ما سبب احمرار براز الطفل بدون علامات أخرى؟

الأخ الفاضل؛

تحية طيبة وبعد..

بداية، ذكرت احمرارا بالبراز مع سيولة أو رخاوة بالبراز بعد تناول مشتقات الألبان، وأيضا ذكرت أخي الكريم أن هذا يحدث للمرة الأولى علما أن طفلتك قد تناولت قبلا نفس الطعام دون أعراض. لذلك، من الغالب أن ما حصل هو أمر عرضي، أما إذا تكرر الموضوع وخاصة بوجود التهاب متكرر بمنطقة الحفاض، فقد تكون له علاقة إما بالتحسس للبروتين الحليب البقري وهو ما أستبعده كون طفلتك كانت تأكل الزبادي والرز بلبن قبلا دون مشاكل. أما الأمر المحتمل الآخر وهو الغالب أن طفلتك تعاني من عدم تحمل سكر اللاكتوز الخفيف ولذلك يتكرر لديها احمرار الحفاض. 

وعدم تحمل سكر اللاكتوز هو حالة نادرة تنتج عن أن خلايا الأمعاء تعاني من نقص انزيم اللاكتاز الذي يفكك ويهضم سكر اللاكتوز والذي هو السكر الأساسي بالحليب ومشتقاته، وعندما لا يتم هضم سكر اللاكتوز داخل الأمعاء بشكل كاف يتخمر السكر  وينتج حموضة عالية مما يؤدي لبراز سائل حامض مخرشا الجلد بمنطقة الحفاض. وقد يكون البراز مدمى بكلتا الحالتين: تحسس بروتين الحليب البقري وعدم تحمل اللاكتوز. وللتفريق بين الحالتين هناك عدة طرق:

• أسهلها استبعاد الحليب ومشتقاته من طعام الطفلة ومراقبة الأعراض، فإن زالت الأعراض نستمر لفترة أربعة أسابيع ومن ثم نعيد إدخال الحليب ومشتقاته، فإن عادت الأعراض يكون التشخيص قد أثبت. 
• الطريقة الثانية: نستطيع إجراء تحليل الدم لعيار IgE الخاص ببروتين حليب البقر، فإن كانت نسبته عالية فهذا يثبت تشخيص حساسية بروتين حليب البقر،  ونجري أيضا تحليل الأجسام المرجعة بالبراز وذلك خلال تناول الطفل لحليب البقر فإن كانت إيجابية فهذا يثبت عدم تحمل سكر اللاكتوز. 
• وإن كان التحليلان إيجابيين فهذا يثبت أن طفلتك تعاني من الحالتين معا وهذا هو أمر نادر.

وطالما أن التهاب الحفاض يتحسن بتهوية المنطقة فهذا يدل على أن الحالة خفيفة وتستطيع أخي الكريم أن تعطيها كل شيء باعتدال وتراقب الأعراض دون أن تعرضها لكل هذه التحاليل. أما إذا كانت الأعراض شديدة فتستطيع أيضا كخيار علاجي ثالث تجريب الحليب الخالي من اللاكتوز فإن خف احمرار منطقة الحفاض، فذلك يثبت التشخيص وتستطيع الاستمرار عليه.

وعدم تحمل بروتين حليب البقر هو حالة تزول مع تقدم عمر الطفل وغالبا بعمر السنتين يتخلص الجسم منها بشكل تلقائي،  أما عدم تحمل سكر اللاكتوز فهو حالة تستمر غالبا مدى الحياة وتحتاج بشكل أساسي لاستبعاد تناول الحليب الحاوي على اللاكتوز والاستعاضة عنه بالحليب الخالي من اللاكتوز . لذلك، أستبعد من الأعراض التي ذكرتها أن طفلتك تعاني من أعراض شديدة من إحدى الحالتين وخاصة أن كلتاهما إن كانت شديدة تسبب نقصا بوزن الطفل.