عشبة الشنان من الأشجار والنباتات البرية، الاسم العلمي لها هو (Anabasis)، والشنان شجيرة معمِّرة لها سيقان كثيرة التفرع، إذ يمكن أن تصل مساحة تغطيتها الأرضية إلى نحو متر مربع، أوراقها عمومًا مختزلة عصارية مصفرّة، وهنالك أنواع عديمة الأوراق، وجذورها تتعمق في التربة إلى عدة أمتار في الأرض، قد تصل إلى عمق 10-12م، مما يكسبها قوة وطول بقاء.
عشبة الشنان
تنمو عشبة الشنان في المناطق الجافة وشبه الجافة، حيث تقل معدلات أمطارها عن 200 مم سنوياً. ويتحمل هذا النبات ارتفاع الحرارة ويتأثر بالصقيع، وتتراوح درجة الحرارة المثلى لنموه بين 15 و18 ْم. وهذا النبات محب للضوء، وخاصة في مرحلة الإزهار والتلقيح. يعيش في مختلف أنواع التربة، وخاصة في التربة الطينية أو الطميّة، ويتحمل درجة عالية من الملوحة.
ينتشر الشنان برياً في العديد من دول العالم، وخاصة في دول شرق المتوسط (سوريا والأردن وفلسطين والعراق) وشمال أفريقيا. ويستخدم الشنان على نطاق واسع في الطب الشعبي لعلاج مرض السكري والحمى والإكزيما والتهابات الكلى.
أنواع الشنان
تشتمل أنواع الشنان على الآتي:
- عشبة الشنان عديمة الأوراق (Anabasis aphylla)
- عشبة الشنان السورية (Anabasis syriaca)
- عشبة الشنان الصغيرة الأوراق (Anabasis hasusskenchtil)
عشبة الشنان والتحليل الكيميائي النباتي
طبقًا لما نشر عام 2020 في مجلة Int. J. of Pharmacy and Pharmaceutical Science يحتوي نبات الشنان على مجموعة من القلويدات، وهي مواد عضوية تحتوي على عنصر النيتروجين، ومن مميزات القلويدات أن لها خواص فسيولوجية مميزة، فبعضها منشط مثل الكافيين، وبعضها مخدر مثل الكوكايين والمورفين، وبعضها مهدئ ومسكن مثل الكودايين. وقد استخدم الطب الشعبي خلاصة الأفيون كأول عقار لأغراض التنويم منذ الأزل، وحاليًا تم التعرف على التركيب الكيميائي لأكثر من 90% منها.
وتتركز القلويدات في ثمار الشنان حيث تبلغ نسبتها نحو 2% ـ 3%، وأهمها قلويد الأنابازين (anabasine)، وهو سائل طيار شديد السُّمّية، وقلويدات متبلورة أخرى مثل الأفيلين (aphylline) والأفيليدين (aphyllidine) واللوبينين (lupinine)، كما يحتوي على مكونات نباتية مهمة بيولوجيًا، مثل الفلافونويد والفينول، ويحتوي أيضًا على كل من البوتاسيوم وكربونات الصوديوم.
عشبة الشنان والأهمية الاقتصادية والطبّية
نبات الشنان واحد من النباتات الطبية التي لها العديد من الأسماء الأخرى، والتي من بينها صابون العرب والعجرم والحرض وغيرها من المسميات الأخرى، ولثمار الشنان استخدامات مختلفة، إذ يعد نبات الشنان منشطًا طبيعيًا للجهاز التنفسي في الاستخدامات الطبية، لأنه يحتوي على “ميثيل الأنابازين” التي تستعمل أيضا كمادة أولية لإنتاج الفيتامين PP (الفيتامين ب3).
كما يتم استخدام العصارة الخاصة بالنبات التي توجد في الساق في صنع المبيدات الحشرية، لذا فهو من النباتات المهمة جدًا لاستخراج المبيدات الحشرية الطبيعية، كما يحتوي على كل من البوتاسيوم وكربونات الصوديوم. تستخدم هذه العشبة في صناعة الصابون لغسل الملابس، وكذلك في صابون الاستحمام لمن يعانون من الأمراض الجلدية، خاصة البرَص، وكذلك صابون غسل الأواني، وأدوات المطبخ المنزلي.
فوائد عشبة الشنان للجسم:
من بين الفوائد الخاصة بعشبة الشنان للجسم ما يلي:
1. قد يساعد في السيطرة على سكر الدم
أشارت دراسة نشرت عام 2022 في مجلة Molecules إلى أن مستخلصَ نبات الشنان مصدرٌ فعالٌ للتخفيف من الإجهاد التأكسدي والمضاعفات الصحية المرتبطة بمرض السكري. تم تثبيط إنزيمات α-amylase و α glucosidase بواسطة مستخلصات نبات الشنان، مما يشير إلى أنه يمكن استخدام هذا النبات في الأدوية الفعالة المضادة لمرض السكري.
كما أظهرت دراسة أخرى نشرت عام 2012 في مجلة applied pharmaceutical science إلى أن المستخلص الإيثانولي للصابونين في نبات الشنان له تحكم مفيد في نسبة السكر في الدم، بالإضافة إلى دورها الأساسي في منع الاضطرابات الأيضية المختلفة، وتلف الكبد الناجم عن ارتفاع السكر في الدم.
يمكن أن يُعزى النشاط المضاد لمرض السكري إلى مكونات الصابونوين، ويكون نشاطه المضاد لفرط سكر الدم من خلال تحفيز إطلاق الإنسولين من البنكرياس، لكن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتقييم دور الصابونين في علاج مرض السكري.
2. يمكن استخدامه عاملًا مضادًا للميكروبات:
بناء على دراسة نشرت عام 2012 في مجلة (J. of Biotechnology and Pharmaceutical Research) أظهر الفحص الكيميائي النباتي أن هذا النبات غني بشكل خاص بالقلويدات والصابونين التي قد تكون مسؤولة عن نشاطها المضاد للفطريات، ويمتلك هذا النبات أيضًا إمكانية استخدامه عاملًا مضادًا للميكروبات لأنه يمنع بشكل فعال نمو سلالات بكتيرية معينة.
3. ربما يفيد لتخفيف اضطرابات التنفس
يعد نبات الشنان منشطًا طبيعيًا للجهاز التنفسي في الاستخدامات الطبية، ويسهم في حل عديد من المشكلات الخاصة بالتنفس، حيث يحتوي النبات على ميثيل الأنابازين، وهو من بين الأشياء المهمة جدًا التي تعمل على تنشيط التنفس عند الإنسان.
قد يعزز المناعة، مما يجعله مفيدًا لمحاربة نمو الخلايا السرطانية، وأشارت دراسة نشرت في International J. of Pharmaceutical Science إلى أن المستخلصات الكاملة لنبات Anabasis articulata أظهرت نشاطًا مهمًا مضادًا لتكوين الخلايا السرطانية. بالإضافة إلى ذلك، كشفت أن المستخلص الميثانولي للنبات له نشاط مهم في إزالة الجذور الحرة.
4. بسبب محتوياته قد يكون مفيدًا للبشرة والشعر
تدخل عشبة الشنان في العديد من مستحضرات العناية بالشعر لفائدتها الكبيرة في تلميع وترطيب الشعر، ويستخرج منها مستحضرات تستخدم في نعومة الشعر. كما يدخل الشنان أيضًا في صناعة الأدوية التي تعمل على علاج الإكزيما، وهو مرض جلدي، كما يعالج كثيرًا من الأمراض الجلدية، والتي من بينها البرص والبهاق الذي يعد من الأمراض الجلدية المستعصية.
5. قد يحسّن من صحة القلب
أشارت دراسة نشرت عام 2017 في مجلة Diabetes Management إلى أنّ لمركب الصابونين الموجود في عشبة الشنان نشاط مضاد للأكسدة، كذلك يلعب دورًا مهمًا في تقليل أخطار الإصابة بتصلب الشرايين وأمراض القلب والأوعية الدموية بسبب دوره في تقليل الشحوم في الدم.
نصيحة من موقع صحتك
الشنان شجيرة معمرّة لها سيقان كثيرة التفرع، أوراقها مختزلة عصارية مصفرة، وجذورها تتعمق بالتربة إلى عدة أمتار في الأرض، مما يكسبها قوة وطول بقاء، كما يحتوي نبات الشنان على مكونات نباتية مهمة مما يجعل له أهمية اقتصادية وطبية مختلفة.
لثمار الشنان استخدامات مختلفة، فهو منشط طبيعي للجهاز التنفسي في الاستخدامات الطبية، ويدخل أيضًا في صناعة المبيدات الحشرية الطبيعية، وصناعة أنواع مختلفة ذات أغراض متعددة من الصابون.
الشنان واحد من النباتات الطبية، له فوائد مهمة، ويعد مصدرًا فعالًا للتخفيف من الإجهاد التأكسدي والمضاعفات الصحية المرتبطة بمرض السكري، ويدخل في عديدٍ من مستحضرات العناية بالشعر والبشرة، ويمتلك هذا النبات أيضًا إمكانية استخدامه عاملًا مضادًا للميكروبات والفطريات، كما له نشاط مهم مضاد للخلايا السرطانية.