في ذلك الفيتامين (ج) ومضادات الأكسدة الفلافونويد. على سبيل المثال، تشير الدراسات إلى أن زيادة تناولك الغذائي لمضادات الأكسدة الفلافونويدية، مثل تلك الموجودة في فاكهة النجمة، يمكن أن يساعد في تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية.
3. تحسن صحة الجهاز التنفسي
تم إجراء دراسة نموذجية للتأكد من فعالية الجمع بين عصير فاكهة النجمة والعسل على المشاركين الذين يعانون من مرض الرئة المزمن (COPD). خلصت الدراسة إلى أن هذا المزيج إلى جانب العوامل المضادة للالتهابات ومضادات الأكسدة يمكن أن يخفف من مرض الانسداد الرئوي المزمن، ويساعد في تحسين مشكلات الجهاز التنفسي.
4. مفيدة لنضارة البشرة وصحة الجلد
هذه الفاكهة غنية بمضادات الأكسدة المهمة لخلايا الجسم، فهي تعتبر معززة لنضارة البشرة ولصحة الجلد، وتكافح الشيخوخة وعلامات التقدم في السن، بفضل غنى هذه الفاكهة بالفيتامينات ومضادات الأكسدة فهي تعد معززة لنضارة البشرة وصحة الجلد، ومكافحة لعلامات التقدم في السن والشيخوخة. فهي مصدر للفلافينويدات ومصدر غني للفيتامين ج المُكافح للجذور الحرة والمُعزز لإنتاج الكولاجين في الجسم.
كما أن غناها بالزنك يجعل لها دورًا في علاج حَب الشباب ومكافحة الالتهابات والمشكلات الجلدية.
5. تعزيز المناعة
إن محتوى فاكهة النجمة من مضادات الأكسدة القوية، مثل الفلافينويدات والفيتامين أ والفيتامين ج، يُساهم بشكل كبير في تعزيز المناعة عن طريق تقليل الضرر التأكسدي للخلايا وحماية الأنسجة من المواد المسرطنة.
وجدت مراجعة شاملة أجريت عام 2022، والتي تضمنت 57 بحثًا، أن الأنظمة الغذائية التي تحتوي على نسبة عالية من مضادات الأكسدة، خاصة الفيتامين ج، كان مرتبطًا بانخفاض معدل الإصابة بسرطانات متعددة، بما في ذلك سرطان المثانة والثدي والمريء والمعدة والرئة والبنكرياس والبروستاتا.
توفر ثمرة النجمة الكبيرة التي يبلغ وزنها 124 غرامًا 42.7 ملغم من الفيتامين ج، وهو ما يغطي 50% من القيمة اليومية.
6. تساعد على النوم والاسترخاء
إذا كنت تواجه مشكلة في الحصول على نوم جيد ليلاً، فلا تنظر إلى أبعد من فاكهة النجمة، لأنها تحتوي على المغنيسيوم، وهو معدن معروف بتعزيز النوم. يساعد المغنيسيوم الموجود في فاكهة النجمة في تنشيط حمض جاما أمينوبوتيريك الكيميائي (GABA) الذي يساعد على النوم.
تحتوي فاكهة النجمة أيضًا على 91٪ ماء، مما يجعلها خيارًا جيدًا وصحيًا في الصيف الحار والرطب.
نصائح لاستهلاك فاكهة النجمة
طبقًا لاسمها، فإن قِطع فاكهة النجمة لها شكل يشبه النجمة، مما يجعلها إضافة ملفتة للنظر إلى سلطات الفواكه وأطباق الجبن وبارفيه الزبادي. تتميز فاكهة النجمة الناضجة بطعم حلو لاذع قليلاً وملمس يشبه العنب. الفاكهة بأكملها، بما في ذلك القشرة، صالحة للأكل.
فيما يلي بعض الطرق للاستمتاع بفاكهة النجمة:
- أضف فاكهة النجمة المقطعة فوق الزبادي ودقيق الشوفان.
- أضف فاكهة النجمة المقطعة إلى قطع الجبن وسلطات الفواكه.
- أضف عصير فاكهة النجمة إلى الكوكتيلات والعصائر.
- استمتع بها كوجبة خفيفة مع المكسرات أو الجبن.
- استخدميه كزينة للكوكتيلات والسلطات.
- أضف عصير فاكهة النجمة إلى المخللات وتوابل السلطة والصلصات.
كيف تخزن فاكهة النجمة؟
يمكنك تخزين فاكهة النجمة الناضجة في درجة حرارة الغرفة على منضدة المطبخ أو سلة الفاكهة أو الثلاجة لمدة أسبوع تقريبًا، ويمكن حفظ فاكهة النجمة غير الناضجة على طاولة المطبخ أو سلة الفاكهة أو الثلاجة لمدة أربعة أسابيع تقريبًا. إذا كانت فاكهة النجمة شديدة النضج، فستتحول إلى هريس في غضون أسبوع، لذلك تناوَلها قبل أن تصبح طرية.
مخاطر فاكهة النجمة
مثل معظم الفواكه الطازجة، من الآمن الاستمتاع بفاكهة النجمة باعتدال. ومع ذلك، يجب على بعض الأشخاص تجنب تناول كميات كبيرة من فاكهة النجمة أو عصير فاكهة النجمة.
تحتوي فاكهة النجمة على الأوكسالات، وهي مركبات طبيعية توجد في العديد من الأطعمة النباتية. في حين أن الكميات الصغيرة من الأوكسالات ليست ضارة بالصحة، فإن استهلاك كميات كبيرة يمكن أن يمنع امتصاص العناصر الغذائية ويضر الكلى. يمكن أن يؤدي تناول كميات كبيرة من الأوكسالات إلى ترسيب بلورات أكسالات الكالسيوم في الأنابيب الكلوية، وهي أجزاء من الكلى مسؤولة عن إزالة النفايات وإعادة المواد المهمة إلى الدم، وهذا يمكن أن يؤدي إلى تلف الكلى وحتى الفشل الكلوي.
تناول الكثير من هذه الفاكهة أو عصيرها يمكن أن يسبب تسمم فاكهة النجمة، والذي يتميز بأعراض مثل الغثيان والقيء وعدم الراحة في البطن. قد يتبع هذه الأعراض انخفاض في التبول، وهو علامة على تلف الكلى.
الخلاصة
فاكهة النجمة هي فاكهة آسيوية استوائية تشتهر بمظهرها الفريد، وهي غنية بالعناصر الغذائية الأساسية والفيتامينات والمعادن. تتراوح فوائدها من تعزيز صحة الجهاز الهضمي إلى تقليل الالتهابات في الجسم. بالإضافة إلى ذلك، قد يساعد في تعزيز المناعة والقلب وصحة الجهاز التنفسي. يمكنك جني فوائدها عن طريق إضافتها إلى السلطات والعصائر أو تناولها نيئة. وتتميز بخصائص تعزز الصحة، ولكنها قد تكون ضارة بشكل مفرط. لذا، قلل من استهلاكك وجني فوائد هذه الفاكهة الآسيوية اللذيذة.
