د.محمد، أرسلت استشارة من قبل و لم أحصل على رد فازداد الحال سوءا، أرجو أن تساعدني. أدمنت إيذاء نفسي، والتفكير في العنف هو المسيطر الوحيد علي عقلي، والسبب متحرش صغير تطفّل على حياتي فخرب الماضي ويدمر الحاضر ويجعلني لا أرى لي مستقبلا. كرهت ذاتي وجسدي وأنوثتي وأدمنت مشاهدة أفلام تنافي كل المبادئ.
عزيزتي شمس..
أشكرك على سؤالك وأعتذر لك عن عدم الرد سابقاً نظراً للعدد الكبير الذي يرد من الاستشارات..
لا شك أن التعرض للتحرش في سن صغيرة يترك أثراً بالغاً على الضحية. ابتداء من شعورها بالذنب غير المبرر على الإطلاق، وانتهاء بإصابتها بالعديد من الأمراض النفسية التي تراوح بين الاكتئاب والتوتر واضطراب ما بعد الصدمة وغيرها.. وصولاً إلى اضطرابات عميقة بالشخصية كاضطراب الشخصية الحدية في بعض الحالات.
ما تصفينه ينبئ باحتمالات وجود اضطراب بشخصيتك يا شمس.. فإيذاؤك لنفسك وكرهك لذاتك وجسدك وأنوثتك، إلى جانب إدمانك مشاهدة الأفلام الإباحية تشي ببعض أعراض اضطراب الشخصية الحدية، التي سيتأكد تشخيصها في وجود بعض الأعراض الأخرى، مثل التقلبات المزاجية الحادة والمتكررة والأفكار أو الأفعال الانتحارية والتوتر والقلق الشديدين وعدم ثبات علاقاتك بمن حولك. وتتعرض بالفعل نسبة كبيرة من مرضى هذا الاضطراب إلى تحرش أو إيذاء جنسي أو نفسي أو جسدي شديد أثناء الصغر.
حالتك لا تحتمل الانتظار يا عزيزتي.. وعلاجها موجود ومتاح وناجح.. ويجمع بين العلاج الدوائي والعلاج النفسي (العلاج الجدلي السلوكي أو العلاج الدينامي أو الاثنين معاً).. فقط عليك التحرك الآن وترتيب مقابلة مع طبيب نفسي موثوق، يبدأ معك رحلتك نحو التغيير..