صحــــتك

الذئبة الحمراء.. أعراضها وعلاجها

الصورة
ذكرى القيسي
الذئبة الحمراء

مرض الذئبة الحمراء أو الذئبة الحُمامية المُتعمِّمة (Systemic Lupus Erythematosus) هو مرض التهابي مزمن، يمكن أن يؤثّر على العديد من الأنظمة الجسدية، بما في ذلك المفاصل والجلد والكلى، وخلايا الدم والدماغ، والقلب والرئتين.


يحارب الجهاز المناعي عادة العدوى والبكتيريا الخطرة للحفاظ على صحة الجسم، لكنْ يحدث مرض المناعة الذاتية عندما يهاجم الجهاز المناعي الجسم، لأنه يخلط بينه وبين شيء غريب. هناك العديد من أمراض المناعة الذاتية، بما في ذلك الذئبة الحمامية المُتعمِّمة (الجهازية) أو الذئبة الحمراء.

 

أعراض الإصابة بمرض الذئبة الحمراء

لا تكاد توجد حالتان متشابهتان للإصابة بمرض الذئبة الحمراء، ويمكن أن تظهر العلامات والأعراض فجأة، أو تتطور ببطء، وقد تكون خفيفة أو حادة، أو مؤقتة أو دائمة. يوجد لدى معظم الأشخاص المصابين درجة خفيفة من المرض، يَظهر على شكل نوبات، مثل احمرار الوجه، وتسوء العلامات والأعراض لفترة قصيرة ثم تتحسّن، أو حتى تختفي تمامًا لفترة زمنية أخرى. تشمل العلامات والأعراض الشائعة ما يلي:

  • التعب والحمّى.
  • ألم المفاصل، والتيبّس والتورّم.
  • الطفح الذي يَظهر على شكل الفراشة الحمراء على الوجه، ويغطّي الخدَّين وأعلى الأنف.
  • آفات الجلد التي تَظهر أو تسوء مع التعرّض للشمس (التحسس الضوئي).
  • تحوُّل أصابع اليدين أو القدمين إلى اللون الأبيض أو الأزرق عند التعرض إلى البرد، أو أثناء فترات الضغط النفسي (ظاهرة رينو).
  • ضيق التنفس.
  • آلام الصدر.
  • جفاف العين.
  • الصداع والارتباك وفقدان الذاكرة.

 

 

 

أعراض الذئبة الحمراء 

 

هل للوراثة دور في الإصابة مرض الذئبة الحمراء؟

يحدث مرض الذئبة عندما يهاجم الجهاز المناعي الأنسجةَ السليمة في الجسم، ومن المحتَمل أن يكون مرض الذئبة ناتجاً عن الجينات الوراثية والبيئة. يبدو أن الأشخاص الذين لديهم استعداد وراثي لمرض الذئبة الحمراء قد يُصابون بالمرض عندما يتعاملون مع شيء في البيئة يؤدي إلى تحفيز المرض، أما سبب مرض الذئبة فهو غير معروف في معظم الحالات. تتضمن بعضُ المحفِّزات المحتَملة ما يلي:

  • ضوء الشمس.
  • العدوى.
  • الأدوية، مثل تلك المضادة للتشنّج أو أدوية ضغط الدم أو المضادات الحيوية.

 

Missing عنصر.

 

مضاعَفات الإصابة بمرض الذئبة الحمراء

يمكن لمعظم الأشخاص المصابين أن يعيشوا حياة طبيعية مع أخذ العلاج المناسب. وفقًا لمؤسسة الذئبة الحمراء الأميركية، يعيش 1.5 مليون أميركي على الأقل مع مرض الذئبة الحمراء، وتعتقد المؤسسة أن عدد الأشخاص الذين يعانون بالفعل من هذه الحالة أكبر بكثير، وأن العديد من الحالات لا يتم تشخيصها، لأن علاماته وأعراضه تتشابه مع أمراضٍ أخرى.

 

العلامة الأكثر تمييزًا لمرض الذئبة الحمراء هي ظهور طفح جلدي في الوجه يشبه أجنحة الفراشة، ينتشر على كلا الخدَّين. بالإضافة للطفح الجلدي، هناك تأثيرات مباشرة للمرض على العديد من أجهزة وأعضاء الجسم. فيما يلي بعض الأعضاء التي تتأثر عند إصابة الشخص بمرض الذئبة الحمراء:

الكلْيَتان

يمكن أن يُسبب مرض الذئبة الحمراء ضررًا خطيرًا للكلى، ويُعَد الفشل الكلوي أحد أهم أسباب الوفاة بين الأشخاص المصابين بمرض الذئبة. يمكن أن تشمل العلامات والأعراض الخاصة بمشكلات الكلى: الحكّة العامة، وألم الصدر، والغثيان، والقيء، وتورم الساق (الوذمة).

الدماغ والجهاز العصبي المركزي

إذا تأثَّر الدماغ بمرض الذئبة الحمراء، فقد تشعر بالصداع، أو الدوار، أو التغيرات السلوكية، أو الهلوسات، أو حتى السكتات الدماغية، أو حدوث النوبات. يواجه كثير من الأشخاص المصابين بمرض الذئبة مشكلات تتعلق بالذاكرة، وقد يواجهون صعوبة في التعبير عن أفكارهم.

الدم والأوعية الدموية

يمكن أن يؤدي مرض الذئبة الحمراء إلى مشكلات الدم، ويشمل ذلك: فقر الدم، والخطر المتزايد للإصابة بالنزيف، أو تجلط الدم، كما يمكن أن يسبب التهابَ الأوعية الدموية.

الرئتان

تزيد الإصابة بمرض الذئبة الحمراء من احتمالية حدوث التهاب في البطانة الداخلية لتجويف الصدر (التهاب الجنب)، والذي قد يُسبب ألمًا أثناء التنفس، كما يمكن أن تكون أكثر عُرضة للالتهاب الرئوي.

القلب

يمكن أن يسبب مرض الذئبة الحمراء التهابًا في عضلة القلب أو الشرايين، أو في غشاء القلب (التهاب غشاء التامور)، كما تزيد مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، والأزمات القلبية أيضًا.

العدوى

الأشخاص المصابون بمرض الذئبة الحمراء هم أكثر عرضة للعدوى، لأن هذا المرض وطرق العلاج الخاصة به يُضْعِفان الجهاز المناعي. تتضمن العدوى التي تؤثّر على الأشخاص المصابين بمرض الذئبة بدرجة أكثر شيوعًا كلّاً من عدوى المسالك البولية، وعدوى الجهاز التنفسي، وعدوى الخميرة، والسالمونيلا، والهِرْبس، والهِرْبس النّطاقي (الحزام الناري).

مرض السرطان

من المحتمل أن يزيد مرض الذئبة الحمراء من مخاطر الإصابة بمرض السرطان.

موت أنسجة العظام (النخر اللا وعائي)

يحدث ذلك عندما يقل تدفق الدم إلى العظم، مما يؤدي عادة إلى كسور دقيقة فيه، ثم يؤدي ذلك في النهاية إلى تدهور حالة العظم، ويتأثر مفصل الفخذ بشكل شائع.

مضاعفات الحمل

تزيد مخاطر الإجهاض لدى النساء المصابات بمرض الذئبة الحمراء، إذْ يزيد هذا المرض من مخاطر ارتفاع ضغط الدم خلال فترة الحمل (مقدمة الارتعاج) والولادة المبكرة. ولتقليل مخاطر تلك المضاعفات، يوصي الأطباء عادة بتأخير الحمل حتى تتم السيطرة على المرض لمدة ستة أشهر على الأقل.

 

طرق تشخيص مرض الذئبة الحمراء

يصعب تشخيص مرض الذئبة الحمراء، لأن إشاراته وأعراضه تختلف بدرجة كبيرة من شخصٍ لآخر، وتتداخل مع اضطرابات أخرى، ولا يمكن تشخيص مرض الذئبة باختبار واحد، وإنما يتم التشخيص عن طريق الجمع بين اختبارات الدم والبول، والعلامات والأعراض، وفحص الجسم. يمكن أن تشمل اختبارات تشخيص الذئبة: 

  • فحص عدد كريات الدم الكامل، وقد تشير النتائج إلى وجود فقر الدم، وهو ما يحدث بشكل شائع لدى المصابين بمرض الذئبة، كما يمكن أن يقل عدد خلايا الدم البيضاء أو الصفيحات لدى المصابين بمرض الذئبة أيضًا.
  • معدل ترسيب كرات الدم الحمراء، ويمكن أن يشير المعدل الأسرع من الطبيعي إلى مرضٍ متعلق بالنظام المناعي مثل مرض الذئبة.
  • تحليل البول، والذي يمكن أن يبين ارتفاع مستوى البروتين أو خلايا الدم الحمراء في البول، والذي قد يحدث إذا أصاب مرضُ الذئبة الكليتَين.
  • اختبار أضداد النوى (ANA)، التي يُنتِجها النظام المناعي. بينما يحصل معظم المصابين بمرض الذئبة الحمراء على نتيجة موجَبة في اختبار أضداد النوى، فإنّ معظم الأشخاص الذين يحصلون على نتيجة موجَبة في هذا الاختبار لا يعانون من مرض الذئبة، ولكن في حال حصل المريض على نتيجة موجَبة في اختبار أضداد النوى، فقد يوصيك طبيبك بالمزيد من الاختبارات المرتبطة بالأجسام المضادة.
  • خزعة الكلى.

 

 

علاج مرض الذئبة الحمراء

للأسف لا يوجد علاج نهائي للتخلص من مرض الذئبة الحمراء، وتعتمد طرق العلاج الخاصة بالمرض على العلامات والأعراض لديك، ويتطلب تحديد ما إذا كان من الضروري علاج العلامات والأعراض التي لديك، بالإضافة إلى الأدوية التي سيتم استخدامها، مناقشةً دقيقةً للمزايا والمخاطر مع طبيبك. تتضمن الأدوية التي تُستخدم بكثرة للتحكم في مرض الذئبة الحمراء ما يلي:

مضادات الالتهاب غير الستيرويدية

يمكن استخدام مضادات الالتهاب غير الستيرويدية المتوفرة دون وصفة طبية، مثل نابروكسيد الصوديوم (أدفيل، موترين آي بي، وغيرها) لعلاج الألم والتورم والحمّى المرتبطة بمرض الذئبة. أما مضادات الالتهاب غير الستيرويدية الأكثر قوة فإنها تكون بوصفة طبية. تتضمن بعض الآثار الجانبية لمضادات الالتهاب غير الستيرويدية: نزيفًا في المعدة، ومشكلات الكلى، وربما مخاطر متزايدة لمشكلات في القلب.

الأدوية المضادة للملاريا

يمكن أن تساعد الأدوية التي يشيع استخدامها لعلاج الملاريا، مثل هيدروكسي الكلوروكوين (بلاكونيل)، أيضًا في التحكم في مرض الذئبة الحمراء، ويمكن أن تتضمن الآثار الجانبية لهذا الدواء الشعورَ بعدم الراحة في المعدة، ونادرًا ما يحدث ضرر في شبكية العين.

الستيرويدات القشرية (مشتقات الكورتيزون)

يمكن أن يمنع البريدنيزون وأنواع أخرى من مشتقات الكورتيزون الالتهابَ الناتجَ عن مرض الذئبة الحمراء، ولكنه يتسبب عادة في حدوث آثار جانبية، بما في ذلك: زيادة الوزن، وسهولة الإصابة برضوض، وهشاشة العظام، وارتفاع ضغط الدم، وداء السكّري، ومخاطر متزايدة للإصابة بالعدوى. تزيد مخاطر الآثار الجانبية لهذه الأدوية مع استخدام الجرعات العالية، والعلاج لفترات طويلة.

مثبّطات المناعة

يمكن أن تكون الأدوية التي تعمل على تثبيط جهاز المناعة مفيدة في الحالات الخطيرة لمرض الذئبة الحمراء. تتضمن الأمثلة عن هذه الأدوية: الأزاثيوبرين (الأزاسان، الإميوران)، مايكوفنوليت (سلسبت)، ليفلونوميد (أرافا)، ميثوتريكسات (تريكسال).

 

كما قد تشمل الآثار الجانبية: مخاطر متزايدة للإصابة بالعدوى، وتلف الكبد، وانخفاض الخصوبة، وزيادة خطر الإصابة بالسرطان. يمكن أن يساعد دواء بليمومامب (بينليستا) أيضًا في تقليل أعراض مرض الذئبة الحمراء لدى بعض الأشخاص، وتتضمن آثاره الجانبية الغثيانَ، والإسهالَ والحمّى.

 

توصيات طبية

من أهم التوصيات الطبية لمرضى الذئبة الحمراء هي عدم التعرض للشمس طويلًا, وإجراء الفحوصات الدورية وغيرها، مثل:

  • يساعد إجراء الفحوصات المنتظمة وزيارة الطبيب عندما تبدأ الأعراض في منع اشتداد الأعراض، كما قد يفيد الالتزام بحمية غذائية مدروسة وممارسة التمرينات الرياضية، والحصول على قدر كاف من الراحة، في منع مضاعفات مرض الذئبة الحمراء.
  • لا تتعرض للشمس أكثر من اللازم، نظرًا لأن الأشعة فوق البنفسجية يمكن أن تحفز ظهور الأعراض، لذا لا بُدّ من ارتداء ملابس واقية مثل القبعة، وقميص بأكمام طويلة وبنطال طويل، واستخدام كريمات الحماية من أشعة الشمس مع عامل الحماية من الشمس (SPF) بمعدل 55 قبل الخروج.
  • أقْلِع عن التدخين، إذْ يزيد التدخين من خطر أمراض القلب والأوعية الدموية، ويمكن أن يزيد من شدة آثار مرض الذئبة الحمراء على القلب والأوعية الدموية.

 

الأسئلة الأكثر شيوعاً

ما سبب الإصابة بمرض الذئبة الحمراء؟ 

لا يُعرف السبب وراء مرض الذئبة الحمراء، ويعتقد العلماء أن هناك عوامل وراثية وبيئية قد تكون ذات صلة. بعض العوامل البيئية التي قد تؤدي إلى المرض هي: العدوى، والمضادات الحيوية (وخاصة تلك الموجودة في مجموعة السلفا والبنسلين)، والأشعة فوق البنفسجية، والإجهاد الشديد.

كم يمكن أن يعيش مريض الذئبة الحمراء؟ 

في الأغلب؛ يتم إساءة تفسير الأبحاث التي تُظهِر أن 80-90% من الأشخاص المصابين بمرض الذئبة يعيشون لأكثر من 10 سنوات على أنها تمنح الأفراد المصابين بمرض الذئبة 10 سنوات فقط للعيش بعدما يتم تشخيصه بها.

هل مرض الذئبة الحمراء خطير؟ 

نعم مرض الذئبة الحمراء خطير على صحة الإنسان، فيمكن أن يسبب مرض الذئبة تلفًا خطيرًا في الكلى، ويُعَد الفشل الكلوي من بين الأسباب الرئيسة للوفاة بين المصابين بمرض الذئبة. وعند وصول مرض الذئبة إلى الدماغ، فقد تشعر بالصداع والدوار وتغيرات في السلوك ومشكلات في الرؤية، وحتى السكتات الدماغية أو نوبات الصرع.

ما هو الأكل الممنوع لمرضى الذئبة الحمراء؟ 

من الأطعمة الممنوعة على مرضى الذئبة الحمراء الأغذية الغنية بالدهون المشبعة والمتحولة، مثل الأطعمة المقلية، والمخبوزات التجارية، والحساء، والصلصات الكريمية، واللحوم الحمراء، والدهون الحيوانية، ومنتجات اللحوم المصنعة، ومنتجات الألبان العالية الدسم كالحليب الكامل الدسم، والزبدة، والأيس كريم، والوجبات السريعة الغنية بالدهون غير الصحية التي تضر القلب.

هل مرض الذئبة الحمراء مؤلم؟ 

يسبب مرض الذئبة الحمراء مجموعة واسعة من الأعراض، تختلف من شخص لآخر، ولكن حتى الحالات الخفيفة يمكن أن تكون مؤلمة، ويكون لها تأثير كبير على نوعية حياة الشخص.

هل مرض الذئبة الحمراء يسبب تساقط الشَّعر؟ 

قد يؤدي إلى تساقط شَعر الرأس، وربما يصل في بعض الحالات إلى الصلع.

هل يتم الشفاء من مرض الذئبة الحمراء؟ 

كما أسلفنا، لا يوجد علاج لمرض الذئبة الحمراء؛ لكن تغيير نمط الحياة وأدوية معيّنة يمكن أن تساعد في السيطرة عليها، والتي منها مسكنات الألم.

 

 

ختامًا, مرض الذئبة الحمراء هو مرض التهابي مزمن، يمكن أن يؤثّر على العديد من الأنظمة الجسدية، ويمكن أن تكون له مراحل من تفاقم الأعراض التي تتناوب مع فترات من الركود أو الأعراض الخفيفة، لكن يمكن التعايش مع المرض بتقليل أعراضه واتباع نمط حياة صحي مبني على نظام تغذية علاجية لمرضى الذئبة الحمراء. 

آخر تعديل بتاريخ
12 مايو 2024
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.