زوجي يشتم ويسب ويضربني أما الأولاد فيهددني باخذهم مني
أعاني من زوجي. الشتم والأفاظ النابية وسب الدين على لسانه على طول. سواء بمزح أو بجد. لي ابنتان في سن أربع سنوات وسنتين صارتا تتكلمان مثله ومشاكلي كلها معه بسبب أسلوبه. وأهله يعلمون لكن تعبوا في الكلام معه ووصل به الحال بضربي أمام بناتي واعتذر بعدها وحلف على كتاب الله أنه سيتغير... لكم بعد فترة رجع ضربني. مع العلم أني دخلت على أهله من قبل وقلت لهم وله إنها آخر فرصة له عندي لأنه إنسان يغلط، وهو يهددني بأخذ البنات وأنه لن يسمح لي برؤيتهم أبدا إذا تطلقت منه.
عزيزتي؛
سأكون واضحة معك يا صديقتي مثل موقف زوجك، نعم فهو واضح جداً في كلامه وتصرفاته وأفكاره، وكذلك موقف أهله في مساعدتك واضح جداً، فهو لن يتغير، وأهله لا يتمكنون من مساعدتك لأنهم لا يتمكنون من التأثير عليه، وهو من الرجال الذين تضربون زوجاتهم أمام الأبناء دون أدنى اعتبار لمشاعر أم أو لأثر ذلك على بناته، وغالباً إذا ظللت هكذا لوقت أكثر سترين المزيد والمزيد منه.
لذا اتمنى منك أن تأخذي موقفا مسؤولا حقيقيا وواضحا أمام كل هذا الوضوح الذي يحيط بك وترفضين تصديقه! فأنت كنت تتصورين أنني سأعطيك وصفة سحرية نفسية تجعله يتغير فهذا يحتاج منك أنت لمراجعة، فأنا هنا فقط سأوضح لك ما يغيب عنك حتى لاتخطئ انت بالموقف وتتمكني من أن تكوني مسؤولة عن تبعاته بوعي ودون أوهام مزيفة وسأترك لك بعضها:
- لن يتغير إلا اذا أراد هو أن يتغير، فلا يوجد رجل يتغير من أجل امرأة أو زواج ولا امرأة تتغير لأجل رجل أو زواج بشكل حقيقي، فلا يتغير بصدق سوى من يريد هو أن يتغير، وأي وعود أو تغيرات وقتية ان تصمد.
- البنات صغيرات ولا يتمكن زوج من أخد الأطفال في هذه السن من الأم لا قانونا ولا شرعاً
- الاستمرار معه على هذا الحال سيرهقك أنت نفسياً، وحين تمرض الأم يمرض البيت والأطفال، وحين يكون المرض نفسيا تكون الآثار أكبر.
- لا تأخذي أي قرار قبل أن تدرسي تبعاته حتى ولو أخد وقتا، لكن الأهم أن لديك ما تفعلينه مع نفسك وتجاه نفسك لتتمكني من القيام بما تحتاجين له على المستوى النفسي والاجتماعي والمالي.
- المرض النفسي ليس معناه الجنون، ولكن الاكتئاب والقلق والغيظ والغضب وتحمل الضغوط حبن يكون مستمراً تتحول لمرض يعطل، ويبعد الإنسان عن نفسه التي عرفها وهذه هي الخسارة الكبرى، وحين لا يتبقى من الإنسان سوى هيكل خارجي مليء بالحزن والغضب والضغوط كيف سيعطي للغير الطاقة والحياة والحب؟
- أعلم ان حديثي يظهر أني أشير لك بالطلاق، ولكن الحقيقة هي أني أهتم أكثر بأن تكوني أنت كما أنت وتتحرري من خوفك وقبولك لمًا لا يتماشي مع نفسك وتريدينه لبناتك مع أي قرار، فهناك من تمكنت من تحويل مسار العلاقة بشكل صحي حين قبلت فكرة الطلاق حتى دون تنفيذه ووصل ذلك للزوج بالفعل وبشكل حقيقي فوافق مثلا على العلاج الزواجي، أو مع تجربة الانفصال لمرة تمكن من رؤية ما فقده وظهرت لديه إرادة التغيير، والكثير غير ذلك، ولكن الأهم على الإطلاق هو أن تكوني نفسك المهذبة الهادئة الرحيمة المحترمة تحت أي قرار وألا تنساقي وراء وعود ودموع واعتذارات لم تري منها ما يطمئنك على مستوى التصرفات والاستمرار وهذا ما عليك تذكره جيدا إذا أردت الخير لك ولفتياتك ، أعانك الله ودمت بخير.