أم لطفلتين مصابتين بحساسية الغلوتين وأعاني

وتختلف حساسية القمح عن الداء البطني (السيلياك)، فعلى الرغم من أن التفاعل في الحالتين ينجم عن خلل في جهاز المناعة، إلا أن اختلاف التفاعل يؤدي لاختلاف الأعراض، ودرجة الخطورة، ففي حالة حساسية القمح يكون التأثير عاماً، ويظهر في شكل أعراض الحساسية العادية، أما في حالة الداء البطني فإن التفاعل يؤثر على بطانة الأمعاء المسؤولة عن امتصاص الغذاء، مما يؤدي لنقص امتصاص الغذاء (Malabsorption)، وسوء التغذية.

من المرجح أن تظهر على طفلتيك الأعراض في غضون دقائق إلى ساعات بعد تناول أي طعام يحتوي على القمح، وتتنوع الأعراض وقد تتضمن التورم أو الحكة أو التهيج في الفم أو الحلق، أو الشرى (urticaria) أو الطفح المسبب للحكة أو تورم الجلد، أو احتقان الأنف، أو غير ذلك من الأعراض.

وفي بعض الحالات يكون المصابون عرضة لحدوث تفاعل فرط الحساسية (Anaphylaxis)، وهو تفاعل نادر الحدوث ولكنه خطير، ويحتاج لتدخل فوري، وفيه يحدث تورم أو ضيق في الحلق، وألم أو ضيق في الصدر، وصعوبة شديدة في التنفس، وصعوبة في البلع، وشحوب الجلد وتحوله إلى اللون الأزرق، والدوار أو الإغماء، وتسارع ضربات القلب.

ونبشرك أن معظم الأطفال الصغار المصابين بحساسية القمح يتجاوزون هذه الحالة قبل سن ثلاثة إلى خمسة أعوام.

أول وأفضل وأهم علاج لحساسية القمح هو تجنب منتجات القمح، ونظراً لأن بروتينات القمح تظهر في الكثير من الأطعمة الجاهزة، فاحرصي على قراءة ملصقات المنتجات التي تستخدمها بعناية.

ويمكن استخدام مضادات الهستامين عند التعرض عن طريق الخطأ لمنتجات تحتوي على الغلوتين، ويستخدم الإبينفيرين في علاج فرط الحساسية، وإذا كان أحد أطفالك عرضة للإصابة بتفاعل حساسية شديد للقمح، فينبغي أن تحملي معك جرعتين من عقار الإبينيفرين في صورة حقن طيلة الوقت.

وتأكدي من أن أي شخص يرعى طفلتيك، بما في ذلك مدير المدرسة والمعلمون وممرضة المدرسة، يعرفون أنهما مصاباتان بالحساسية، ومن أنهم على دراية بعلامات التعرض للقمح.

وإذا وصف الطبيب لطفلتيك قلم إبينفيرين، فتأكدي من معرفة موظفي المدرسة بكيفية استعمال القلم، وأنه يتعين عليهم الاتصال بالرعاية الطارئة فوراً، إذا كان ذلك ضرورياً. 
كذلك، أخبري الأصدقاء والأقارب وزملاء العمل بحساسية الطعام التي تعاني منها الطفلتان.

ولا تثقي أن المنتج خالٍ مما يجب على طفلتيك الابتعاد عن تناوله إلا بعد أن تقرأي الملصق؛ فبروتينات القمح، وخاصة الغلوتين، تُستخدم كمكثفات غذائية وتظهر في الكثير من الأطعمة غير المتوقعة، ولا تفترضي أيضاً أنك بمجرد استخدام علامة تجارية معينة من المنتج، فهذا يعني أنه آمن دائماً؛ فقد تتغير المكونات.

وإذا قررتم تناول الطعام في الخارج فأخبري موظفي المطعم بشأن حساسية طفلتيك، وتجنبي الأطعمة التي قد يكون بها مصادر خفية من بروتينات القمح، مثل الصلصات أو الأطعمة المقلية التي قد تكون مطبوخة مع غيرها من الأطعمة التي تحتوي على القمح.

اقرأي أيضاً:
الحساسية لبروتينات القمح (ملف)
الداء البطني (السيلياك) .. الداء والغذاء (ملف)