حالتي النفسية سيئة بسبب زوجي وبناتي وضغوط الحياة
أعاني من حالة نفسية سيئة بسبب زوجي وبناتي وضغوط الحياة. أصبحت أريد أشياء لم تكن موجودة في حياتي من قبل مثل اهتمام زوجي بي ومساعدته لي في ما يتعلق بشؤون الأبناء، علما أن زوجي ليس سيئا بل العكس هو حنون وعدم اهتمامه هذا طبع منذ زمن ولكن مع كثرة الأطفال زادت المسؤوليات والضغوط لهذا لم اعد استطيع تحمل كل المسؤوليات وحدي هو لن يتغير وأنا لا أريد تدمير حياتي اصبحت عصبية جداً حتى مع البنات واتعب نفسي من أقل مشكلة الكلام كثير يعلم الله أنني أعيش حياة لم اكن أتمناها من قبل
تكمن حقيقة المشكلة في فقدك الأمل في أن يتغير، وليس معنى ذلك أن طبعه كل هذا العمر سيتحول بحركة سحرية لطبع آخر، ولكن هؤلاء الأشخاص يتغيرون، والتغير يحدث حين نتعرف على طرق التواصل التي تجعلهم يستوعبون ما تقصدين. والأمانة تقتضي مني أن أقول إن أفضل طريقة هي الاعتراف بوجود معاناة تشعرين بثقلها في ما بينكم تحتاج لمساعدة متخصصة، فإن استجاب لذلك، يمكن تغيير طباع زوجك على يد خبير تعلم كيف يتمكن من مساعدة تلك الشخصيات لتستجيب وتعبر وتتواصل بحرارة مع شريك الحياة. وأرجو أن تصل تلك الرسالة له من الجزء الهادئ المستقر الحميم بداخلك، فإن تحدثت عن الجزء المتألم أو الغاضب أو المضغوط؛ فلن تحدث استجابة.
وعلى أية حال إن لم يستجب لتلك الخطوة فلا مفر من أن تقومي بتصعيد حقيقي صادق ناضج من معاناتك من علاقتك معه، والتصعيد لا يكون بالعصبية، أو النقد، أو التحول لتنفيس الغضب في أبناء ليس لهم ناقة ولا جمل في اختياركم لبعضكما، ولا بالهجر والإهمال وتبادل البرود ببرود، كل تلك الطرق أثبتت فشلها وحولت العلاقة للأسوأ. لكني أقصد بالتصعيد الناضج أن يجد أدوارك معه تتأثر بشكل ملحوظ، والسبب هو أنك لا تتمكنين من التواصل معه بشكل جيد ولا تعرفين كيف. وتوضيح معاناتك دون اتهامه، كأن تصفي كم أنت مضغوطة من طلباتهم وأنهم أطفال وهذا حقهم وكيف ترين أنه يتعب في عمله من أجلكم، وهذا يجعلك لا تعرفين كيف تتصرفين، فمن ناحية أنت مرهقة وهم أطفال وتعذرينه وتحتاجين مساعدة! وربما تعتذرين عن بعض الواجبات الاجتماعية المهمة بسبب إرهاقك وأنك تحتاجين مشاركة ومساعدة، وربما تطلبين أن تتشاركا الحديث عن يومكما معا لوقت غير كبير يوميا لتشعري براحة تمكنك من مواصلة جهدك مع أولادكم وبيتك ومعه دون إلقاء اتهام مباشر له؛ فأنت تعلمين وتقدرين جهده لكنك تحتاجين للمساعدة بالمشاركة وبعض الأعمال.
وبمرور الوقت مع الاستمرار، سيتم خلق مساحة جديدة بينكما بعيدا عن المتطلبات المادية ولو قليلا تتسع لتحدث مشاركة وتبادل مشاعر إنسانية لطيفة تتطور لمشاعر رومانسية وعاطفية. ورغم علمي بأن ما أقوله يحتاج لتركيز وضبط نفس ومراجعة كل طرق إفشال العلاقات إلا أنه ليس مستحيلًا، ويمكنك زيادة قدرتك النفسية بقضاء وقت خاص بك ولو قليلا يوميا تفعلين فيه شيءٍ يشعرك بالراحة والسلام ولو لدقائق واهتمي بنفسك مع اهتمامك بأولادك وعلاقتك بزوجك، وإن لم تتمكني وحدك من ذلك فعودي لطلب المساعدة المتخصصة بصدق وهدوء ،واسأل الله لكما التوفيق