صحــــتك
04 ديسمبر 2023

الاضطرابات النفسية في فترة المراهقة

أنا أدرس في الجامعة وهذا عامي الأول، وأشعر بأن شخصًا معجبًا بي يراقبني، هل أنا مريضة وعندي تفكير زائد تجاه أشياء معينة؟ كيف أتخلص من هذا؟ لأنني كرهت نفْسي.

DefaultImage

ابنتي الكريمة:

سؤالك على بساطته، إلا أن الإجابة عليه ليس بتك البساطة، فأنتِ لم تذكري كيف تلاحظين مراقبته لكِ؟، أم هي مجرد فكرة دون وجود ملاحظات ترينها بعينيك لشخص محدد؟ ولم توضحي لنا ماهية الأفكار الأخرى التي تأخذ منك تفكيراً زائدًا، لذلك وعلى أية حال، المؤكد الآن هو أنك تشعرين بمراقبة شخص ما لإعجابه بك، ولديك تفكير زائد تلاحظينه أنتِ بنفسك، وتشعرين بضيق شديد تجاه نفسك من كل هذا، أو ربما من أمور أخرى لم تذكريتها، فما هو مؤكد لنا يحتاج منك لعدة أمور سأضعها في شكل نقاط:

  • عمرك، عمرك الآن هو العمر الذي يحدث فيه تغيرات كبيرة ليست فقط هرمونية، لأن عمر المراهقة الآن في المجتمعات العربية زاد للعشرين، ولكن في مثل هذا العمر في مجالنا النفسي؛ تظهر أي اضطرابات نفسية بشكل أوضح، سواء مرضاً نفسياً مثل الاكتئاب أو القلق، مروراً بشدة هذه الاضطرابات وانتهاءاً بكونها شديدة حتى درجة اضطراب الشخصية نفسه، وثانية لسبب تغيرات في التعامل مع مجتمع الجامعة وبداية جدية خطوات المستقبل، والاحتياجات النفسية التي تظهر على السطح، مثل الاحتياج لأن نكون "متشافين"،مؤكدين لذواتنا ووجودنا، والاحتياجات العاطفية خاصة مع بداية الانفتاح لوجود شباب بشكل طبيعي واحتكاك مستمر في الجامعة، إلخ. أقول: إن هذه الاضطرابات منها ما يمر وينتهي فقط بمرور الوقت، ومنها ما يظهر كعَرَض لمرض نفسي يحتاج لتعهد منذ البداية حتى تكون رحلة الشفاء أسهل وأسرع وأجدى.
  • إذا وجدتِ أن الأفكار التي تخص مراقبة شخص ما لكِ لا زالت موجودة مدة 3 أشهر متصلة أو تزداد، والتفكير الزائد يتلازم معه شعورك بسخافة هذا الكم من التفكير في موضوع تافه؛ فابدئي في التواصل مع متخصصة نفسانية ماهرة امرأة، أما إذا كانت تلك الملاحظات غير موجودة أو لا تتصل لفترات متباعدة مثلاً مرة أو مرتين في الشهر، فانتظري 3 أشهر أخرى مع نفس الملاحظة، فإن تكررت أو زادت فتواصلي مع متخصصة، وإن اختفت فاقبلي أنها أمور حدثت وانتهت من تلقاء نفسها.
  • دوِّني هذه الملاحظات حتى لا تفقدي التواصل مع الجانب الذي يتمكن من ملاحظة ما يشعر أن هناك أمراً غير طبيعي يحتاج لاستكشاف، فهناك درجة أكبر من المرض تجعل الشخص لا يلاحظ وجود أي شيء غير عادي، ويتعامل مع المرض أنه هو العادي.
  • هناك فارق كبير وضخم بين أن تكرهي نفسك، وأن تكرهي هذا الجانب منك الذي يفكر بشكل زائد، فأنتِ تغضبين بشدة من هذا الجانب وليس أنتِ؛ لأنك ببساطة لست كلك يفكر بشكل زائد، وكلما تذكرت وتعاملت مع نفسك على هذا الأساس كلما تمكنتِ من تقليل حدة المعاناة التي تنتشر في نفسك، وهي تخص جانبًا واحدًا فقط يزعجك.

وأخيراً.. ما أرجوه لك ومنك ألا تنشغلي بكونك مريضة أو غير مرضية، بقدر اهتمامك بأن ما تلاحظينه يحتاج لمساعدة متخصصة؛ تعلَّم فيها المتخصصون كيف يساعدون غيرهم في تلك المعاناة بطرق صحية وفي مناخ آمن، وأمامك بالكثير ستة أشهر للوقوف على مدى إحساسك الداخلي بنفسك تجاه اتخاذ تلك الخطوة الناضجة الحكيمة.

آخر تعديل بتاريخ
04 ديسمبر 2023
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.