أختي تعاني من الشك.. هل هي فصامية؟
أختي 36 سنة متزوجة، ولديها بنت، تعاني دائما من الشك في كل من حولها، وأصبحت في الفترة الأخيرة لا ترى إلا عيوب الآخرين حتى في أمها، دائمة الشكوى وسوء الظن بشكل مبالغ فيه. دائماً ترى أن زوجها وأهله يتآمرون عليها, منطوية جدا وإذا اختلطت بالناس تكثر الشكوى منهم، ومن طريقتهم، وأنهم يسيئون معاملتها، وأيضا يستغلونها، وحتى في التعامل مع أقرب الناس إخوتها وأمها نفس الطريقة، وهي عصبيه جدا، حتى لأقل سبب تتعصب بشكل مبالغ فيه. فالسؤال هنا هل هي تعانى من مرض الفصام؟ وكيف يمكن التعامل معها؟<?xml:namespace prefix = "o" ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" />
أشكرك لسؤالك، وأرجو أن تساعدك الإجابة إن شاء الله.
لكل منا سمات معينة في شخصيته، تختلف من إنسان لآخر.. فهناك من يميل إلى الانطوائية، وهناك من يهتم بالتفاصيل، وهناك من ينتابه بعض الشك من حين لآخر. ولكن يحدث في بعض الأحيان أن تزيد هذه السمات وتتخطى الحدود المقبولة لتتحول إلى اضطرابات في الشخصية. والحد الفاصل هنا هو مدى الأذى النفسي أو البدني الذي يلحق بصاحب تلك السمات أو بمن حوله، ومدى تأثيرها على حياته وعمله وعلاقاته.
من ضمن اضطرابات الشخصية ما نسميه (اضطراب الشخصية الارتيابية) Paranoid Personality Disorder، والذي يتصف صاحبه أو صاحبته بالشك الزائد في الآخرين.. في نواياهم وأفعالهم، وتفسيرها دائماً على المحمل الخطأ.. يتصور دائماً أن من حوله يدبرون له مؤامرة ويكيدون له المكائد، شخص لا ينسى الإساءة ولا يسامح ولا يعفو، صعب التعامل وخشن الأسلوب.. تملؤه المخاوف والاتهامات للآخرين طوال الوقت. ويبدو أن حالة أختك تتشابه كثيراً مع هذه الأوصاف.
هناك احتمال تشخيصي آخر، وهو ما يسمى بالفصام الباراناوى paranoid schizophrenia، ويتسم المريض هنا بنفس تلك الأعراض بدرجة أكبر، وقد يصاحبها بعض الأعراض الفصامية الأخرى مثل الضلالات والهلاوس.
وهناك بالطبع احتمالات تشخيصية أخرى، لكن أقربها -على حد وصفك- هو ما سبق.
الخبر الجيد هنا أن هذه الحالات، سواء اضطرابات الشخصية الارتيابية أو الفصام الباراناوى، هي حالات معروفة ويمكن علاجها بنجاح كبير.. وهنا أنصحك نصيحتين:
الأولى هي عدم الشدة أو القسوة أو المواجهة المباشرة مع أختك، فحالتها مرضية ويجب تقدير ذلك.
النصيحة الثانية هي سرعة التوجه إلى طبيب نفسي متخصص، وثقتي أنه بإذن الله سوف يفعل كل ما يستطيع للوقوف على التشخيص السليم، ويبدأ معها علاجاً دوائياً ونفسياً ناجعاً بإذن الله.
أشكرك مرة أخرى لسؤالك.. ودعواتي بالشفاء العاجل.