بحثت مجموعة من العلماء مدى تأثير مادة كيميائية تسمى PFAS الموجودة في المأكولات البحرية ، وهي فئة من المواد الكيميائية التي يصنعها الإنسان، والتي تعتبر "مواد كيميائية أبدية" لأنها تبقى في البيئة لفترة طويلة، إذ إن التعرض لهذه المواد الكيميائية ارتبط بمجموعة من الحالات الصحية الخطيرة.
الآن، تُظهِر الأبحاث أن خطر التعرض لـ PFAS يكون أكبر بالنسبة للأشخاص الذين يستهلكون نظامًا غذائيًا غنيًا بالمأكولات البحرية. لكن، لا يقترح مؤلفو الدراسة على الناس تجنب تناول الأسماك تماماً، نظراً لأن المأكولات البحرية لها العديد من الفوائد الصحية، وأن PFAS موجودة في كل مكان في البيئة بشكل عام.
استهلاك المأكولات البحرية والتعرض لـ PFAS
قام الباحثون بالتحقيق في عادات الأكل والتعرض لـ PFAS لدى الأشخاص الذين يعيشون في بورتسموث، نيو هامبشاير، وهي منطقة يحظى فيها استهلاك المأكولات البحرية بشعبية خاصة، وتألفت الدراسة من قسمين.
أجرى الباحثون دراسة استقصائية شملت 1829 من سكان نيو هامبشاير في يونيو 2021 لمعرفة أنواع المأكولات البحرية التي كانوا يستهلكونها وكميتها، وشمل الاستطلاع بيانات استهلاك المأكولات البحرية من البالغين والأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 2 و11 عاماً.
من بين البالغين، أفاد 95% أنهم تناولوا المأكولات البحرية خلال العام الماضي، وتضمنت في أغلب الأحيان الجمبري والحدوق والسالمون والتونا المعلبة. قام الباحثون أيضًا بشراء وتحليل "سلة المأكولات البحرية" التي تضم أنواع المأكولات البحرية الأكثر استهلاكًا من سوق بورتسموث لتحليلها، واكتشفوا 26 نوعًا من مركبات PFAS في الأطعمة المشتراة.
بالنسبة للروبيان والسلطعون، تراوحت تركيزات PFAS أقل من حد الكشف إلى 1.74 و3.30 نانوغرام/غرام، على التوالي. وتشير هذه النتائج إلى أن الأشخاص الذين يتناولون الكثير من المأكولات البحرية يمكنهم بالتالي استهلاك تركيزات إضافية من PFAS.
ما هي المخاطر المرتبطة بـ PFAS؟
عدا عن سميتها، ما يزال هناك الكثير غير معروف حول تأثيرات PFAS في هذا الوقت، لكن يوصي الخبراء بالتقليل من التعرض لهذه المواد قدر الإمكان، فهي تؤثر على مجموعة واسعة من الأنظمة البيولوجية داخل الجسم، ولها مجموعة واسعة من التأثيرات الصحية الضارة.
وقال القائمون على الدراسة: "نحن نتعلم المزيد عن التأثيرات الصحية لـ PFAS كل يوم، لكن الأبحاث أظهرت ارتباطات PFAS بارتفاع مستويات الكوليسترول، وانخفاضًا طفيفًا في الوزن عند الولادة، وارتفاع ضغط الدم الناجم عن الحمل، وانخفاض استجابة الأجسام المضادة للقاحات، وحتى سرطان الكلى والخصية".
أين توجد PFAS بشكل شائع؟
عدا عن وجودها في المأكولات البحرية، يمكن العثور على PFAS في محاليل التنظيف، وأدوات الطهي، وحتى المنتجات الشخصية. ومع ذلك، فإن طريق التعرض الرئيسي، وفقًا للتقييمات، من المرجح أن يكون لدى الأفراد الذين يعملون في الصناعات التي يكون الوصول إليها بشكل أكبر، وقد يكونون أكثر عرضة للتعرض بدرجة عالية من عامة السكان.
وكانت هناك أيضًا حالات أعلى في المجتمعات التي تلوثت فيها مياه الشرب بمادة PFAS، بالإضافة إلى الأطعمة التي تزرع أو تعيش في مناطق ذات مستويات أعلى من هذه المادة. وتشمل المصادر الغذائية لـ PFAS المأكولات البحرية، ولكنها توجد أيضًا في أطعمة أخرى، مثل اللحوم ومنتجات الألبان، ويمكن أن تتسرب من بعض أنواع عبوات المواد الغذائية، مثل علب البيتزا وأكياس الفشار التي تعمل بالميكروويف، إلى طعامنا.