مساء الخير عايزه اسأل حضرتك أعرف منين أنا سوية ولا منقذ، يعني أنا مثلا بشرح لصحابي الكورسات اللي فادتني في الحياه عشان أنور لهم زي ما كنت أنا محتاجه حد ينور لي الطريق، هل أنا كده منقذ؟ أنا عايزه أكون سوية، أتأكد إزاي أعمل إيه
أختي دينا..
أشكرك على سؤالك الذي اخترت الإجابة عنه لأهميته الشديدة..
دور المنقذ هو أحد الأدوار الحياتية التي تبدو من خارجها لطيفة وجميلة ومفيدة، لكنها في حقيقتها مؤذية ومشوهة وغير سوية. حيث يقوم أحد الأشخاص باختيار كل من هو ضعيف أو عاجز أو محتاج ويقدم له النصح والعون والحنان والاهتمام..
أعلم ما يدور بذهنك وذهن كل من قرأ المقطع السابق.. فأنا أصف شيئاً طيباً ومرغوباً فيه، بل ويشجعننا ديننا عليه أيضاً.. لكن.. هناك خدعة ما في الأمر.. الذي بدأت كلامي وقلت إنه يبدو لطيفاً، وجميلاً، ومفيداً..
المنقذ يرغب طوال الوقت (بشكل واع أو غير واع) في أن يعتمد الطرف الآخر عليه.. ولا يستغني عنه أبداً.. ولو حدث، يبحث عن غيره بأي طريقة.
المنقذ يود أن يظل كل من حوله صغاراً محتاجين ضعفاء، لا أن يكبروا وينضجوا ويقل احتياجهم له.. لأنه بذلك سيفقد دوره..
المنقذ -بعد برهة- يمتلك الطرف الآخر (الضحية) تماماً، حتى يصير بالنسبة له إلهاً معبوداً من دون الله.
المنقذ لا يستطيع الحياة بدون وجود (ضحية) تحتاجه وتصبو إليه.. وإن لم يجدها، فهو أحياناً يبحث عنها، بل وأحياناً أخرى يصنعها..
المنقذ أسلوب حياة، وليس موقفاً أو اثنين.. هو سيناريو حياتي كامل يحتاج دائماً لوجود (جانٍ) و(ضحية)، حتى يكتمل..
اسألي نفسك عن كل الصفات السابقة.. وستظهر لك الإجابة عن سؤالك..