صحــــتك

الفوائد الصحية لحبة البركة

الصورة
أنور نعمة
الفوائد الصحية لحبة البركة
عندما أزاح عالم الآثار اللورد هوارد كارتر الستار عن قبر الملك الفرعوني الشهير توت عنخ آمون فوجئ هو وفريقه بوجود زيت أسود اللون ضمن مقتنيات هذا الملك الشاب ليتضح في ما بعد أنه ليس سوى زيت حبة البركة، ما يشير الى أن المصريين القدامى عرفوا هذه الحبة، ولكن لم يعرف بالضبط كيف استعملوا هذا الزيت في حياتهم اليومية ولا النبات الذي يأتي منه.

وأتى الطبيب اليوناني الشهير دييقوريدس، الذي عاصر القرن الأول الميلادي، على ذكر حبة والبركة واستعمالاتها، وكذلك لدى أفلاطون والعلامة ابن سينا في كتابة القانون، وورد في الكتب الطبية العربية القديمة أنها تداوي وتشفي من علل كثيرة.

وتأتي حبة البركة من نبات مزهر ينمو في جنوب شرق آسيا والشرق الأوسط، اسمه العلمي (nigelle sativa)، وينتمي إلى نفس العائلة التي ينتسب إليها الشمر واليانسون، ولحبة البركة أسماء أخرى مثل "الحبة السوداء"، "الكمون الأسود"، "الكراوية السوداء"، "البشمة"، "البصل الأسود"، الكالونجي (بالهندية)، والشونيز (بالفارسية).



* القيمة الغذائية لحبة البركة
100 غرام من حبة البركة تحتوي على المكونات التالية:
ـ السعرات الحرارية: 345.
ـ البروتين: 22.80 غراماً.
ـ الكربوهيدرات: 29.36 غراماً.
ـ الدهون: 15 غراماً.
ـ الكوليسترول: صفر.
ـ الألياف: 6.03 غرامات.
ـ الكالسيوم: 570 مليغراماً.
ـ الحديد: 9.70 مليغرامات.
ـ الصوديوم: 17.6 مليغراماً.
ـ البوتاسيوم: 808 مليغرامات.
ـ المغنيزيوم: 385 مليغراماً.
ـ الفوسفور: 543 مليغراماً.

* الفوائد الصحية لحبة البركة
تستخدم حبة البركة على نطاق واسع لأغراض الطهي في الشرق الأوسط وجنوب آسيا، وهي تملك فوائد صحية وعلاجية نحاول أن نسلط الضوء عليها:
- غنية بمضادات الأكسدة
تحتوي حبة البركة بشكل طبيعي على باقة مهمة من مضادات الأكسدة يقف على رأسها "تيموكينون"، و"كارفارول" و"أنتول"، و"4 تريبنول"، وتساعد مضادات الأكسدة في تحييد عمل المشتقات الكيميائية الحرة داخل الجسم، والمتورطة في إشعال فتيل الإصابة بأمراض عديدة مثل السرطان والداء السكري وأمراض القلب والسمنة، ولم تعرف بعد آلية عمل تلك المركبات المضادة للأكسدة على صحة الإنسان، ومن هنا الحاجة إلى المزيد من البحث.

- تقوي المناعة
يقول باحثون من جامعة كارولينا الجنوبية إن إحدى الخصائص القيمة لحبة البركة هي قدرتها على دعم جهاز المناعة، وإن استخدامها بشكل مستمر يمكن أن يحسن الاستجابة المناعية في الجسم، ويعتقد الباحثون أن السر يكمن في غنى الحبة السوداء بمزيج من الأحماض الدهنية الأساسية التي تغذي خلايا المنظومة المناعية.



- تساعد في خفض الكوليسترول
عندما يرتفع مستوى الكوليسترول فإن الجسم يخزنه؛ ما يزيد من خطر الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية، ولحسن الحظ أن حبة البركة موجودة، فقد وجدت مراجعة 17 دراسية بحثية أن المكملات الحاوية عليها خفضت من مستويات الكوليسترول السيئ والشحوم الثلاثية التي تضر بالقلب والشرايين، أما زيت حبة البركة فيبدو أن له أفضلية على المكملات، إذ لم يخفض الكوليسترول السيئ والشحوم الثلاثية وحسب، بل رفع من مستوى الكوليسترول الجيد.

- تحمي من أمراض القلب
في دراسة طاولت 123 شخصاً من باكستان، نصفهم تناول مكملات بذور حبة البركة، أما النصف الآخر فتناول دواءً وهمياً، وبعد 10 أشهر على هذا المنوال سجل القائمون على الدراسة تأثيراً ايجابياً لبذور الحبة على كل عوامل الخطر لأمراض القلب، خصوصاً الضغط الشرياني، ومستوى السكر في الدم، والوزن، ومستوى الكوليسترول.



- تساعد في ضبط ضغط الدم
كشفت دراسة قام بها باحثون من الشرق الأوسط وتم نشرها في مجلة الأدوية البديلة والتكميلية، أن الاستعمال اليومي لخلاصة حبة البركة ولمدة شهرين قد يكون له تأثير خافض للضغط عند المرضى الذين يعانون من ارتفاع الضغط الخفيف في حين كانت النتائج سلبية لدى من تم إعطاؤهم عقاراً وهمياً.

- قد تساعد في علاج السرطان
وجدت دراسات أجريت في أنبوب الاختبار نتائج مدهشة لحبة البركة في ما يتعلق بتأثيراتها المحتملة المضادة للسرطان، وقد تم عزو الأمر إلى مضادات الأكسدة، خصوصاً مركب تيموكينون، فعلى سبيل المثال بينت دراسة في المختبر على المركب المشار إليه تواً أنه يستطيع تدمير الخلايا الخبيثة التابعة لسرطان الدم، وأشارت دراسات أخرى في أنبوب الاختبار إلى أن حبة البركة ومكوناتها النشطة قادرة على تعطيل الخلايا الخبيثة لسرطانات أخرى مثل سرطان البنكرياس، وسرطان الرئة، وسرطان الثدي، وسرطان عنق الرحم، وسرطان البروستاتا، وسرطان القولون، وسرطان الجلد، أما عند البشر فما زالت الدلائل غير متوفرة في حال أخذ حبة البركة كمكمل غذائي.

- يمكن أن تساعد في قتل الجراثيم
تسبب الجراثيم الضارة قائمة طويلة عريضة من الالتهابات الخطيرة التي قد تجعل صحة الشخص في مهب الريح، ولقد وجدت دراسات أنجزت في المختبر أن لحبة البركة خصائص مضادة للجراثيم، وأنها يمكن أن تكون فعالة في مكافحة سلالات معينة من البكتيريا؛ ففي إحدى الدراسات التي تم فيها تطبيق مستخلص حبة البركة على جلد الرضع الذين يعانون من التهاب جلدي بجراثيم المكورات العنقودية الذهبية، حصل الباحثون على نتائج مماثلة للمضادات الحيوية التي تستعمل في مثل هذه الحالات، ومع ذلك فإن الدراسات على الإنسان ما زالت محدودة للغاية ما يتطلب إجراء المزيد للبحث عن كيفية تأثير حبة البركة على سلالات مختلفة من الجراثيم.



- قد تخفف من الالتهاب
المعروف أن الالتهاب هو رد فعل مناعي يحاول الجسم من خلاله منع حدوث الإصابة بالمرض، ويعتقد أن الالتهاب المزمن يسهم في إثارة مجموعة من الأمراض مثل الداء السكري وأمراض القلب والسرطان، ووجدت بعض الدراسات أن حبة البركة تملك خصائص مضادة للالتهاب، ففي إحدى الدراسات التي شملت 42 شخصاً مصابين بالتهاب المفاصل الروماتويدي تناولوا خلالها 1000 ملغ من زيت حبة البركة يومياً ولفترة ثمانية أسابيع، رصد المشرفون عليها مؤشرات تفيد بأن الزيت استطاع أن يقلل من العلامات الالتهابية ومن الشدة التأكسدية.

وفي دراسة أخرى أجريت على مركب تيموكينون الفعال في حبة البركة، تمكن صاحب الجلالة، اي تيموكينون، من تقليل حدة الالتهاب في الخلايا التابعة لسرطان البانكرياس. إنها نتائج واعدة ولكنها اقتصرت على حالات مرضية معينة لهذا يجب القيام ببحوث إضافية لسبر الآثار المضادة للالتهاب لحبة البركة على نطاق أوسع.

- يمكن أن تساعد في حماية الكبد في إزالة السموم من الجسم
الكبد يتعامل مع الأدوية والمخدرات والمغذيات المختلفة، ويساهم في إنتاج البروتينات وبعض المواد المهمة للجسم، ولقد كشفت دراسات حيوانية عديدة أن لحبة البركة تأثيرات تبعث على الأمل لأنها تساهم في حماية الكبد من التعرض إلى الإصابة بالضرر، أما عن تأثيرات حبة البركة على صحة الكبد لدى البشر فهو أمر يحتاج إلى المزيد من الدراسات.



- قد تساعد في تخفيف أعراض الربو
وفقا لدراسة سابقة نشرت عام2007  وشملت 29 بالغاً يعانون من الربو قسموا إلى مجموعتين، واحدة أخذ أفرادها دواءً وهمياً، أما أفراد المجموعة الثانية فتناولوا خلاصة حبة البركة يومياً ولمدة ثلاثة أشهر.. فماذا كانت النتائج؟ أظهرت النتائج أن من تناولوا خلاصة حبة البركة تحسنت أعراض مرض الربو عندهم بشكل أكبر مقارنة مع المجموعة الشاهدة.

- قد تساعد في تنظيم مستوى السكر في الدم
إن ارتفاع مستوى السكر في الدم وإبقاءه من دون تدبير يمكن أن تترتب عليه عوارض آنية ومضاعفات مستقبلية خطيرة مثل تلف الأعصاب، وعطب الرؤية، واعتلال الكلى، والعجز الجنسي، والصعوبة في اندمال الجروح وغيرها، وبعض الدراسات أفادت بأن حبة البركة قد تساعد في تنظيم وتثبيت مستوى السكر في الدم، وبالتالي تحمي من المضاعفات الخطيرة للسكري.

- قد تمنع الإصابة بقرحة المعدة
عندما تنهش أحماض المعدة بطانتها الداخلية الواقية تتكون القرحة؛ ما يثير آلاما في أعلى البطن قد تكون مبرحة أحيانا، وخلصت دراسات عديدة على حيوانات التجربة أن حبة البركة يمكن أن تفيد في حماية الغشاء المخاطي المبطن للمعدة من التعرض إلى الإصابة بالقرحة. هذا عند الحيوان، أما لدى البشر فإن الموضوع يحتاج إلى المزيد من البحث لوضع النقاط على الحروف.



* ما هي محاذير تناول حبة البركة؟
- بشكل عام يمكن القول إنها آمنة عند استعمالها كأقراص أو كمكملات غذائية، ولكن يجب أخذ جانب الحذر عند استعمال زيتها موضعياً، فقد تسبب التهاب الجلد التماسي، لهذا يجب وضع نقطة صغيرة من الزيت على الجلد لمعرفة أي رد فعل سلبي وبالتالي التصرف على أساسه.

- بالنسبة للمرضى الذين يأخذون مميعات الدم، فعلى هؤلاء التحدث مع طبيبهم قبل استعمال مكملات حبة البركة لأن التحريات في المختبر وجدت أنها يمكن أن تؤثر على عملية تخثر الدم.

- على الحوامل أن يستشيروا الطبيب لأن الدراسات على الحيوان كشفت أن زيت حبة البركة يمكن أن يبطئ من تقلصات الرحم.

* ما هي الطريقة الأمثل لاستعمال حبة البركة؟
تستعمل حبة البركة في صناعة المعجنات والفطائر، وتؤكل مع الجبن وتضاف إلى المخللات، ويمكن استهلاكها كاملة أو مسحوقة، وإذا تم سحقها فإنه يجب استعمالها فوراً، ولعل أفضل طريقة لاستخدامها تكون بتناولها كاملة وجرشها تحت الأسنان ومضغها جيداً للاستفادة من محتوياتها، خصوصاً زيتها العطري. أما أكلها وبلعها من دون طحنها فإنه يقلل من فرصة الاستفادة منها، هذا إن لم نقل أن الاستفادة منها تكاد شبه معدومة لأنها تدخل الأنبوب الهضمي وتخرج منه دون أية فائدة.

*** خلاصة القول
إن معظم الدراسات على حبة البركة هي دراسات بدائية أجريت في أنبوب الاختبار وعلى الحيوانات، وجاءت النتائج مشجعة، ولكنها غير حاسمة بعد، ومن هنا يقتضي الأمر إجراء المزيد من التحريات لتوثيق النتائج واستخلاص العبر.



المصادر:
Nigella Sativa Health Benefits and Uses
Les bienfaits du cumin noir prouvés scientifiquement
9 Impressive Health Benefits of Kalonji (Nigella Seeds)

آخر تعديل بتاريخ
11 يونيو 2019
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.