إساءة استخدام المضادات الحيوية
من أنواع الجراثيم المقاومة للمضادات الحيوية هي سلالات من جرثومة السل strain of tuberculosis المسببة لمرض السل المقاوم للعقاقير، وكذلك المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للمثيسيلين (Methicillin-resistant Staphylococcus aureus (MRSA، خاصة عند الأطفال والرضع.
كما أن الإفراط في علاج العدوى باستخدام الأدوية الكيميائية يؤدي إلى قتل البكتيريا الطبيعة النافعة في الأمعاء خاصة، ما ينتج عنه اضطرابات في الأمعاء. ويمكن إعادة التوازن للأمعاء وإصلاح هذا الخلل عن طريق تناول البروبيوتيك (propiotic) التي تعيد نمو البكتيريا النافعة (normal flora) لمستواها الطبيعي. لكن الدراسات الحديثة ومن عدة مصادر، أثبتت أن البكتيريا النافعة في الأمعاء قد يتغير مستواها بشكل دائم نتيجة استخدام الأدوية، خاصة المضادات الحيوية الكيميائية، وقد يستمر هذا التغير على الأقل لعدة سنوات.
بعض أصناف المضادات الحيوية الطبيعية
في نهاية المطاف، فإن العلاجات المعتمدة على المضادات الحيوية يجب وصفها فقط واستخدامها تحت إشراف الطبيب في الحالات التي تحتاج إلى ذلك بشكل مؤكد، أما بالنسبة للعدوى العادية التي لا تهدد الحياة مثل البرد ومضاعفات الرشح والعدوى التي تصيب الجلد والجيوب الأنفية، فإن الطبيعة توفر بعض البدائل القوية والفعالة.
من المضادات الحيوية الطبيعية ما يلي:
1) زيت الأوريغانو أو الزعتر (oregano oil):
هناك أكثر من 40 نوعًا مختلفًا من الزعتر، لكن الأفضل والأقوى كتأثير علاجي مضاد للعدوى هو الزعتر البري، وهو أحد المضادات الحيوية الطبيعية ، ومن استخداماته:
علاج فطريات القدم والأظافر:
ضع مقدار ملعقة طعام من زيت الأوريغانو في كمية قليلة من الماء وانقع قدميك فيها، كما يمكن تخفيف زيت الأوريغانو بوضع قطرة منه في ملعقة كبيرة من زيت الزيتون، وقم بدهن الخليط مباشرة على الأظافر والجلد.
علاج الطفيليات والالتهابات:
خفف الزيت، كما تم التوضيح في السابق، وضع الخليط تحت لسانك، واتركه لعدة دقائق قليلة ثم تخلص منه، وكرر هذه العملية على الأقل 4 مرات يوميًا.
علاج الجيوب الأنفية:
ضع قطرات قليلة من زيت الأوريغانو في ماء مغلي وقم باستنشاق البخار.
2) الفلفل الحار
يعد من التوابل القوية ومن المضادات الحيوية الطبيعية التي استخدمت لآلاف السنين، لخصائصه العلاجية القوية وتأثيره المضاد للعدوى، وهذه الفائدة ليست مجرد استخدام شعبي قديم، بل إن تأثيره المضاد للعدوى واستخدامه كمضاد حيوي قد تم إثباته علميًا.
الفلفل فعال بشكل خاص في علاج التهابات الفرج المهبلية الشائعة لدى النساء، فقد وجدت دراسة أن زيت الفلفل فعال كمضاد للفطريات والبكتيريا المسببة لهذه الحالة. ويجب التنويه بأنه يجب تخفيف زيت الفلفل مع زيت الزيتون، لأن زيت الفلفل له تأثير حارق عند ملامسته للجلد في بداية الأمر. كما أن الفلفل يصلح للاستخدام المنزلي للقضاء على البكتيريا التي تصيب الحلق.
3) مستخلَص بذور الجريب فروت (الكرفوت):
يعتبر مستخلص بذور الجريب فروت من المضادات الحيوية الطبيعية الفعالة بشكل كبير في مواجهة كثير من مسببات العدوى، وأثبتت دراسة أن قطرة مركزة من مستخلص بذور الجريب فروت تم اختبارها كمضاد لعدد من أنواع البكتيريا الموجبة والسالبة لصبغة الجرام، وقد تم اعتماده كمضاد حيوي موضعي، فقد تم استخدامه بشكل فعال في مكافحة الثآليل كعلاج منزلي.
4) الثوم:
ضمن جميع المضادات الحيوية الطبيعية يعتبر الثوم هو المفضل على الصعيد الشخصي، ويصلح للاستخدام الداخلي، والسبب يعود إلى أنه يمتلك القدرة على قتل مسبب المرض، وليس فقط البكتيريا، ولكن أيضًا الفطريات والفيروسات دون إلحاق الضرر بالبكتيريا الطبيعية النافعة الموجودة في الأمعاء.
- يحتوي الثوم على مكونات كيميائية نباتية (phytochemicals)، بالإضافة إلى عنصر الكبريت الذي يقوم بالارتباط بالعناصر الثقيلة السامة مثل الرصاص والكادميوم استعدادًا لإخراجها من الجسم.
- يمتلك الثوم خصائص مضادة للبكتيريا والفطريات وكذلك الفيروسات.
- يحفز نمو البكتيريا النافعة في الأمعاء عن طريق عمله كبروبيوتيك أي محفز حيوي (propiotic).
- يساعد الثوم في منع الدهون من الأكسدة.
- يعمل الثوم كمضاد قوي للأكسدة، ويساعد على منع تلف الحمض النووي (DNA) وتدميره.
- يحمي من التلف الناتج عن التعرض للإشعاعات المختلفة وأشعة الشمس.
- الثوم فعال ضد الديدان والطفيليات.
- له فوائد عديدة في الهضم.
- غني بالعديد من المواد الغذائية لأنه يحتوي على الفيتامينات (C,B1,B2,B3)، وبعض المعادن مثل الكالسيوم، والحديد، وحمض الفوليك، والمغنيسيوم، والمنغنيز، والفسفور، والبوتاسيوم، والسيلينيوم، والزنك، كما يحتوي على مواد كيميائية نباتية، مثل الأليسين (allicin)، والبيتا كاروتين (beta carotene)، والبيتا سيتوستيرول (beta sitosterol)، وحمض الكافيين (caffeic acid)، والروتين (rutin)، والستغماستيرول (stigmasterol)، والصابونين (saponin).
منقوع الثوم
يعتبر الأليسين الموجود في الثوم مكونًا قويًا وفعالًا كمضاد حيوي ضد المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للمثيسيلين (MRSA)، والتي تعد من أشهر أنواع البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية. ومن الاستخدامات المنزلية الشائعة استخدام منقوع الثوم في زيت الزيتون لعلاج التهابات الأذن والالتهابات الخارجية الأخرى. زيت الثوم آمن للأطفال، ويمكن استخدام عدة قطرات بشكل يومي لتخفيف شمع الأذن المتراكم. يتم تحضيره منزلياً بهذه الطريقة:
- يتم هرس فص واحد من الثوم ونقعه في ملعقة أو ملعقتين من زيت الزيتون البكر.
- يترك لمدة 30 دقيقة.
- يتم تدفئة الخليط قليلًا عن طريق وضعه في ماء دافئ مع تجنب تسخينه إلى درجات حرارة عالية، والتي قد تسبب فقدان الفوائد الطبيعية.
- استخدم عدة قطرات من هذا المزيج الدافئ في كل أذن للتخلص من الالتهاب والعدوى البكتيرية وألم الأذن.
5) الزنجبيل:
أثبتت الدراسات أن الزنجبيل الطازج يعتبر من المضادات الحيوية الطبيعية ضد مسببات الأمراض التي تنتقل عن طريق الغذاء، مثل السالمونيلا (salmonella )، واللستيريا (listeria)، وجرثومة المعدة الكامبيلوباكتر (campylobacter). كما أن الزنجبيل الطازج يزيد من إنتاج حمض المعدة، وبالتالي يساعد في التخفيف من عسر الهضم. لذلك إذا كنت ذاهبًا لتناول طعام نيء من المحتمل أن ينقل لك الأمراض، كالسوشي أو المحار، يوصى بتناول الزنجبيل الطازج والاستفادة منه كمضاد حيوي وقائي.
6) مستخلص أوراق الزيتون:
يجهل العديد من الناس فوائد مستخلص أوراق الزيتون كأحد المضادات الحيوية الطبيعية. وجدت الدراسات التي أجريت على مستخلص أوراق الزيتون أنها تمتلك خصائص شفائية ضد الملاريا، كما أثبتت قدرتها على خفض الحرارة، وتخفيف الحمى في الوعكات الصحية الشديدة.
وخلال القرن الأخير من الزمن تم عزل مادة oleuropein من ورق شجرة الزيتون التي يرجع لها الفضل في خصائص هذه الشجرة المقاومة للأمراض. كما أثبتت الدراسات أن حمض الأيلينوليك (elenolic acid)، وهو أحد مكونات الـoleuropein، يعتبر مضادًا حيويًا طبيعيًا واسع الطيف ضد ليس فقط البكتيريا، ولكن أيضا الفطريات والفيروسات.
7) الكركم:
الكركم عبارة عن توابل تستخدم في الطهي على نطاق واسع في الهند، وقد تم استخدامه عبر التاريخ منذ عدة قرون.
وقد أثبتت الطبيبة كيلي بروجان Kelly Brogan، في أبحاثها، أن مادة الكركمين (curcumin) الموجودة في الكركم لها خصائص فعالة مضادة لجرثومة المعدة Helicobacter pylori، وهي جرثومة المعدة الحلزونية الأشهر المسببة لقرحة المعدة، إذ يقوم الكركمين بإصلاح أي تلف في المعدة نتج عن هذه العدوى. كما أن الكركم يمتلك فعالية عالية في علاج الأعراض الناتجة عن الحساسية الأنفية والحمى.
8) النبتة القنفذية (Echinacea):
النبتة القنفذية عبارة عن نوع من الأعشاب تستخدم بشكل واسع لمحاربة العدوى، وخضعت لأبحاث علمية على نطاق واسع. تستخدم النبتة القنفذية في محاربة العدوى المسببة لأعراض البرد، والعدوى التي تصيب الجهاز التنفسي العلوي. كما تستخدم ضد أنواع أخرى من العدوى، مثل الرشح، وعدوى مجرى البول، والعدوى المهبلية التي تحدث بسبب الفطريات، وتسمم الدم الجرثومي، والتهاب اللوزتين وأمراض اللثة.
9) العسل
يعتبر العسل مضادًا حيويًا فعالًا ذا فوائد عظيمة، كما يعتبر عسل المانوكا، الذي يتم إنتاجه في نيوزيلندا، أفضل أنواع العسل الذي يمتلك خصائص مضادة للعدوى. في عام 2017 اعتمدت منظمة الغذاء والدواء العالمية عسل المانوكا لتضميد الجروح، والمدهش في هذا العسل أنه عبارة عن غذاء أيضًا.
ويتم استخدام عسل المانوكا بشكل جيد في العدوى التي تصيب الجلد، كما يمكن استخدامه للعدوى الداخلية، كما أثبت فعاليته في تقليل التجاويف التي تسببها البكتيريا في الأسنان. ووفقًا للطبيبة ميركولا Mercola، فقد أثبتت التجارب السريرية (clinical trials) أن عسل المانوكا فعال ضد أكثر من 250 سلالة من البكتيريا، ومنها:
- البكتيريا المكورة الذهبية العنقودية المقاومة للميثيسيلين MRSA (Methicillin-resistant Staphylococcus aureus).
- البكتيريا المكورة الذهبية العنقودية الحساسة للمثيسيلين MSSA (Methicillin-sensitive Staphylococcus aureus).
- البكتيريا المكورة المعوية المقاومة للفانكوميسين (VRE (vancomycin-resistant enterococci.
- جرثومة المعدة H.pylori المسببة لقرحة المعدة.