قد يحتاج الأشخاص الذين يخفضون السعرات الحرارية لفقدان الوزن أو مراقبة تناولهم للسكر إلى استبدال السكر في نظامهم الغذائي. هناك مجموعة متنوعة من الخيارات للاختيار، من بينها بدائل السكر، سواء كانت طبيعية أو اصطناعية، وتشمل بدائل السكر غير الاصطناعية السكريات الكحولية.
ما هو سكر الكحول؟
سكر الكحول أو السكر الكحولي عبارة عن مركبات عضوية مشتقة عادة من السكر، فهو مادة هجينة بين جزيئات من السكر وجزيئات من الكحول، ولكنه لا يحتوي على مركب الإيثانول الذي يُسبب حالة من السكر وتغير الوعي كاحتساء الخمور، ولذلك فإنه يُعد آمنًا للاستخدام.
أما من حيث الشكل، فهو مواد صلبة بيضاء قابلة للذوبان تُشبه سكر المائدة، ولكنه لا يُمتص بشكل فعال من الأمعاء الدقيقة، ما يؤدي إلى استهلاك كمية أقل من السعرات الحرارية. ولكن بسبب عدم امتصاصه، فإن الاستهلاك الزائد قد يسبب الغازات والانتفاخ.
تختلف السكّريات الكحولية عن سكر المائدة بكونها مُحلّيات ذات سعرات حرارية أقل من سكر المائدة، ومن الأمثلة عليها:
- السوربيتول (Sorbitol)
- الزيليتول (Xylitol)
- اللاكتيتول (Lactitol)
- المانيتول (Mannitol)
- الإريثريتول (Erythritol)
- المالتيتول (Maltitol)
وتراوح حلاوة السكّريات الكحولية بين 25-100% من درجة حلاوة السكر، وتجدر الإشارة إلى أن هذه السكريات لا ترفع كثيراً من خطر تسوّس الأسنان، أو مستوى الجلوكوز في الدم. ويوجد سكر الكحول بشكل طبيعي في بعض الفواكه والخضروات، ويُمكن إنتاجه صناعياً من أنواع السكر الأخرى. ويُستخدم سكر الكحول في معظم الأطعمة التي تحمل علامة “خالٍ من السكر” أو “من دون سكر مضاف”، كذلك تستخدم في معاجين الأسنان، وغيرها.
ومن جانب آخر، يمكن أن يسبب تناول كميات كبيرة من السكريات الكحولية الإصابة بالإسهال لدى بعض الأشخاص، حيث يجري امتصاص هذه السكريات ببطء، ما يمكن أن يزيد من كمية الماء في الأمعاء. ومع التناول المستمر لها، فإن ذلك قد يحسن من التحمّل لديهم. لكن سكر الإريثريتول يُعد استثناءً، حيث إن المعظم يتحملونه حتى عند تناوله بكميات أكبر.
سكر الأريثريتول Erythritol
يوجد الإريثريتول بشكل طبيعي في بعض الفواكه، مثل البطيخ، والكمثرى، والعنب، والفطر، والأطعمة المخمرة مثل الجبن، ويُنتَج الإريثريتول من طريق تخمير نوع من خميرة الجلوكوز من القمح أو نشا الذرة، ومن المعروف أنه يحتوي على عدد أقل من السعرات الحرارية مقارنة بالمحليات الأخرى .
اكتُشِف سكر الأريثريتول سنة 1848 بواسطة الكيميائي البريطاني جون ستينهوس، و منذ عام 1990، كان للإريثريتول تاريخ من الاستخدام الآمن كمُحلٍّ ومحسّن للنكهة في منتجات الأغذية والمشروبات، وهو معتمد للاستخدام من قبل الهيئات التنظيمية الحكومية في أكثر من 60 دولة كمحلٍّ غذائي، ولقد وافقت منظمة الصحة العالمية (WHO) على استخدامه في عام 1999، وفعلت إدارة الغذاء والدواء ذات الشي في عام 2001، كذلك تنص إدارة الغذاء والدواء الأميركية على أن للإريثريتول محتوىً طاقياً يعادل 0.2 كيلوكالوري للغرام الواحد (ما يعادل 6٪ فقط من السعرات الحرارية لسكر المائدة، وبقية الكربوهيدرات)، ومع ذلك فإن التعبير عن هذه القيمة يختلف بين دولة وأخرى. ففي بعض البلدان، كاليابان والولايات المتحدة، يعبَّر عنه بـ (0 كالوري)، فيما يعبَّر عنه في الاتحاد الأوروبي بـ (0.2 كيلوكالري في الغرام الواحد).
هل الاريثريتول آمن؟
تمتص الأمعاء الدقيقة معظم الإريثريتول إلى مجرى الدم، وتصل ذروته فى أقل من ساعتين وتخرج نسبة كبيرة من الإريثريتول غير المستقلب في البول والبراز في غضون 24 ساعة. ونظراً لامتصاص 90% من الإريثريتول قبل دخوله إلى الأمعاء الغليظة، فإنه لا يسبب الإسهال كما هو الحال بعد تناول السكريات الكحولية الأخرى مثل (الكزايليتول والمالتيتول)، لكن الكميات الكبيرة جداً من الإريثريتول تسبب الغثيان وقرقرة المعدة.
كاختبار للأمان، قيّم العلماء جرعات للإريثريتول، وكان الحد الأعلى المسموح به يومياً ما يعادل 0.78 و0.71 غرام لكل كيلوغرام من وزن الجسم لدى البالغين والأطفال، على التوالي. وللاستخدام الآمن لدى الأطفال، أوصت لجنة علمية لهيئة سلامة الأغذية الأوروبية بأن يكون الحد الأقصى لمحتوى الطعام أو المشروبات 0.6 جرام لكل كيلوغرام من وزن الجسم.
حقائق التغذية للإريثريتول
يجري توفير المعلومات الغذائية التالية من قبل وزارة الزراعة الأميركية مقابل ملعقة صغيرة (4 غم) من الإريثريتول النقية.
- السعرات الحرارية: 0.8 سعر حرارى
- الدهون: 0 جم
- الصوديوم: 0 ملغ
- كربوهيدرات: 4 غم
- الألياف: 0 غم
- السكريات: 0 غم
- البروتين: 0 غم
الفوائد الصحية للاريثريتول
يستخدم الإريثريتول في المقام الأول لإضافة الحلاوة إلى الطعام دون أي سعرات حرارية أو سكر إضافي. هذا يجعله مكوناً مفيداً لمن يعانون من مرض السكري أو الأشخاص الذين يتبعون خطة إنقاص الوزن. في ما يأتي بعض الفوائد الصحية المحددة المرتبطة بالإريثريتول.
قد يفيد صحة الأسنان
أحد الآثار الضارة الشائعة للإفراط في تناول السكر، ضعف صحة الأسنان، وتسوس الأسنان. تستخدم البكتيريا الضارة في الفم السكر للحصول على الطاقة. في هذه العملية، تتكون أحماض تؤدي إلى تآكل مينا الأسنان وتسبب تسوس الأسنان. نظراً لأن الإريثريتول ليس سكراً أو نشا، فإنه لا يلعب دوراً في الحماية من تكوين التجاويف، وقد يقلل بالفعل من حدوث تسوس الأسنان. بالإضافة إلى ذلك، تشير الأبحاث إلى أن الإريثريتول قد يساعد في تقليل طبقة البلاك، وكذلك تقليل التصاق البكتيريا بالأسنان.
بالمقارنة بالمحليات الأخرى، قد يكون الإريثريتول أفضل لأسنانك. وجدت دراسة لمدة 3 سنوات أجريت على 485 من تلاميذ المدارس أن الإريثريتول كان أكثر حماية ضد تسوس الأسنان من إكسيليتول والسوربيتول.
توصلت مراجعة بحثية أجريت عام 2016 إلى ذات النتيجة، مشيرة إلى أن الإريثريتول أكثر فعالية ضد ترسبات الأسنان وتسوس الأسنان من إكسيليتول أو السوربيتول.
قد يكون صديقاً للأمعاء أكثر من غيره
رُبط العديد من كحول السكر بمشاكل في الجهاز الهضمي، مثل الإسهال والانتفاخ، ولكن قد يكون الإريثريتول هو الاستثناء، نظراً لوزنه الجزيئي الأصغر، توصلت 6 أبحاث إلى أن الإريثريتول لا يسبب ذات مشاكل المعدة مثل الكحوليات السكرية الأخرى.
قد يعزز السيطرة على نسبة السكر في الدم
إذ لا يمتلك البشر الإنزيمات اللازمة لتفكيك الإريثريتول، لذلك يجري امتصاصه في مجرى الدم ثم يُفرز عبر البول، وبالتالي فهو لا يسبب ارتفاعاً فى نسبة الإنسولين أو السكر في الدم، ولا يؤثر سلباً بمستويات الكوليسترول والدهون الثلاثية، وهذا يجعل الإريثريتول من المحليات الممتازة لمرضى السكري .
قد يدعم صحة القلب
وجدت دراسة تجريبية صغيرة أجريت على البالغين المصابين بداء السكري من النوع الثاني أن تناول 36 غراماً من الإريثريتول يومياً لمدة شهر، يحسن وظائف الأوعية الدموية، ما قد يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب. ومع ذلك، فإن الدراسة صغيرة جداً وتحتاج إلى تكرارها قبل استخلاص أي استنتاجات رئيسية.
قد يساعد في خسارة الوزن
معظم الأشخاص الذين يحاولون خسارة الوزن أو تقليل تناول السكر، يمكن أن يعمل الإريثريتول بديلاً صحياً لكونه يحتوي على مؤشر نسبة السكر في الدم منخفض جداً (GI = 0)، وبالتالي إن إضافته إلى المشروبات تؤدي إلى تقليل تراكم الجلوكوز في الدم الذي يسبب زيادة الوزن.
التخزين وسلامة الغذاء
يجب تخزين الإريثريتول في وعاء مغلق بدرجة حرارة الغرفة.
الآثار السلبية
سكر الإريثريتول آمن للاستهلاك ولم تظهر أي آثار جانبية خطيرة بعد، ومع ذلك من المهم أن يستهلك بكميات معتدلة، ما يعني أن تناوله يجب ألا يتجاوز 1 غرام لكل كيلوغرام من وزن الجسم، لأنه إذا جرى تناوله بكميات كبيرة، فقد يؤدي إلى بعض الآثار السلبية، وأهمها:
- يمكن أن يسبب سكر الإريثريتول غازات في البطن، والإسهال، والانتفاخ لدى بعض الأشخاص.
- قد يسبب الحساسية، فوفقاً لدراسة نشرت في مجلة الأمراض الجلدية، قد يسبب الإريثريتول رد فعل تحسسياً في الجلد لدى بعض الناس .
- يجب على الأشخاص الذين يعانون من ظروف صحية معينة توخي الحذر عند تناول الإريثريتول. على سبيل المثال، قد يؤدي الإريثريتول والسكريات الكحولية الأخرى إلى تفاقم متلازمة القولون العصبي .(IBS)
- الاريثريتول مدرّ للبول، إذ يمكن أن يؤدي تناول كميات كبيرة من الإريثريتول لفترة طويلة إلى زيادة حجم وعدد مرات التبول.
- بالإضافة إلى ذلك، إذا استُخدِم سكر الإريثريتول بالاقتران مع الأسبارتام، وهي مادة تحلية اصطناعية، فقد يؤدي ذلك إلى آثار جانبية مثل زيادة الوزن، والقلق، والاكتئاب، والتعب .
الخلاصة
بشكل عام، يبدو أن الإريثريتول مُحلٍ ممتاز.
- لا يحتوي على سعرات حرارية تقريباً.
- يحتوي على 70٪ من حلاوة السكر.
- لا يرفع مستوى السكر في الدم أو الإنسولين.
- تظهر الدراسات التي أجريت على الإنسان آثاراً جانبية قليلة جداً، خاصة مشاكل الجهاز الهضمي الطفيفة لدى بعض الأشخاص.
المصادر
Erythritol — Like Sugar Without the Calories? (Healthline).
Erythritol Nutrition Facts and Health Benefits (verywellfit).
Erythritol: Uses, Benefits, and Risks (WebMD).
What is Erythritol? Benefits, Side Effects and more (livestrong).
Everything you need to know about erythritol (MEDICALNEWSTODAY)
