31 ديسمبر 2021
كيف أصبر صبراً جميلاً بعد وفاة أختي؟
السلام عليكم، عندى اكتئاب ووسواس واضطرابات تانية، قرار العلاج صعب جدا على نفسي، ورغم ذلك بحاول أمشى فيه، مش هعرف أتعالج على حسابي، فهل ينفع أن أروح أقرب مستشفى جامعة ليا (طنطا)، ولا مش هستفيد حاجة؟ سؤالي التاني
الاكتئاب جالي بعد وفاة أختي من 3 سنين، وربنا وحده يعلم عِظَم مصابي في فقدها، إزاى أصبر صبر جميل؟ خايفة أغضب ربنا بسبب الألم اللي بعيشه، أكيد بتمنى إن ده مكنش يحصل، فى نفس الوقت مش معترضة، ولا يهون علي إلا الدعاء وأملي إن ربنا يرحمها ويجمعني بيها عن قريب .
عزيزتي؛
في البداية رحم الله فقيدتك، ونسأله أن يسكن قلبك، ويرزقك البصيرة، والصبر الجميل.. والصبر الجميل كما عرفته؛ صبراً مبصراً ويحمل "خطة"، وليس فقط انتظار أن يداوي الوقت آثار الألم والحزن وبعض الغضب أو التساؤلات من دون فعل أي شيء، وهنا تكمن خطة الصبر الجميل بجانب مرور الزمن، الذي يقدم لنا مسافة آمنة تجعلنا بأيامه وشهوره نبعد عن منطقة عدم التحمل التي حدثت.
اقــرأ أيضاً
فالحديث المهم الآن هو الخطة، والخطة عبارة عن مسار داخل نفسك كلما تحركتِ فيه، قلت معاناتك، ويحتاج هذا المسار لتعاطف من نفسك لنفسك، وتفهم لما تمرين به، وكذلك بعض التفسيرات التي يمكنك معرفتها، وتحمل غموض ما لا يمكنك فهمه الآن مثل سؤال لماذا أختك؟فلا أحد يعرف الإجابة عن هذا السؤال؛ وحده سبحانه هو من يعرف وهو صاحب الحق فيه وهذا ما تحتاجين أن تقبليه.
والمسار هو ما سيساعدك في حدوث هذا القبول، ويبدأ بأن تقتربي من مشاعرك من دون خوف منها، فغضبك وحزنك من فقدانها أمر طبيعي جدا يحدث للبشر لا غبار عليه، ولم يقل سبحانه إنه سيحاسبنا عليه لأنه شعور طبيعي، وتحرمينه أنت على نفسك؛ فنحن فقط مسؤولون عن اختيار ما سنفعله مع هذا الإحساس، وهنا الفارق كبير.
اقــرأ أيضاً
ويمكنك استخدام وسائل تساعدك على التخلص من هذا الغضب حتى لا يؤذيك، وهناك طرق علمية تعلمناها تساعد جدا في هذا، وهناك طرق فطرية يشعر بها الشخص بنفسه وتساعده، فنجد من يقول قمت بإخراج هذا الغضب في بعض الركلات لوسادة أو الكتابة عن هذا الغضب وتلك الأحزان، والبعض يمارس الرياضة التي تحمل قوة في الحركات، والبعض يرسم أو يدون خواطر أو ما شابه.
ويساعدك أيضاً البدء في القيام ببعض الأمور التي كانت مريحة أو محببة لنفسك من قبل، وإن لم تتمكني من فعل هذا، يمكنك تخيله حتى يمكنك تخيل أنك تمكنت من التخلص من الغضب أو الحزن، وأنك تسيرين من جديد نحو الحياة ولو دقيقتين فقط يوميا، وتلاحظين جسمك ومشاعرك وأفكارك، وكلما وجدت درجة راحة امكثي مع تلك الراحة ودعيها تهدهد تعبك وأنت يقظة من خلال تلك الدقائق.
اقــرأ أيضاً
وأهم ما سيمكنك من فعل ذلك أن تفرقي جيدا بين غضبك الطبيعي وبين تصرفاتك المسؤولة عنها، وربما رغبتك في رضا الله عنك تكون أداة تساعدك للقرب منه سبحانه ومن حكمته، وليست أداة تخيفك من القرب منه أو الشك في رضاه مع غضبك في نفس الوقت! فغضبك يعلمه ويؤجرك على مشاعر الفقد وعلى محاولات مساعدتك نفسك.
وان لم تجدي قدرة على فعل ذلك، فلا مجال لعدم التواصل مع متخصص، لأن ترك المعاناة بلا حل؛ سيضاعفها حتى وإن حدث هذا التضاعف خلال سنوات تصورتِ فيها أنك تمكنت من لملمة شتات نفسك، فهذا درس تعلمه المعالج قبل المريض، فلا داعي للوقوع فيه، ويبقى أن أقول لك إن الأمل، دوما، هو الأمر المتاح للخروج من المعاناة، وان شاء الله ستجدين من يساعدك في طنطا، ولكن اسألي أولا عن متخصص ماهر لتبحثي عنه في المستشفى وستجدين ماهرين هناك بإذن الله.
دمت بخير..
في البداية رحم الله فقيدتك، ونسأله أن يسكن قلبك، ويرزقك البصيرة، والصبر الجميل.. والصبر الجميل كما عرفته؛ صبراً مبصراً ويحمل "خطة"، وليس فقط انتظار أن يداوي الوقت آثار الألم والحزن وبعض الغضب أو التساؤلات من دون فعل أي شيء، وهنا تكمن خطة الصبر الجميل بجانب مرور الزمن، الذي يقدم لنا مسافة آمنة تجعلنا بأيامه وشهوره نبعد عن منطقة عدم التحمل التي حدثت.
فالحديث المهم الآن هو الخطة، والخطة عبارة عن مسار داخل نفسك كلما تحركتِ فيه، قلت معاناتك، ويحتاج هذا المسار لتعاطف من نفسك لنفسك، وتفهم لما تمرين به، وكذلك بعض التفسيرات التي يمكنك معرفتها، وتحمل غموض ما لا يمكنك فهمه الآن مثل سؤال لماذا أختك؟فلا أحد يعرف الإجابة عن هذا السؤال؛ وحده سبحانه هو من يعرف وهو صاحب الحق فيه وهذا ما تحتاجين أن تقبليه.
والمسار هو ما سيساعدك في حدوث هذا القبول، ويبدأ بأن تقتربي من مشاعرك من دون خوف منها، فغضبك وحزنك من فقدانها أمر طبيعي جدا يحدث للبشر لا غبار عليه، ولم يقل سبحانه إنه سيحاسبنا عليه لأنه شعور طبيعي، وتحرمينه أنت على نفسك؛ فنحن فقط مسؤولون عن اختيار ما سنفعله مع هذا الإحساس، وهنا الفارق كبير.
ويمكنك استخدام وسائل تساعدك على التخلص من هذا الغضب حتى لا يؤذيك، وهناك طرق علمية تعلمناها تساعد جدا في هذا، وهناك طرق فطرية يشعر بها الشخص بنفسه وتساعده، فنجد من يقول قمت بإخراج هذا الغضب في بعض الركلات لوسادة أو الكتابة عن هذا الغضب وتلك الأحزان، والبعض يمارس الرياضة التي تحمل قوة في الحركات، والبعض يرسم أو يدون خواطر أو ما شابه.
ويساعدك أيضاً البدء في القيام ببعض الأمور التي كانت مريحة أو محببة لنفسك من قبل، وإن لم تتمكني من فعل هذا، يمكنك تخيله حتى يمكنك تخيل أنك تمكنت من التخلص من الغضب أو الحزن، وأنك تسيرين من جديد نحو الحياة ولو دقيقتين فقط يوميا، وتلاحظين جسمك ومشاعرك وأفكارك، وكلما وجدت درجة راحة امكثي مع تلك الراحة ودعيها تهدهد تعبك وأنت يقظة من خلال تلك الدقائق.
وأهم ما سيمكنك من فعل ذلك أن تفرقي جيدا بين غضبك الطبيعي وبين تصرفاتك المسؤولة عنها، وربما رغبتك في رضا الله عنك تكون أداة تساعدك للقرب منه سبحانه ومن حكمته، وليست أداة تخيفك من القرب منه أو الشك في رضاه مع غضبك في نفس الوقت! فغضبك يعلمه ويؤجرك على مشاعر الفقد وعلى محاولات مساعدتك نفسك.
وان لم تجدي قدرة على فعل ذلك، فلا مجال لعدم التواصل مع متخصص، لأن ترك المعاناة بلا حل؛ سيضاعفها حتى وإن حدث هذا التضاعف خلال سنوات تصورتِ فيها أنك تمكنت من لملمة شتات نفسك، فهذا درس تعلمه المعالج قبل المريض، فلا داعي للوقوع فيه، ويبقى أن أقول لك إن الأمل، دوما، هو الأمر المتاح للخروج من المعاناة، وان شاء الله ستجدين من يساعدك في طنطا، ولكن اسألي أولا عن متخصص ماهر لتبحثي عنه في المستشفى وستجدين ماهرين هناك بإذن الله.
دمت بخير..