الداء البطني "السيلياك" هو أحد الأمراض المناعية الوراثية، ويحدث نتيجة الحساسية الزائدة التي تصيب الأمعاء بسبب مادة الجلوتين التي تحتويها بعض المواد الغذائية، وهي أحد أنواع البروتينات الموجودة عادة في القمح والشعير، وهي التي تعطي هذه الحبوب خاصية اللزوجة والتمدد والانتفاخ للعجين.
اقــرأ أيضاً
الجهاز المناعي للإنسان من أهم وأعقد الأجهزة في الجسم، حيث يتعرف على الأجسام الغريبة ويهاجمها، ولكنه يتعرف على أنسجة الجسم ويستثنيها من أي هجوم، ولكن في حالة الإصابة بالمرض المناعي، فإن الجسم يهاجم نفسه، معتقدا أنه جسم غريب، فتظهر الأعراض المرضية المختلفة تبعا للجزء الذي تعرض للهجوم.
وفي مرض السيلياك يقوم الجهاز المناعي بمهاجمة الأهداب أو الزوائد الموجودة في بطانة الأمعاء الدقيقة، وهي الزوائد المسؤولة عن امتصاص الأغذية المختلفة، فتلتهب هذه الزوائد وتتورم، وبمرور الوقت تضمر وتفقد وظيفتها الأولى والأهم وهي الامتصاص.
وفقد القدرة على امتصاص المواد الغذائية يؤدي إلى الضعف العام مع الأعراض الأخرى المرافقة لهذا الاضطراب، ولا يحدث أي من ذلك إلا عند تناول المصاب مواد غذائية تحوي مادة الجلوتين.
* متى يظهر مرض السيلياك؟
يظهرعادة هذا المرض عند الأطفال من سن 6 أشهر وحتى سنتين، أي بعد إدخال القمح في طعام الطفل، ولكن في بعض الحالات قد يتأخر ظهوره إلى سن المراهقة وأحيانا بعد ذلك.
وقد لا تظهر أعراض المرض إلا بعد حدث هام في حياة الطفل، كتغيير المدرسة أو مرض شديد أو حادث أليم وكذلك الحمل، أي أن العوامل النفسية تؤدى إلى سرعة ظهوره. وللأسف تمر الكثير من الحالات بدون تشخيص، سواء فى عيادات الأطفال والجهاز الهضمى، أو فى العيادات النفسية، نظرا لتشابه أعراضه مع كثير من الأمراض الأخرى.
* طيف واسع من الأعراض
يمكن أن نقسم الأعراض بحسب السن كالآتي:
أولا: في الأطفال الصغار
- انتفاخ فى البطن مع إسهال وألم.
- فقر الدم.
- لين عظام.
- التوتر وكثرة البكاء.
- عدم القدرة على زيادة الوزن بالقدر الطبيعى.
ثانيا: في الأطفال الكبار
- قصر القامة.
- تأخر البلوغ.
- آلام البطن والإسهال.
ثالثا: في الكبار
- أعراض مشابهة للقولون العصبي، منها آلام في البطن - إسهال شحمى - انتفاخ وغازات.
- فقر الدم.
- هشاشة العظام ومشاكل الأسنان.
- تعب وإرهاق متكرر.
- عصبية واكتئاب.
- الطفح الخشن وقشرة الرأس وقروح الفم.
- الصداع والصداع النصفي.
* تشخيص المرض
يشخص المرض بأربع طرق
- أولا: بالأعراض المصاحبة له المذكورة سابقاً.
- ثانيا: عن طريق فحوصات الدم، حيث يرتفع معدل الأجسام المضادة للجلوتين.
- ثالثا: في حال الاشتباه بوجود المرض، يمكن أن تؤخذ عينة صغيرة من النسيج المعوي وفحصها للتأكد من تلف الأهداب.
- رابعا: وجد أن أفضل طرق التشخيص هي تجربة استبعاد الجلوتين gluten elimination test من الغذاء بنسبة 100٪ لفترة أقلها أربعة أسابيع، ثم إعادة إدخاله مع ملاحظة أثر عودته للغذاء، فتحسن الأعراض بعد استبعاد الجلوتين من النظام الغذائي ثم عودتها بعد الإرجاع يعتبر دليلاً قاطعاً على الإصابة بالمرض.