تعد الزيوت النباتية عنصرًا أساسيًا في الطب التقليدي لعدة قرون. تُستخدم زيوت الكاميليا Camellia Oil أو زيت بذور الكاميليا منذ فترة طويلة لعلاج اضطرابات الجهاز الهضمي، وكثيرًا ما تُستخدم أيضًا كزيوت للطهي بفضل مضادات الأكسدة القوية ووفرة الفيتامينات.
في الآونة الأخيرة، ازدادت شعبية زيت الكاميليا في الولايات المتحدة لسبب مختلف، فهو منتج رائع للبشرة والشَّعر والصحة بشكل عام.
ما هو زيت الكاميليا؟
زيت الكاميليا هو زيت مغذٍ للغاية وغني بمضادات الأكسدة، مشتق من نبات الكاميليا أوليفيرا الدائم الخضرة الأصلي في المناطق الشرقية من آسيا. ولعل العنصر الأكثر روعة بصريًا في هذه النباتات هو أزهارها الكبيرة والجميلة، التي تظهر ظلال وتدرجات مختلفة من اللون الوردي والأحمر والأبيض.
فوائد زيت الكاميليا
-
غني بالمغذيات
يتشابه زيت الكاميليا بشكل مذهل مع زيت الزيتون الحامل من حيث العناصر الغذائية والأحماض الدهنية. في الواقع، يُطلق عليه أحيانًا اسم "زيت الزيتون الشرقي" في العالم، حيث يظهر في تطبيقات الطهي الشرقية بشكل بارز مثل زيت الزيتون في الدول الغربية.
وهو غني بالأحماض الدهنية المتعددة غير المشبعة والأحادية غير المشبعة، بما في ذلك حمض الأوليك واللينوليك. ويُعتقد أن محتوى أحماض الأوليك (التي يمكن أن تتجاوز 80%) على وجه الخصوص أعلى من محتوى زيت الزيتون.
كما أن زيت الكاميليا غني بالفيتامينات والمعادن والمركبات التي تعمل على تجديد البشرة، بما في ذلك فيتامين E وفيتامين A والمغنيسيوم والزنك ودهون السكوالين. هذه العناصر الغذائية مجتمعة تجعل الزيت مرطبًا ووقائيًا بشكل استثنائي، مع قوة عالية مضادة للأكسدة وفوائد تجميلية دائمة.
من المعروف أن أحماض الأوليك (أوميغا-9):
- تساهم في ليونة الجلد ومستويات الرطوبة.
- لها خصائص مضادة للأكسدة، أي تساعد على درء تأثير الجذور الحرة.
- تساعد على تقليل ظهور علامات الشيخوخة، مثل البقع العمرية، والتجاعيد المبكرة، والخطوط الدقيقة.
- تساعد في تخفيف أعراض جفاف الجلد أو الاحمرار أو التهيج.
- تعزز الشعر اللامع والصحي أثناء معالجة الشعر المجعد.
- ذات خصائص خافضة للضغط وواقية للقلب ومضادة للالتهابات وتنظيم الوزن.
أما أحماض اللينوليك (أوميغا-6) فهي:
- فعالة، سواء مستحلبة أو مكثفة،) في مستحضرات التجميل.
- تعزز الرطوبة والاحتفاظ بالرطوبة في الجلد والشعر.
- ذات خصائص مضادة للأكسدة تحمي وتجدد مظهر البشرة.
- ذات خصائص موضعية مضادة للالتهابات ومضادة للتهيج.
- ذات خصائص حماية القلب وتنظيم الكولسترول.
ويعتقد أن السكوالين:
- وفير بشكل طبيعي في جلد الإنسان (الزهم).
- مرطب للغاية، ويساهم في الحصول على تأثيرات ترطيب مكثفة.
- أحد مضادات الأكسدة القوية المعروفة بآثاره المضادة للأورام.
- يساعد على تعزيز حاجز الحماية الطبيعي للبشرة ضد فقدان الماء والمهيجات.
- يمكنه استعادة الدهون المفقودة خلال عملية الشيخوخة، وتقليل الخطوط الدقيقة والتجاعيد.
-
يدعم صحة الجلد
زيت الكاميليا خفيف، ويتم امتصاصه بسرعة ليترك سطح الجلد، ويبدو نديًا وصحيًا، وهو أيضًا زيت لا يسبب انسداد المسامات، مما يجعله مناسبًا لجميع أنواع البشرة. عند تطبيقه موضعيًا، يعمل الزيت كعامل مرطب ومُطَرٍّ استثنائي، مما يساعد البشرة لتكون ناعمة وممتلئة ومشدودة وشبابية.
فهو يحسن بشرة الجلد، ويعالج مشكلات النسيج والندبات في الوجه والجسم، مما يقلل من مظهر السيلوليت وعلامات التمدد والتجاعيد والجلد المترهل. بالإضافة إلى ذلك، فهو يدعم إبطاء فقدان الماء عبر البشرة (TEWL)، ويمكن أن يكون مفيدًا للغاية للبشرة التي تعاني من الجفاف والتقشر.
من المعروف أن زيت الكاميليا عند تطبيقه مباشرة على الوجه يقلل من ظهور الخطوط الدقيقة، وأضرار أشعة الشمس، وغيرها من علامات الشيخوخة المبكرة. إنه زيت وقائي للغاية، فهو غني بشكل طبيعي بمضادات الأكسدة، بما في ذلك فيتامين E والبوليفينول، وبالتالي يعزز قدرة البشرة الطبيعية على الحماية من المهيجات الخارجية.
زيت الكاميليا هو أيضًا علاج تجميلي معروف للبشرة المتشققة أو الأظافر الهشة، فهو يساعد على تقوية البشرة، وكذلك ترطيب وتقوية الأظافر للحصول على الصحة والنمو الأمثل، كما أنه يضيف لمعانًا طبيعيًا لامعًا إلى صفيحة الظفر، مما يساعد اليدين على أن تبدوان أكثر جاذبية، ويقاوم أي تغير في اللون.
كما أن خصائصه الممتازة المضادة للالتهابات تجعل زيت الكاميليا علاجًا مناسبًا لمجموعة من الأمراض الجلدية الالتهابية، بما في ذلك الحالات الشائعة مثل الأكزيما والصدفية.
كذلك يعمل بشكل رائع على البقع الخشنة من الجلد، مثل تلك الموجودة على الركبتين والمرفقين والكعب. ضعي الزيت يوميًا على هذه البقع الخشنة وستشعر بشرتكِ قريبًا بذلك، وتبدو أكثر نعومة.
-
لمعالجة حَبّ الشباب
يمكن استخدام زيت الكاميليا كعلاج طبيعي لحَب الشباب. تصنيفه كومودوجينيك هو 1، مما يعني أنه لن يتسبب في انسداد المسام ويجعل الحالة أسوأ. يمكن لتأثيراته المضادة للالتهابات أن تساعد في تخفيف التهاب الجلد الناجم عن حَب الشباب، وكذلك تقليل ظهور ندبات حَب الشباب القبيحة.
-
يدعم صحة القلب
يمكن أن يساعد التركيز العالي للبوتاسيوم الموجود في زيت الكاميليا على توازن مستويات ضغط الدم عند استخدامه داخليًا. يمكن أن يساعد أيضًا في علاج ارتفاع ضغط الدم، وتقليل خطر الإصابة بمشكلات القلب والأوعية الدموية، مثل النوبات القلبية أو السكتات الدماغية. وبالمثل، يمكن أن يساعد أيضًا في خفض مستويات الكوليسترول لديك بشكل ملحوظ، وذلك بفضل تركيزه العالي من الدهون غير المشبعة، كما يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب وتصلب الشرايين.
-
التهاب المفاصل
زيت الكاميليا غني بالعديد من أنواع المعادن التي تعزز وتشجع صحة العظام بشكل أفضل، والتي يمكن أن تساعد في منع وعلاج هشاشة العظام والتهاب المفاصل العظمي.
يمكن أن تستفيد المفاصل الملتهبة أيضًا من استخدام زيت الكاميليا، نظرًا لاحتوائه على كميات كبيرة من العناصر الغذائية المضادة للالتهابات، مثل حمض غاما لينولينيك وحمض الأوليك والكايمبفيرول.
إذا كنت تعاني من التهاب المفاصل المؤلم، حاول تدليك زيت الكاميليا على المفاصل والعظام المؤلمة. يمكنك إما استخدامه بمفرده، أو إضافة زيت جيد مضاد للالتهابات، مثل زيت اللبان أو زيت اللافندر للحصول على فوائد أكبر.
-
يدعم صحة الجهاز المناعي
ترايتيربين Triterpenes قوية جدًا في قدرتها على تعزيز جهاز المناعة. إن الجهاز المناعي الصحي يعني أن جسمك يمكنه حمايتك بشكل أفضل من الالتهابات البكتيرية أو الفيروسية المختلفة.
-
شفاء الجروح
وبالمثل، يمكن أن يساعد الزيت أيضًا في شفاء الجروح والكدمات والخدوش من خلال التطبيق الموضعي. فيتامين E هو أحد مضادات الأكسدة القوية التي تحارب الجذور الحرة، وتعزز صحة الخلايا لإعادة بناء الجلد المتضرر من الجروح.
طرق استخدام زيت الكاميليا
يستخدم زيت الكاميليا تقليديًا كزيت بسيط للوجه، ويمكن وضعه مباشرة على الوجه للحصول على فوائد تنعيم البشرة وتنشيطها، أو استخدامه يوميًا كمزيل لطيف للمكياج ومنظف زيتي.
لصنع زيت ليلي مضاد للشيخوخة للوجه؛ يمكن استخدام هذه الوصفة:
- ضع 10 ملاعق كبيرة من زيت الكاميليا في وعاء زجاجي.
- تليها 3 قطرات من زيت اللبان العطري.
- 3 قطرات من زيت اللافندر العطري.
- قطرتان من زيت إبرة الراعي العطري.
- قم بتحريك المكونات لخلط المكونات معًا، ثم قم بتغطية الوعاء بإحكام. ضعه على وجه نظيف واترك الزيت يمتص بالكامل قبل النوم.
ويعمل كبلسم طبيعي يُترك على الشعر، فهو يعمل على ترويض التجعيد، وتنعيم الأطراف المتقصفة، وإضافة لمعان غني ولامع.
بالنسبة للشعر الجاف، يمكن استخدام الزيت كعلاج ما قبل الغسيل الذي يساعد على تغذية الخيوط مع تجنب الجفاف والهشاشة الناتجة عن الغسيل والشامبو التقليدي.
للقيام بذلك، ما عليك سوى قسم الشعر باستخدام مشط وتدليك جزء بحجم عملة معدنية من زيت الكاميليا على فروة الرأس، وخصلات الشعر والأطراف. اتركيه لمدة 15-30 دقيقة على الأقل قبل شطفه وغسله بالشامبو والبلسم كالمعتاد.
بمجرد أن يجف الشعر، يمكن وضع القليل من زيت الكاميليا مرة أخرى للقضاء على التجعيد والمساعدة في التصفيف وإضافة اللمعان، وجعل الشعر أكثر سهولة في التصفيف.
نظرًا لخصائصه العلاجية، يعد زيت الكاميليا مكونًا ممتازًا لمنتجات العناية بالشعر والعلاجات التي تستهدف الشعر الجاف والتالف. لصنع قناع بسيط وفعال لإصلاح الشعر، ضعي ملعقتين كبيرتين من زيت الكاميليا، وملعقتين كبيرتين من العسل، وملعقتين صغيرتين من سائل فيتامين E في وعاء مقاوم للحرارة.
في غلاية مزدوجة أو حمام مائي، قم بتسخين المكونات بلطف وامزجها بالخفّاق حتى يخفف العسل من قوامه ويندمج بالكامل. بمجرد أن يبرد الخليط بشكل مناسب، ضع القليل من الماء من جذور الشعر إلى الأطراف، ثم ضع القناع ومشطه بمشط واسع الأسنان. يترك لمدة نصف ساعة قبل غسل الشعر كالمعتاد.
يمكن إجراء علاج الشعر بزيت الكاميليا مرة واحدة في الأسبوع للحصول على شعر أكثر نعومة ولمعانًا وصحة.
يستخدم زيت الكاميليا كزيت للجسم بعد الاستحمام، ويساعد على الاحتفاظ بالرطوبة، ويشتهر بأنه يساعد على منع أو تلاشي الندبات، ودرجات اللون غير المتساوية، وعلامات تمدد الجلد، وغيرها من مشاكل نسيج الجلد.
يمكن أيضًا دمجه في منتجات ومستحضرات شد البشرة لدعم تقليل السيلوليت والجلد المترهل وأمراض الجلد الناضجة. لصنع لوشن شد الجسم بالكاميليا الخاص بك، اجمع 75 غرامًا من زيت الكاميليا مع 25 غرامًا من الشمع المستحلب، و25 غرامًا من زبدة الشيا، و15 غرامًا من حمض دهني في حاوية مقاومة للحرارة.
في وعاء آخر مقاوم للحرارة، اسكب 352.5 غرامًا من الماء المقطر، وقم بتسخين كلا الوعاءين (يمكنك استخدام غلاية مزدوجة أو حمّام مائي) لمدة 20 دقيقة تقريبًا حتى يذوب الشمع والزبدة والزيوت تمامًا، وتصل مرحلة الماء إلى نقطة الغليان.
بعد ذلك، صُب الماء في الزيوت والزبدة والشمع المذاب، وامزج جيدًا، استمر في الخلط أو التحريك حتى تبرد التركيبة. بمجرد أن يبرد، يمكنك إضافة 2.5 غرام من مادة حافظة واسعة النطاق، و5 غرامات من مزيج الزيوت العطرية أو مزيج السيلوليت التآزري من NDA. تُخلط جيدًا وتُصب في وعاء من اختيارك، استخدِم حسب الحاجة.
بالنسبة لأولئك الذين يرغبون في تقوية أو تجميل الأظافر التي تعاني من التقشير أو الكسر أو الانقسام المتكرر، فإن التدليك اليومي لمنطقة الظفر والبشرة مع بضع قطرات من زيت الكاميليا الناقل يمكن أن يكون علاجًا رائعًا لتكييف الأظافر.
وبدلاً من ذلك، يمكنك صنع مصل تقوية الأظافر بنفسك عن طريق خلط 5 مللترات من زيت الكاميليا الناقل، 4-5 مللترات من زيت الخروع الناقل، 3 قطرات من زيت شجرة الشاي، زيت عطري وقطرتان من زيت إكليل الجبل العطري. ضع 1-2 قطرة من هذا المصل يوميًا على الأظافر والبشرة، كرر ذلك كلما دعت الحاجة.
للاستفادة من آثار زيت الكاميليا في إزالة السموم والمضادة للالتهابات، يمكن استخدامه خارجيًا كزيت تدليك مهدئ ومريح، يتضمن مزيج التدليك الموصى به 30 مللترًا من زيت الكاميليا، وملعقة صغيرة من سائل فيتامين E، و3 قطرات من زيت الأوكالبتوس العطري، و5 قطرات من زيت الزنجبيل العطري، وقطرتين من زيت الكركم العطري. يشتهر هذا المزيج بتخفيف آلام الجسم وتحسين عملية الهضم وتخفيف الالتهاب.
استخدام زيت الكاميليا للطبخ
كما ذكرنا سابقًا، يُستخدم زيت الكاميليا بشكل شائع كبديل لزيت الزيتون في طرق الطهي، فنكهته خفيفة جدًا، لذا يجب ألا تتعارض مع النكهات الأخرى للطبق الذي يتم طهيه. يمكن استخدام زيت الكاميليا بعدة طرق، لأنه غالبًا ما يعزز النكهات الأخرى، ويسمح للمكونات الطازجة بالتألق بنكهات أكثر قوة.
يمكنك دهن اللحوم بالزيت قبل الطهي للمساعدة في الاحتفاظ بالرطوبة أثناء خبزها. يمكنك أيضًا استخدامه بدلًا من زيت الزيتون أو الزبدة للمساعدة في منع الطعام من الالتصاق بالمقالي أو شرائح الخبز.
في حين أنه من الممكن بالتأكيد استخدام زيت الكاميليا كبديل للزبدة أو أنواع أخرى من الدهون الصلبة في الوصفات، فإنه قد يؤثر على قوام النتيجة النهائية. من المفترض أن تساعدك تجربة نسبة السوائل إلى المكونات الجافة في مثل هذه الوصفات على تحقيق ملمس مشابه لتلك التي يمكن تحقيقها باستخدام الوصفة الأصلية.
الخلاصة:
يظهر زيت الكاميليا في مستحضرات العناية بالبشرة والعناية بالشعر والأظافر والمكياج المتميزة بسبب فوائده التجميلية، وجاذبيته وتاريخه الغريب. إنه مناسب لمجموعة واسعة من التطبيقات، ويُستخدم بشكل بارز لخصائصه الفريدة في الترطيب، ومكافحة الشيخوخة، والتصالحية، والتهدئة، والتقوية، وتجديد الشباب وحتى الطبخ.
المصادر:
