صحــــتك
27 مايو 2018

كيف يتعامل الطبيب مع مريض السل؟

أصبت بمرض السل في أواخر عام 2015، وبدأت العلاج في يناير 2016 بمضاد ريفامبيثن 4 شهور وبعده حقن استربتومايثين لمدة شهرين، وبعدها واصلت الريفامبثين لمدة ثمانية شهور أخرى، لتصبح المدة في مجملها 14 شهرا. في هذه الفترة تحسنت كثيرا، ولكن الأعراض لم تنته بالكامل، فهناك قليل من الكحة والبلغم والصداع أحياناً.. حصلت أحداث خارجة عن إرادتي فتوقفت عن العلاج، ولكن بعد مرور 6 شهور من التوقف تزايدت الأعراض بدرجة كبيرة. وبعد عمل الفحوصات بدأت العلاج من جديد بمضاد بيرازينمايد. مع العلم أنهم لم يجدوا بكتيريا في التحاليل. السؤال ما مدي صحة الإجراء؟ وما هي الآثار السلبية إذا كان تناول الأدوية غير صحيح؟ وما هي الجانبية في صحة تقديرهم حسب الأعراض أنها سل؟ وكيفية التقليل منها؟ وجزاكم الله خيرا<?xml:namespace prefix = "o" ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" />

كيف يتعامل الطبيب مع مريض السل؟
الأخ عبد الله؛
تحية طيبة، ونسأل الله أن يكتب لكم الشفاء العاجل والتام..
أما بالنسبة لسؤالكم، أخي الفاضل، عن مرض السل، فهناك بعض النقاط علينا توضيحها لكم:
1- البكتيريا المسببة لمرض السل هي بكتيريا بطيئة النمو والانتشار فلا تنتقل بسهولة، ولكن تنتقل في حالة وجود تواصل مستمر مع المريض في أماكن ضعيفة التهوية أو في المجتمعات المزدحمة التي تقل فيها الرعاية والتوعية الصحية.



وكذلك البكتيريا لا تنمو بسهولة في حالة عمل مزرعة طبية تشخيصية، وقد تأخذ مدة تصل إلى ثلاثة أشهر لتظهر في هذه المزارع، بعكس أغلب أنواع البكتيريا التي تأخذ بضعة أيام تقل عن أسبوع.

2- يتم تشخيص مرض السل من الأعراض بالإضافة إلى أشعة الصدر، فمثلاً وجود أعراض مثل نقصان الوزن في مدة قصيرة وبدون نية من المريض في تقليل وزنه، أو أعراض مثل ارتفاع درجة الحرارة والتعرّق في الليل وفقدان الشهية.

أيضاً عند عمل أشعة ووجود إصابة تجويفية في أعلى إحدى الرئتين، فذلك يزيد من شكوك الأطباء في إصابة المريض بالسل، وقد يبدأون العلاج بناء على الأعراض والأشعة من دون الحاجة إلى وجود أو ظهور البكتيريا في المزارع الطبية الخاصة بها.

وتزيد الشكوك أكثر وأكثر في حال كان المريض يعاني من أحد الأمراض التي تقلل المناعة مثل السكري أو نقص المناعة المكتسب (الإيدز)، أو تعاطي المريض أحد الأدوية التي تقلل المناعة، مثل إصابته- لا قدر الله- بالسرطان أو أحد الأمراض المناعية، والتي تستوجب أخذه عقاقير مثبطة للمناعة، مما يزيد من فرصة إصابة المريض بالسل، سواء إصابة جديدة أو تنشيط لبكتيريا سل خاملة في الجسم.



3- عند أخذ القرار بالعلاج، سواء من أطباء الصدر أو الأمراض المعدية أو أطباء الحميات وطب المناطق الحارة، يكون هناك بروتوكول شبه ثابت ولا يتغير إلا حسب حالات محددة، فمثلاً مدة العلاج تمتد من ستة إلى تسعة أشهر ولا تطول إلى سنة إلا في حالة إصابة السل لأغشية المخ.

ويقوم الأطباء بعمل مزرعة سريعة AFB Acid Fast Bacilli وفي حالة كونها سالبة يباشر المريض علاجاته في المنزل ومتابعات بالعيادات، أما إذا كانت AFB موجبة فيقوم الأطباء بحجز المريض في المستشفى في غرفة عزل سلبية الضغط، والبدء بالعلاج ومتابعة مزرعة AFB ثلاث مزارع أسبوعيا بفارق 8-12 ساعة بين المزرعة والأخرى.

وفي حالة وجودها موجبة يستمر حجز المريض في المستشفى لحين وجود 3 مزارع AFB متتالية سالبة، عندها يخرج المريض من العزل ويستكمل علاجاته بالمنزل.

وفي حالة السل الرئوي يأخذ المريض أربعة عقاقير وهي الريفامبيسين والايزونيازيد والايثامبيوتول والباريزيناميد، بالإضافة إلى البيروديكسين، والذي هو فيتامين ب، والذي يقلل من تأثير ومضاعفات الايزونيازيد في التهاب الأعصاب الطرفية.

ثم يوقف الايثامبيوتول والباريزيناميد ويكمل المريض على الريفامبيسين والايزونيازيد لمدة أربعة أشهر بعدها، وقد تصل إلى سبعة أشهر حسب رأي الطبيب المعالج. ويتم فحص دوري لأنزيمات الكبد والكلى، للتأكد من سلامتهما وعدم تأثرهما من العلاجات التي قد تحدث ارتفاعا في أنزيمات الكبد.



وفي حالة وجود مقاومة من البكتيريا (استمرار الأعراض ووجود البكتيريا في مزارع AFB بالرغم من استمرار المريض على العلاجات) نلجأ إلى أخذ المشورة من استشاري أمراض معدية.

4- ننصحك باستشارة استشاري أمراض معدية أو أمراض صدرية أو التوجه لمستشفى الحميات والأمراض الصدرية للمتابعة وبدء العلاج المناسب، حسب البروتوكولات العالمية، وينصح بالالتزام التام بتعليمات الاستشاريين لضمان القضاء التام على البكتيريا.

5- الوقاية المستقبلية خير وسيلة لتفادي تكرر الحالة، بالبعد عن الازدحام وتهوية أماكن الإقامة وعدم التدخين خاصة الشيشية، فالعدوى عن طريق الشيشة واردة جداً، وإذا كانت هناك أي أمراض مزمنة مثل السكر برجاء متابعتها جيداً، وأيضاً إذا كنت من العاملين في مجال المواد المحتوية على مادة السيليكون أو كنت تعيش في المناطق التي بها مصانع تعمل في هذه المواد، برجاء تغيير العمل أو المسكن أو استشارة طبيبك الخاص، لأن هناك علاقة بين مرض تليف الرئة الناتج عن مادة السيليكون وبين الإصابة بالدرن أو السل.
وفي النهاية، تمنياتنا لكم بوافر الصحة والشفاء.
آخر تعديل بتاريخ
27 مايو 2018
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.