خطيبي كامل المواصفات لكنه مازوخي.. ماذا أفعل؟
خطيبي إنسان محترم وواثق من نفسه وقوي ومحبوب، لكن مشكلته أنه لما يحصل بيننا كلام أو فعل بخصوص الجنس، يطلب مني إذلاله وشتمه وتعنيفه، ويطلب مني أن يقوم بالعواء مثل الكلب، ولكن على الشات فقط، ولا يجرؤ على أن يفعل ذلك في الواقع، ويقول لي: أريد أن أفرغ شيئاً ما بداخلي. يطلب مني وضع قدمي على رأسه، وأصبح يطلب مني أن أضربه بالكرباج إلى حد الألم المفرط، وأنا أحبه جداً ولا أقدر على الاستغناء عنه، ولا أريد خسارته، لأنه جداً محترم وناجح مهنياً واجتماعياً، ويحبني جداً، ولكن أستغرب قوله لي إن هذا الشيء يعطيه شعوراً نفسياً قوياً وممتعاً.
عزيزتي،
قد تتعجبين من قولي إن الذي يمرّ به خطيبك من ميول جنسية أمر منفصل تماماً عن شخصيته وطباعه وتعامله اليومي. فالمازوخية هي في الأساس واحد من الانحرافات الجنسية المنتشرة، وتعني الشعور باللذة والمتعة الجنسية وإتمام وإكمال هذه الرغبة عند تعرض الشخص للإذلال أو الإهانة الجسدية أو اللفظية وأحياناً لكليهما معاً، وفي بعض الأحيان، لا يصل هؤلاء الأشخاص إلى النشوة الجنسية التامة إلا بمثل وضعيات كهذه. ويعتقد الكثيرون أن المازوخية صفة عامة للشخصيات، وإنها ترافق جوانب وصفات حياة الشخص جمعاء، وهذا تعريف وتصور خاطئ، حيث إن المازوخية من وجهة نظر الطب النفسي تخصّ فقط اللذات والرغبات الجنسية، ونرى أن الأشخاص في أغلب الأحوال يمارسون حياتهم بصورة طبيعية في الجوانب الأخرى، والصورة الأعمّ لهم تكون سليمة.
لكن دعيني أطرح عليك أسئلة، ستحدد كيف سيكون التعامل مع هذا الوضع:
- هذا الإنسان لن يتغير إلا إذا طلب العلاج، وهو لن يطلب العلاج إلا إذا سببت هذه الحالة له خللاً واضطراباً على المستويات الشخصية والنفسية أو الاجتماعية أو العملية. فهل أبدى خطيبك مثل هذه الرغبة؟ هل تعتقدين أنه سيطلب المساعدة أو عنده رغبة بترك هذه الطباع؟
- مما ذكرت سابقاً، هو لن يتغير إلا إذا طلب العلاج النفسي، الذي قد يأخذ وقتاً طويلاً. لذلك، لنفترض أنه لا يملك هذه الرغبة وأن تصرفاته وخيالاته الجنسية هذه أمر لا يوجد لديه أدنى رغبة في تركها. فما موقفكِ أنت؟ هل تستطيعين مجاراته، هل بإمكانك الفصل ما بين نظرتك له كزوج محترم وأب لأولادك، وما بين حبيب ذي خيالات جنسية غريبة على فراش الزوجية؟ هذا الأمر يحتاج منك إلى التفكير والتعمق برغبتك.
أنا لا أريد منك الدخول والاستمرار بهذا الزواج على أمل أن يتغير وأنت تملكين نفوراً منه وعدم تقبل لحالته، لأنه سيكون أمراً صعباً في المستقبل، وسينعكس على تصرفاتك معه، ويؤثر في علاقتكما داخل غرفة الزوجية وخارجها. لهذا، زني الأمور بميزان المنطق والفائدة لك وله، لا بمشاعرك فقط، وأعطي نفسك فرصة للتفكير، وأنا متأكدة أنك ستجدين الجواب المناسب.