28 أبريل 2017
إساءات في الطفولة.. لا أحتمل موت خطيبي
منذ الصغر أعاني مشكلة نفسية بسبب المشاكل العائلية التي تحدث حولي، وتعنيفي من الوالدين بشكل قاس. كنت انطوائية وأبكي من أتفه الأسباب، لا أتكلم إلا قليلا. عندما كبرت، أصبحت عصبية وعدوانية، وأحيانا أكسر أشياء وأنجرح، تأتيني حالة اكتئاب كل فترة، وأحاول أن أتجاوزها، وأعود أخشى التحدث مع أشخاص جدد، وأخطئ في النطق كثيرا. ولكن أخيرا تدهورت نفسيا جدا بسبب وفاة خطيبي، ولا أقوى على التجاوز هذه المرة. أعاني من اضطرابات نوم وفقدان شهية، وألم في الصدر وهبوط وتساقط شعر، وتدريجيا ابتعدت عن كل الأصدقاء وفقدت الثقة في كل من حولي.
صديقتي، ما تتحدثين عنه من أعراض تخص النوم والشهية وفقدان الثقة وتساقط الشعر وغيره، هي أعراض اضطراب نفسي شهير جدا يُعرف بـ"الاكتئاب".
ولكن أنت تعانين من ألم نفسي منذ سنوات طفولتك، وهو ما عبرتِ عنه بالجرح، وأنك في حالة لا تنتهي من الألم الذي يحوّلك إلى شخص عصبي ومتقوقع، مع تلعثم في النطق أحيانا، وهو ما قد يشير إلى وجود أمر آخر تعانين منه، والاكتئاب شيء مصاحب له. ونظرا لعدم إمكانية حسم هذا من خلال سطورك؛ فأقترح عليك أن تتواصلي مع متخصص يساعدك في معرفة أصل ما تعانيه، وحتى تقومي بتلك الخطوة الهامة أترك لك تلك النقاط:
- أن تبدئي في التدرّب الذاتي على التعبير عن مشاعرك من دون كتمها؛ فتراكمها، مع عدم معرفتها من قِبل من حولك، يجعل الدائرة مغلقة عليك. وعليك أن تراعي فقط أن تعبري عنها بلباقة.
- تجربة الفقد التي مررتِ بها مؤلمة جدا، وقد تكون سبّبت لك المزيد من تأكيد فكرة الوحدة، أو الخسارة لديك، وهذا يحتاج منك بقوة إلى مراجعة قبولك للموت على أنه جزء من الحياة أصلا؛ فنحن نتألم بالطبع للفراق والفقد؛ لكن الحقيقة أننا نتمكن من تجاوز تلك التجارب مع نضوجنا نفسيا، وزيادة قبولنا لحقيقة أن الموت جزء من الحياة، وأن الموت ليس سهما يصيبنا عن عمد للعقاب، أو لاستحقاق للألم، ولكنه جزء من الحياة لم نقترب منه.
- تجربة فقدك خطيبك تحتاج إلى تواصل نفسي متخصص يتماشى مع طاقتك وقدرتك النفسية والمعرفية، بشكل متدرج متخصص؛ ولأن القصة قديمة لديك أصلا؛ فإنه بفقدانك خطيبك ظهرت بقوة تلك الأعراض. فلتنتبهي لذلك، وقدّمي لنفسك يد المساعدة بالتواصل مع متخصص.
- الألم لا يمكننا تفاديه؛ فهو مثل الموت جزء من الحياة، ولكن ما أنت فيه معاناة، والفرق بينهما كبير؛ فالألم مشاعر طبيعية تحدث وتؤثر فينا لفترة مقبولة ثم تختفي بمرور الوقت فنتجاوزها. أما المعاناة فهي اختيار لاواع منا حين لا نقبل ألمنا؛ فنغرق فيه حتى يعتصرنا؛ فيمرر طعم الحياه؛ فلا فرح، ولا طاقة، ولا مبادرة، ولا تقدم في شيء؛ فلا صوت فوق صوت الألم، وهذا الاختيار اختيار غير صحي يوقع في أمراض نفسية كثيرة.
- احتياجك للحب والاهتمام والرعاية النفسية.. هي حقوقك المشروعة جدا، والحقوق نطلبها، ولكن من المهم أن تصدقي أنها حقك، وأن لها كما وملامح وحجما طبيعيا إن زاد، وإن قل عنها يسبب مشكلات نفسية. فمثلا.. الاحتياج للاهتمام الزائد يشير إلى وجود مشكلة، وعدم الاحتياج للاهتمام يشير إلى مشكلة.. وكل تلك الأمور ستتم معرفتها من خلال التواصل المتخصص؛ فلا تتأخري في تلك الخطوة.
دمت بخير.
اقرأي أيضا:
احتياجاتنا البسيطة ومركب النقص
احتياجك أن تُرى.. احتياج إنساني متبادل
عن الاحتياج للحضن
استشارات ذات صلة:
أكره أمي لأنها تحرمني من احتياجاتي
قبول الموت.. حياة
أفتقد زوجي السجين.. كيف نتعامل مع الألم؟
الصدمات النفسية في مقتبل العمر وتبعاتها المستقبلية
- تجربة الفقد التي مررتِ بها مؤلمة جدا، وقد تكون سبّبت لك المزيد من تأكيد فكرة الوحدة، أو الخسارة لديك، وهذا يحتاج منك بقوة إلى مراجعة قبولك للموت على أنه جزء من الحياة أصلا؛ فنحن نتألم بالطبع للفراق والفقد؛ لكن الحقيقة أننا نتمكن من تجاوز تلك التجارب مع نضوجنا نفسيا، وزيادة قبولنا لحقيقة أن الموت جزء من الحياة، وأن الموت ليس سهما يصيبنا عن عمد للعقاب، أو لاستحقاق للألم، ولكنه جزء من الحياة لم نقترب منه.
- تجربة فقدك خطيبك تحتاج إلى تواصل نفسي متخصص يتماشى مع طاقتك وقدرتك النفسية والمعرفية، بشكل متدرج متخصص؛ ولأن القصة قديمة لديك أصلا؛ فإنه بفقدانك خطيبك ظهرت بقوة تلك الأعراض. فلتنتبهي لذلك، وقدّمي لنفسك يد المساعدة بالتواصل مع متخصص.
- الألم لا يمكننا تفاديه؛ فهو مثل الموت جزء من الحياة، ولكن ما أنت فيه معاناة، والفرق بينهما كبير؛ فالألم مشاعر طبيعية تحدث وتؤثر فينا لفترة مقبولة ثم تختفي بمرور الوقت فنتجاوزها. أما المعاناة فهي اختيار لاواع منا حين لا نقبل ألمنا؛ فنغرق فيه حتى يعتصرنا؛ فيمرر طعم الحياه؛ فلا فرح، ولا طاقة، ولا مبادرة، ولا تقدم في شيء؛ فلا صوت فوق صوت الألم، وهذا الاختيار اختيار غير صحي يوقع في أمراض نفسية كثيرة.
- احتياجك للحب والاهتمام والرعاية النفسية.. هي حقوقك المشروعة جدا، والحقوق نطلبها، ولكن من المهم أن تصدقي أنها حقك، وأن لها كما وملامح وحجما طبيعيا إن زاد، وإن قل عنها يسبب مشكلات نفسية. فمثلا.. الاحتياج للاهتمام الزائد يشير إلى وجود مشكلة، وعدم الاحتياج للاهتمام يشير إلى مشكلة.. وكل تلك الأمور ستتم معرفتها من خلال التواصل المتخصص؛ فلا تتأخري في تلك الخطوة.
دمت بخير.
اقرأي أيضا:
احتياجاتنا البسيطة ومركب النقص
احتياجك أن تُرى.. احتياج إنساني متبادل
عن الاحتياج للحضن
استشارات ذات صلة:
أكره أمي لأنها تحرمني من احتياجاتي
قبول الموت.. حياة
أفتقد زوجي السجين.. كيف نتعامل مع الألم؟
الصدمات النفسية في مقتبل العمر وتبعاتها المستقبلية