26 يناير 2021
مطلقة ووالدتي النرجسية تفضل إخوتي الذكور
أنا مطلقة عندي 40 سنة وعندي ولد في الثانوية العامة وبنت.. وللأسف أمي نرجسية وبتفضل إخواتي عني وأنا منفصلة من 12 سنة، ودمرت حياتي مخلتنيش أعمل أي حاجة في حياتي لدرجة أني بكرهها هي وإخواتي، فبعدت عنها بالرغم من قربها في السكن. هل ده صح أم خطأ؟
السائلة العزيزة؛
لا أعلم من أين علمت أن والدتك شخصية نرجسية؟ هل تعرفت على ذلك من مشاهدة بعض الفيديوهات التي تتحدث عن الشخصية النرجسية من متخصصين موثوقين، أم من خلال كتب قرأتها؟ أم من خلال ممارسات حياتية عشتها معها ووجدت تصرفات تنتمي لهذا الاضطراب المزعج؟ كأن تتعمد تكسير أطواق النجاة لك، أو تشويهك مثلاً؟ أو ما شابه..
اقــرأ أيضاً
هل تفريقها بينك وبين إخوتك هو دليلك الوحيد على ذلك؟ أم من خلال طبيب نفسي خضعت للعلاج معه والدتك؟؛ فالشخصية النرجسية فعلا، حين يتم تشخيصها من متخصص نفسي "حين تكون أماً"، تحدث مأساة حقيقية لدى أولادها يا صديقتي..
لذا أرجو أن يكون هذا التشخيص من جهة موثوقة وليس مجرد تخمينات قوية، أو تفسيرات قد تحمل احتمالات أخرى لا يدركها إلا المتخصص الذي درس تلك الاضطرابات التي تتوغل في شخصية الإنسان، ومن خلال العديد من المرضى الذين مروا على هذا المعالج حتى يتمكن من هذا التشخيص الخطير.
اقــرأ أيضاً
لذا التأكد من هذا التشخيص، والذي ستكون من ضمنه درجة تلك النرجسية؛ لأنها درجات تبدأ بدرجة يمكن التعامل معها وتنتهي بدرجة في منتهى الصعوبة تحول دون البقاء في سلام نفسي، خاصة أننا وجدنا أن من يحمل اضطرابا في الشخصية لا يحمل اضطرابا واحدا ابدا، فمن لديه اضطراب في الشخصية يحمل على الأقل اضطرابين آخرين معه، ولكن أيضاً بدرجات متفاوتة، حيث يطغى أحدها على الباقي فيتم التشخيص على أساس الاضطراب الأقوى المحرك في الشخصية.
لذا وقفت كثيرا عند التشخيص وأهمية التأكد منه؛ فليست كل صعوبة في التواصل اضطرابا في الشخصية يا صديقتي، وبناء عليه، إن كان لديها هذا الاضطراب؛ فالبعد عنها في غاية الأهمية، ولكن ما هو المقصود بالبعد، وكيفية تنفيذه هو ما يحتاج لوعي كبير منك وتفهم عال.. فالبعد ليس بالمكان ولكن بالبعد النفسي عن كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة التي سيتم استخدامها معك حين تقررين البعد.
اقــرأ أيضاً
وهنا البعد المقصود به هو تلقي تلك الوسائل بنفسية تختلف تماماً عن النفسية السابقة التي تتأثر جداً، وتحاول بكل الطرق إرضاءها، والاهتزاز والشك في النفس اللذين يغمران من يتعامل مع تلك الشخصية الصعبة، والعمل الجاد على قطع كل طرق التوصل إلى معلومات، سواء علاقات أم أماكن أم مواقف، عنها تماما تخصك، أو تخص أولادك؛ لأن تلك المعلومات هي مناطق الخطر على الشخص الذي يتعامل مع النرجسي..
وهنا اقولها بوضوح تام أنك ستتعاملين هكذا مع الجزء المريض التي تحمله والدتك، وهذا يعني أنها ليست كلها شخصا مريضا، وكلما تمكنت من الفصل بين هذين الجزأين في التعامل معها؛ كلما طمأنت نفسك على نفسك أمام مشاعر الذنب، أو القلق الذي قد يعلو بداخلك؛ فتوقفين كل طرق المعلومات عنها، ولكن تتحدثين وتتواصلين معها في الأمور العامة في الحياة، أو ما يتضمنه مثلاً عالم النساء كالطبخ وما شابه، وكلما حوَّلت دفة الحديث إلى نقد، أو تقريع، أو غيره، كفي عن مواصلة الحديث وانهيه بلطف من دون جدال؛ ليصل قدر الإمكان إليها أنك فقط تسألين عنها ولكنك لن تقبلي تطور الحديث بينكما إلى أي إساءة تخصك، أو تخص أي شيء، أو شخص يهمك..
اقــرأ أيضاً
وأعلم أن ما أقترحه عليك لن يتفهمه إلا المتخصص الذي يعرف كيف هي الشخصية النرجسية، أو من اكتوى بنار الحياه معها، وأعلم كذلك أن هناك صعوبة كبيرة في ما يخص أمر الله لنا ببر الوالدين والأم بشكل خاص، ولكن هناك عناوين أكبر من البر في ما أمرنا الله به تعالى تحتاج منا الموازنة الرشيدة، وأقصد هنا لا ضرر ولا ضرار، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ودرء المفسدة مقدم على جلب المصلحة وأنت التي ستحددين تلك التفاصيل يا صديقتي..
ويبقى أمران مهمان للغاية، وهو أن ما اقترحته يتطلب بالأساس متانة نفسية ووعي كبير بنفسك وتغيير قبل ممارسة ما قلته حتما وبلا أي جدال، وهذا يتطلب في غالب الأحوال، إن لم يكن في جميعها، التواصل مع متخصص نفسي ماهر يعلمك عن نفسك ما تحتاجين لتغييره؛ لتتمكني من القيام بما قلته بشكل واضح واع مستقر، وكذلك التركيز على حياتك وما تفعلين فيها كأم وامرأة بعيدا عن مركز التعب في علاقتك بوالدتك؛ فوالدتك جزء مهم من حياتك، ولكنها ليست كل الحياة وهو ما يجب عليك التركيز فيه، كأني أريد أن أقول: التواصل مع متخصص للتأكد من التشخيص ولك أنت إن تم تأكيد التشخيص، ثم ممارسة التواصل المناسب معها والتركيز على حياتك أنت، دمت بخير.
لا أعلم من أين علمت أن والدتك شخصية نرجسية؟ هل تعرفت على ذلك من مشاهدة بعض الفيديوهات التي تتحدث عن الشخصية النرجسية من متخصصين موثوقين، أم من خلال كتب قرأتها؟ أم من خلال ممارسات حياتية عشتها معها ووجدت تصرفات تنتمي لهذا الاضطراب المزعج؟ كأن تتعمد تكسير أطواق النجاة لك، أو تشويهك مثلاً؟ أو ما شابه..
هل تفريقها بينك وبين إخوتك هو دليلك الوحيد على ذلك؟ أم من خلال طبيب نفسي خضعت للعلاج معه والدتك؟؛ فالشخصية النرجسية فعلا، حين يتم تشخيصها من متخصص نفسي "حين تكون أماً"، تحدث مأساة حقيقية لدى أولادها يا صديقتي..
لذا أرجو أن يكون هذا التشخيص من جهة موثوقة وليس مجرد تخمينات قوية، أو تفسيرات قد تحمل احتمالات أخرى لا يدركها إلا المتخصص الذي درس تلك الاضطرابات التي تتوغل في شخصية الإنسان، ومن خلال العديد من المرضى الذين مروا على هذا المعالج حتى يتمكن من هذا التشخيص الخطير.
لذا التأكد من هذا التشخيص، والذي ستكون من ضمنه درجة تلك النرجسية؛ لأنها درجات تبدأ بدرجة يمكن التعامل معها وتنتهي بدرجة في منتهى الصعوبة تحول دون البقاء في سلام نفسي، خاصة أننا وجدنا أن من يحمل اضطرابا في الشخصية لا يحمل اضطرابا واحدا ابدا، فمن لديه اضطراب في الشخصية يحمل على الأقل اضطرابين آخرين معه، ولكن أيضاً بدرجات متفاوتة، حيث يطغى أحدها على الباقي فيتم التشخيص على أساس الاضطراب الأقوى المحرك في الشخصية.
لذا وقفت كثيرا عند التشخيص وأهمية التأكد منه؛ فليست كل صعوبة في التواصل اضطرابا في الشخصية يا صديقتي، وبناء عليه، إن كان لديها هذا الاضطراب؛ فالبعد عنها في غاية الأهمية، ولكن ما هو المقصود بالبعد، وكيفية تنفيذه هو ما يحتاج لوعي كبير منك وتفهم عال.. فالبعد ليس بالمكان ولكن بالبعد النفسي عن كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة التي سيتم استخدامها معك حين تقررين البعد.
وهنا البعد المقصود به هو تلقي تلك الوسائل بنفسية تختلف تماماً عن النفسية السابقة التي تتأثر جداً، وتحاول بكل الطرق إرضاءها، والاهتزاز والشك في النفس اللذين يغمران من يتعامل مع تلك الشخصية الصعبة، والعمل الجاد على قطع كل طرق التوصل إلى معلومات، سواء علاقات أم أماكن أم مواقف، عنها تماما تخصك، أو تخص أولادك؛ لأن تلك المعلومات هي مناطق الخطر على الشخص الذي يتعامل مع النرجسي..
وهنا اقولها بوضوح تام أنك ستتعاملين هكذا مع الجزء المريض التي تحمله والدتك، وهذا يعني أنها ليست كلها شخصا مريضا، وكلما تمكنت من الفصل بين هذين الجزأين في التعامل معها؛ كلما طمأنت نفسك على نفسك أمام مشاعر الذنب، أو القلق الذي قد يعلو بداخلك؛ فتوقفين كل طرق المعلومات عنها، ولكن تتحدثين وتتواصلين معها في الأمور العامة في الحياة، أو ما يتضمنه مثلاً عالم النساء كالطبخ وما شابه، وكلما حوَّلت دفة الحديث إلى نقد، أو تقريع، أو غيره، كفي عن مواصلة الحديث وانهيه بلطف من دون جدال؛ ليصل قدر الإمكان إليها أنك فقط تسألين عنها ولكنك لن تقبلي تطور الحديث بينكما إلى أي إساءة تخصك، أو تخص أي شيء، أو شخص يهمك..
وأعلم أن ما أقترحه عليك لن يتفهمه إلا المتخصص الذي يعرف كيف هي الشخصية النرجسية، أو من اكتوى بنار الحياه معها، وأعلم كذلك أن هناك صعوبة كبيرة في ما يخص أمر الله لنا ببر الوالدين والأم بشكل خاص، ولكن هناك عناوين أكبر من البر في ما أمرنا الله به تعالى تحتاج منا الموازنة الرشيدة، وأقصد هنا لا ضرر ولا ضرار، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ودرء المفسدة مقدم على جلب المصلحة وأنت التي ستحددين تلك التفاصيل يا صديقتي..
ويبقى أمران مهمان للغاية، وهو أن ما اقترحته يتطلب بالأساس متانة نفسية ووعي كبير بنفسك وتغيير قبل ممارسة ما قلته حتما وبلا أي جدال، وهذا يتطلب في غالب الأحوال، إن لم يكن في جميعها، التواصل مع متخصص نفسي ماهر يعلمك عن نفسك ما تحتاجين لتغييره؛ لتتمكني من القيام بما قلته بشكل واضح واع مستقر، وكذلك التركيز على حياتك وما تفعلين فيها كأم وامرأة بعيدا عن مركز التعب في علاقتك بوالدتك؛ فوالدتك جزء مهم من حياتك، ولكنها ليست كل الحياة وهو ما يجب عليك التركيز فيه، كأني أريد أن أقول: التواصل مع متخصص للتأكد من التشخيص ولك أنت إن تم تأكيد التشخيص، ثم ممارسة التواصل المناسب معها والتركيز على حياتك أنت، دمت بخير.
