ترهل الجلد بعد فقدان الوزن من أكثر المشاكل التي تثير القلق بالنسبة للأشخاص البدينين الذين ينوون فقدان الوزن، خاصة عندما تكون هناك سمنة مفرطة. لهذا، يبحث معظم الناس باستمرار عن أفضل طريقة لإنقاص الوزن بدون أن يؤثر ذلك على مظهرهم. تتناول هذه المقالة أسباب ترهل الجلد بعد فقدان الوزن، كما تقدم معلومات حول الحلول الطبيعية والطبية التي يمكن أن تساعد في شد ترهل الجلد بعد فقدان الوزن.
ما هي أسباب ترهل الجلد بعد فقدان الوزن ؟
يعد الجلد أكبر عضو في جسم الإنسان، فهو يشكل حاجزًا وقائيًا للجسم، وتتكون الطبقة الداخلية من الجلد من البروتينات بما في ذلك الكولاجين والإيلاستين. ويوفر الكولاجين الذي يشكل 80% من بنية الجلد الصلابة والقوة، كما يساعد الإيلاستين في المرونة ويساعد الجلد على البقاء مشدودا.
ولكن أثناء زيادة الوزن، يتمدد الجلد لإفساح المجال لنمو الخلايا الدهنية مثلما يحدث أثناء الحمل. ويحدث تمدد الجلد أثناء الحمل على مدى بضعة أشهر، وينكمش الجلد المتمدد عادة في غضون عدة أشهر من الولادة. وعندما يتمدد الجلد بشكل كبير ويبقى على هذا النحو لفترة طويلة من الزمن، تتلف ألياف الكولاجين والإيلاستين، وتفقد بعض قدرتها على الانكماش نتيجة لذلك. وبالتالي، عندما يفقد الإنسان الكثير من الوزن، يحدث ترهل للجلد الزائد في الجسم، فكلما زاد فقدان الوزن، كان تأثير الجلد المترهل أكثر وضوحًا.
ما هي العوامل التي تؤثر على ترهل الجلد وفقدان مرونته؟
هناك العديد من العوامل التي تساهم في ترهل الجلد بعد فقدان الوزن :
- طول المدة: بشكل عام، كلما طالت مدة معاناة الشخص من زيادة الوزن أو السمنة، كلما أصبح جلده أكثر ترهلًا بعد فقدان الوزن بسبب فقدان الإيلاستين والكولاجين.
- كمية الوزن المفقودة: عادةً ما يؤدي فقدان الوزن السريع من الجسم إلى وجود كمية أكبر من الجلد المترهل مقارنة بفقدان الوزن المعتدل.
- العمر: تحتوي البشرة الأكبر سنًا على كمية أقل من الكولاجين مقارنة بالبشرة الأصغر سنًا، وتميل إلى أن تكون أكثر ترهلًا بعد فقدان الوزن.
- الجينات: قد تؤثر الجينات على كيفية استجابة بشرتك لزيادة الوزن وفقدانه.
- التعرض لأشعة الشمس: يقلل التعرض المزمن لأشعة الشمس من إنتاج الكولاجين والإيلاستين في الجلد، مما قد يساهم في ترهل الجلد.
- التدخين: يؤدي التدخين إلى انخفاض إنتاج الكولاجين وتلف الكولاجين الموجود، مما يؤدي إلى ترهل الجلد.
ما هي المشاكل المترتبة على ترهل الجلد بعد فقدان الوزن ؟
قد يسبب ترهل الجلد بعد فقدان الوزن تحديات جسدية وعاطفية عند بعض الأشخاص مثل:
- الشعور بعدم الراحة الجسدية: قد يكون الجلد الزائد غير مريح، وقد يتداخل مع النشاط الطبيعي.
- الشعور بعدم الراحة النفسية: فلا يتقبل الشخص منظر الجلد الزائد المترهلً.
- انخفاض النشاط البدني: بينما وجدت دراسة أجريت عام 2022 أن فقدان الوزن شجع المزيد من الأشخاص على ممارسة الرياضة، فقد وجِد أن الجلد الزائد يتداخل مع ممارسة الرياضة لدى بعض الأشخاص بعد جراحة السمنة.
- تهيج الجلد والتهابه: وجدت دراسة أجريت عام 2014 أن 44٪ من 124 شخصًا طلبوا إجراء جراحة تجميلية لشد الجلد بعد جراحة إنقاص الوزن، وأبلغوا عن آلام في الجلد أو حدوث تقرحات أو التهابات بسبب الجلد المترهل.
- عدم الرضا عن شكل الجسم: قد يؤثر الجلد المترهل الناتج عن فقدان الوزن سلبًا على صورة الجسم والمزاج.
هل هناك علاجات طبيعية لشد الجلد المترهل؟
قد تعمل بعض العلاجات الطبيعية التالية على تحسين قوة الجلد ومرونته إلى حد ما لدى الأشخاص الذين فقدوا كميات صغيرة إلى متوسطة من الوزن مثل:
يعد الانخراط في تدريب القوة المنتظم أحد أكثر الطرق فعالية لبناء كتلة العضلات لدى كل من الشباب وكبار السن. توصي إرشادات النشاط البدني للأمريكيين بممارسة تدريبات القوة مرتين في الأسبوع، ومن المحتمل أن تساعد زيادة كتلة العضلات في تحسين مظهر الجلد المترهل.
تشبه مادة هيدروليزات الكولاجين مادة الجيلاتين إلى حد كبير، إذ تعتبر شكلًا معالجًا من الكولاجين الموجود في النسيج الضام للحيوانات. وعلى الرغم من أنه لم يتم اختبارها على الأشخاص الذين يعانون من ترهل الجلد المرتبط بفقدان الوزن بشكل كبير، فقد أشارت بعض الدراسات إلى أن هيدروليزات الكولاجين قد يكون لها تأثير وقائي على كولاجين الجلد.
في دراسة خاضعة للرقابة أجريت عام 2019، زادت مرونة الجلد، جنبًا إلى جنب مع الكريمات الملمسة والترطيب، بشكل ملحوظ بعد 12 أسبوعًا من تناول مكمل الكولاجين السائل، والذي كان يحتوي أيضًا على الفيتامينات C و E، بالإضافة إلى البيوتين والزنك. ويعتبر مرق العظام مصدرًا آخر شائعًا للكولاجين الذي يمكن أن يوفر أيضًا فوائد صحية أخرى.
هناك بعض العناصر الغذائية المهمة لإنتاج الكولاجين، وتشمل هذا العناصر ما يلي:
- البروتينات: تناول البروتينات الكافية ضروري للبشرة الصحية، وتلعب الأحماض الأمينية البرولين والهيدروكسي برولين والجلايسين دورًا مباشرًا في إنتاج الكولاجين.
- الفيتامين سي: يعتبر الفيتامين سي ضروري لتخليق الكولاجين ويساعد أيضًا في حماية البشرة من أضرار أشعة الشمس.
- أحماض أوميجا 3 الدهنية: قد تساعد أحماض أوميجا 3 الدهنية الموجودة في الأسماك الدهنية والمصادر النباتية، بما في ذلك الجوز والشيا والكتان، في زيادة مرونة الجلد ولها تأثيرات مضادة للشيخوخة.
- الماء: يؤدي بقاء الجسم رطبًا جيدًا إلى تحسين مظهر الجلد، فقد توصلت دراسة أجريت عام 2015 إلى أن النساء اللاتي زِدن من تناولهن اليومي للمياه شهدنَ تحسنًا كبيرًا في ترطيب الجلد ووظيفته.
ما هي العلاجات الطبية لشد الجلد المترهل؟
تعد العلاجات الطبية أو الجراحية هي الخيارات الأكثر شيوعًا لشد الجلد المترهل بعد فقدان الوزن بشكل كبير.
غالبًا ما يطلب الأشخاص الذين فقدوا قدرًا كبيرًا من الوزن من خلال جراحة علاج السمنة أو طرق إنقاص الوزن الأخرى إجراء عملية جراحية لإزالة الجلد الزائد. يقوم الجراح بعمل شق كبير ويزيل الجلد الزائد والدهون، ثم يخيط الشق بغرز دقيقة للمساعدة في تقليل الندبات. وتشمل جراحات تحديد شكل الجسم المحددة ما يلي:
- شد البطن: إزالة الجلد من البطن.
- شد الجزء السفلي من الجسم: إزالة الجلد من البطن والأرداف والوركين والفخذين.
- شد الجزء العلوي من الجسم: إزالة الجلد من الثديين والظهر.
- شد الفخذ الأوسط: إزالة الجلد من الفخذين الداخلي والخارجي.
- شد الذراعين: إزالة الجلد من أعلى الذراعين.
عادةً ما يتم إجراء جراحات متعددة على أجزاء مختلفة من الجسم بمرور الوقت بعد فقدان الوزن بشكل كبير.
قد تتطلب جراحات تحديد شكل الجسم إقامة قصيرة في المستشفى، تليها فترة نقاهة في المنزل، وقد تحدث أيضًا بعض المضاعفات نتيجة للجراحة، مثل النزيف والالتهابات.
هل هناك إجراءات طبية بديلة لعلاج ترهل الجلد بعد فقدان الوزن ؟
على الرغم من أن عمليات جراحة تحديد شكل الجسم هي الإجراء الأكثر شيوعًا لعلاج ترهل الجلد بعد فقدان الوزن فإن الخيارات الأقل تدخلاً مع انخفاض خطر المضاعفات تشمل الآتي:
- العلاج بالترددات الراديوية: قد تَستخدم مثل هذه العلاجات مزيجًا من الضوء تحت الأحمر والترددات الراديوية والتدليك لتقليل الجلد المترهل. لا يسبب هذا النوع من العلاج فقدان الوزن، إلا أنه قد يساعد في تقليل حجم مناطق صغيرة من المناطق والخلايا الدهنية.
- الموجات فوق الصوتية: وجدت مراجعة بحثية أجريت عام 2019 أن العلاج بالموجات فوق الصوتية لشد الجلد فعال وآمن مع آثار جانبية ضئيلة.
ويبدو أنه على الرغم من وجود مخاطر أقل مع هذه الإجراءات البديلة، فإن النتائج قد لا تكون واضحة كما هو الحال مع جراحة تحديد شكل الجسم.
