07 أغسطس 2018
قلق وخوف ونسيان بعد صدمة شديدة
من 3 سنين أصبت بمرض القلق والتوتر بسبب الخوف الشديد الذي نتج عن صدمة عشتها، وأصبحت بنسى اللي بذاكره، مفيش تركيز، بنسى حتى أسماء ناس بحبهم، مرة في امتحان من كتر التوتر كنت ناسية إسمي وغشيته من رقم الجلوس، حاسة إن عندي تخلف عقلي مبعرفش أرد على الأسئلة المفاجئة، بخاف وبعرق وبتوتر وبرتعش. الحالة دي كانت شديدة وقتها، حاليا اتعافيت منها بنسبة 50% بس مريت بابتلاء شديد وده رجعلي الحالة تاني.. عملت اختبار على موقع شيزلونج وطلع التوتر شديد والقلق شديد والاكتئاب شديد.. أعمل إيه؟
عزيزتي أميرة/
التعرض لحادث صادم ليس بالأمر الهين، وتختلف استجابات كل شخص عن الآخر، ولا أدري طبيعة الصدمة التي تتحدثين عنها، ولكن يبدو أنها كانت كبيرة لدرجة أنها تركت كل هذه الآثار عليك من اكتئاب وقلق وتوتر وخوف ونسيان ورعشة شديدة.
علي عكس ما قد يظنه البعض من أن هذه الرعشة شيء سيئ ينبغي التخلص منه وتثير في القلب الخوف، وأسئلة كثيرة حول لماذا يرتعش جسدي؟ فإن بعض المدارس الحديثة مثل somatic experiencing والتي أسسها الطبيب النفسي بيتر ليفين تشجع على عدم منع أو إيقاف هذه الرعشة، وأشار في العديد من مقالاته وكتبه إلى أن هذه الرعشة هي الطريقة البدائية الفطرية التي يتخلص بها الجسد من الصدمة التي مر بها.
اقــرأ أيضاً
ويدعو في كثير من الأحيان إلى مراقبة تلك الرعشة بمزيد من الفضول والإحساس بالأمان، وترك الجسد يفعل ما يعلمه بدون معلم وهو تحرير الجسم من بقايا الطاقة التي لم تتحرر وقت الصدمة حين تعرض الجسد للصدمة، وربما يساعد في بعض الأوقات التواجد برفقة أحد القريبين منك.
أما النسيان فهو الطريقة المثالية التي يحمي بها العقل الإنسان من الصدمة لعدة أسباب، منها أن تذكر كل تفاصيل الحادث أمر مرهق نفسيا، والطريقة التي يتبعها العقل لحمايتنا هي النسيان، وكذلك أشار الكثير من المتخصصين إلى أن وقت الصدمة يكون الجسد مهيئا إما لعملية الهروب من الخطر أو مواجهة الخطر، وبالتالي يتم توجيه الدم إلى أجزاء الجسد التي تساعد في هذه العملية، مثل العضلات، على حساب أجزاء أخرى في المخ، مثل الأجزاء المسؤولة عن الذاكرة، وبالتالي يحدث خلل في عملية تخزين الذاكرة وقت الصدمة وبعدها.
اقــرأ أيضاً
تبدأ المشكلة حين لا يميز الجسد بين الماضي والحاضر فيتعامل كأن الخطر - الصدمة - لا يزال قائما، ومن ثم يصاب الإنسان الذي تعرض للصدمة بأعراض كثيرة، منها ما ذكرت من قلق واكتئاب واضطراب عام في المزاج، ومنها ما يتعلق بسرعة الاستثارة وحالة اليقظة الدائمة، ومنها ما يتعلق بالذكريات والأحلام، مثل التذكر للحادث الصادم، والإحساس كأنه يحدث الآن وليس في الماضي.
اقــرأ أيضاً
كل الأعراض التي ذكرتِها يطلق عليها رد فعل طبيعي لحدث غير طبيعي، وقد يحتاج الإنسان لمساعدة متخصص مثل الطبيب النفسي، ويفضل الذي تلقى تدريباً أو له إطلاع كاف على الصدمات في استعادة توازن الحياة مرة أخرى.
علي عكس ما قد يظنه البعض من أن هذه الرعشة شيء سيئ ينبغي التخلص منه وتثير في القلب الخوف، وأسئلة كثيرة حول لماذا يرتعش جسدي؟ فإن بعض المدارس الحديثة مثل somatic experiencing والتي أسسها الطبيب النفسي بيتر ليفين تشجع على عدم منع أو إيقاف هذه الرعشة، وأشار في العديد من مقالاته وكتبه إلى أن هذه الرعشة هي الطريقة البدائية الفطرية التي يتخلص بها الجسد من الصدمة التي مر بها.
ويدعو في كثير من الأحيان إلى مراقبة تلك الرعشة بمزيد من الفضول والإحساس بالأمان، وترك الجسد يفعل ما يعلمه بدون معلم وهو تحرير الجسم من بقايا الطاقة التي لم تتحرر وقت الصدمة حين تعرض الجسد للصدمة، وربما يساعد في بعض الأوقات التواجد برفقة أحد القريبين منك.
أما النسيان فهو الطريقة المثالية التي يحمي بها العقل الإنسان من الصدمة لعدة أسباب، منها أن تذكر كل تفاصيل الحادث أمر مرهق نفسيا، والطريقة التي يتبعها العقل لحمايتنا هي النسيان، وكذلك أشار الكثير من المتخصصين إلى أن وقت الصدمة يكون الجسد مهيئا إما لعملية الهروب من الخطر أو مواجهة الخطر، وبالتالي يتم توجيه الدم إلى أجزاء الجسد التي تساعد في هذه العملية، مثل العضلات، على حساب أجزاء أخرى في المخ، مثل الأجزاء المسؤولة عن الذاكرة، وبالتالي يحدث خلل في عملية تخزين الذاكرة وقت الصدمة وبعدها.
تبدأ المشكلة حين لا يميز الجسد بين الماضي والحاضر فيتعامل كأن الخطر - الصدمة - لا يزال قائما، ومن ثم يصاب الإنسان الذي تعرض للصدمة بأعراض كثيرة، منها ما ذكرت من قلق واكتئاب واضطراب عام في المزاج، ومنها ما يتعلق بسرعة الاستثارة وحالة اليقظة الدائمة، ومنها ما يتعلق بالذكريات والأحلام، مثل التذكر للحادث الصادم، والإحساس كأنه يحدث الآن وليس في الماضي.
كل الأعراض التي ذكرتِها يطلق عليها رد فعل طبيعي لحدث غير طبيعي، وقد يحتاج الإنسان لمساعدة متخصص مثل الطبيب النفسي، ويفضل الذي تلقى تدريباً أو له إطلاع كاف على الصدمات في استعادة توازن الحياة مرة أخرى.