تأثير تناول القرفة على ضغط الدم
ركزت الجهود الحديثة لفحص الخصائص الطبية للقرفة على تأثير تناول القرفة على ضغط الدم ونسبة السكر في الدم. وعلى الرغم من أن الآلية غير معروفة، تشير بعض الدراسات إلى أن القرفة قد يكون لها تأثير مفيد في السيطرة على نسبة السكر في الدم لدى مرضى السكري. وكانت الأدلة مختلطة، وقد أشارت مراجعة منهجية حديثة لعشر دراسات مختلفة إلى أن تأثير تناول القرفة على السكر في الدم هو أنها تخفض نسبة الجلوكوز الصباحي في الدم، وتخفض الكوليسترول الكلي.
وفيما يخص تأثير تناول القرفة على ضغط الدم فهناك القليل من الأدلة المتاحة لدعم الادعاء بفائدة استخدام القرفة للتحكم في ضغط الدم. فقد وجدت مراجعة أجريت عام 2012 لثلاث دراسات حول تأثير تناول القرفة على ضغط الدم لدى مرضى ما قبل السكري ومرضى السكري من النوع 2، انخفاضًا قصير المدى في ضغط الدم الانقباضي والانبساطي، ولكن هذه الدراسات كانت صغيرة، وهناك حاجة لمزيد من البحث.
وقد أظهرت دراسة منفصلة أجريت لفحص تأثير منتَج يحتوي على القرفة والكالسيوم والزنك، عدم حدوث انخفاض في ضغط الدم لدى الأشخاص المصابين بارتفاع ضغط الدم ومرض السكري من النوع الثاني. عمومًا، أشار المركز الوطني للصحة التكميلية والتكاملية حاليًا إلى أن الدراسات البشرية لا تدعم استخدام القرفة لعلاج أي حالة صحية.
وخلاصة القول هنا فيما يخص تأثير تناول القرفة على ضغط الدم هو أنه لا توجد أدلة علمية كافية تدعم استخدام القرفة بديلًا عن العلاجات المثبتة الفائدة في علاج ارتفاع ضغط الدم. وإن رش القرفة على المخبوزات فاتح للشهية بلا شك، وعود القرفة هو إضافة لذيذة إلى القهوة الساخنة أو مشروب الكاكاو، لكن من غير المحتمل أن تساعدك على التحكم في ضغط الدم. وحتى الوقت الذي تثبت فيه الدراسات وجود فائدة صحية مرجوة لتقليل ضغط الدم، يجب ألا تعتمد على القرفة لتقليل ضغط الدم، وبالتالي تقليل خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية.
وما هو مثبت حاليًا أن تعديلات نمط الحياة، بما في ذلك ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، وتقليل تناول الصوديوم والكحول، والإقلاع عن التدخين والحفاظ على وزن صحي، هي أكثر التدابير الأولية فعالية لأي شخص يعاني من ارتفاع ضغط الدم. وسيحتاج العديد من الأفراد إلى واحد أو أكثر من أدوية ضغط الدم للوصول إلى ضغط الدم الصحي.
القرفة وسكر الدم
الأشخاص المصابون بمرض السكري معرَّضون لخطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم، وذلك لأن ارتفاع نسبة السكر في الدم يمكن أن يتلف الأوعية الدموية، مما يخلق ضغطًا إضافيًا على القلب، لذا يعد كل من مرض السكري وارتفاع ضغط الدم من عوامل الخطر لأمراض القلب.
ركزت العديد من الدراسات الحديثة على تأثير القرفة على سكر الدم، وخلصت إلى أن آلية عملها غير معروفة، لكن بعض الدراسات أفادت أن القرفة قد تساعد في التحكم في سكر الدم لدى المصابين بمرض السكري.
كانت الأدلة مختلطة، لكن مراجعة واحدة لعشر دراسات مختلفة تشير إلى أن القرفة تخفض سكر الدم الصباحي والكوليسترول الكلي.
اقترحت مراجعة أجريت عام 2021 أن القرفة قد تعمل على تحسين فعالية الإنسولين، وتنظيم كيفية معالجة الجسم للجلوكوز، وتقليل الالتهاب. ومع ذلك، لاحظ المؤلفون أيضًا أن الكثير من الأدلة التي تدعم التأثيرات الصحية للقرفة للأشخاص المصابين بالسكري متضاربة.
هل يسبب استخدام القرفة آثاراً جانبية؟
في الدراسات على البشر، استخدم المشاركون كميات متفاوتة من القرفة، من ملعقة صغيرة إلى ملعقتين صغيرتين كل يوم. وكانت الآثار الجانبية نادرة عند إضافة القرفة إلى الطعام بجرعات عادية. والقرفة متاحة أيضًا كمكمل غذائي، ولكن من المهم توخي الحذر، لأن المكملات الغذائية لا تراقبها إدارة الغذاء والدواء.
وإذا كنت تتناول أدوية أخرى أو مكملات عشبية، فاستشر الطبيب العام دائمًا، فقد تحدث تفاعلات بين المكملات والأدوية، مما قد يؤدي إلى نتائج عكسية. وعلى الرغم من أن القرفة تعتبر بشكل عام آمنة للاستخدام القصير المدى من قبل معظم الناس، فإن البعض قد يكون لديهم رد فعل تحسسي تجاه بعض التوابل.
كذلك، تحتوي القرفة أيضًا على مادة كيميائية تعرف باسم الكومارين، والتي يمكن أن تكون ضارة للأفراد المصابين بأمراض الكبد. على الرغم من أن الكومارين هو منتج ثانوي شبيه بالمادة الموجودة في علاج الوارفارين المميع للدم، إلا أن المادة الموجودة في النباتات لا تؤثر على تجلط وسيولة الدم.
نصيحة من موقع صحتك
إذا كنت تعاني من ارتفاع ضغط الدم، فلا تعتمد على القرفة وحدها لتقليل خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية. بدلاً من ذلك، من المهم التركيز على التدابير المعروفة بتحسين ضغط الدم، بما في ذلك الحد من تناول الملح، واتباع نظام غذائي صحي، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، والإقلاع عن التدخين، وتناول الأدوية المخفضة للضغط حسب استشارة الطبيب.
يحتاج العديد من الأشخاص أيضًا إلى تناول دواء واحد أو أكثر لخفض ضغط الدم للوصول إلى مستوى الضغط الدم الصحي. تحدث إلى الطبيب المختص حول خيارات العلاج المثبتة الفائدة والمناسبة لك ولحالتك.