دعت منظمة الصحة العالمية إلى منع استخدام السجائر الإلكترونية المتعددة النكهات عالمياً، وحثَّت على التعامل معها تماماً كالتعامل مع السجائر العادية.
وقالت الوكالة يوم الخميس الماضي إن هناك حاجة إلى "إجراءات عاجلة" للسيطرة على السجائر الإلكترونية، إذ لا توجد أدلة تُذكر تشير إلى أنها تساعد على الإقلاع عن التدخين، بل يمكنه أن يؤدي إلى إدمان النيكوتين لدى غير المدخنين.
ودعت المنظمة إلى إجراء تغييرات، بما في ذلك حظر جميع عوامل النكهة مثل المنثول، وتطبيق نفس التدابير المستخدمة للسيطرة على التبغ في السجائر الإلكترونية، وتشمل الضرائبَ المرتفعة، وحظرَ الاستخدام في الأماكن العامة.
ما هي السجائر الإلكترونية؟
السجائر الإلكترونية هي أجهزة تسمح لك باستنشاق النيكوتين في شكل بخار بدلاً من الدخان، فهي لا تحرق التبغ ولا تُنتِج القطران أو أول أكسيد الكربون، وهما من أكثر الأجزاء ضرراً في دخان التبغ. وتعمل هذه الأجهزة عن طريق تسخين السائل الذي يحتوي على النيكوتين والمنكهات.
يمكن أن تأتي على شكل أقلام vape، والتي تكون على شكل قلم أو أنبوب صغير مزوَّد بخزان لتخزين السوائل الإلكترونية والبطاريات، أو على شكل أنظمة pod قابلة لإعادة الشحن.
ما هي مخاطر السجائر الإلكترونية؟
حذَّرت منظمة الصحة العالمية من أن السجائر الإلكترونية لاقت استخداماً واسع النطاق بين الشباب، فقد أصبح أكثر من نصف الطلاب الأمريكيين الذين جربوها مدمنين.
بالإضافة إلى ذلك، ذكر تقرير الوكالة أن عدد الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و15 عاماً يستخدمونها أكثر من البالغين في جميع مناطق العالم، وذلك بفضل التسويق المكثَّف الذي يستهدف جيل المراهقين، ما يُشكِّل خطراً كبيراً على صحتهم ومستقبلهم.
ومن أهم المخاطر والأضرار التي تلحق بالجسم بسبب هذا النوع من التدخين:
- القلب: يسبب النيكوتين في تسارع نبضات القلب وارتفاع ضغط الدم.
- الرئتين: المزيج الناجم عن خليط المواد الكيميائية والأوكسجين وثاني أكسيد الكربون يسبب العديد من الالتهابات والتشوهات في الرئة.
- الغدة الكظرية: إفراز الأدرينالين يعطي دفعة مؤقتة من الطاقة.
- الأوعية الدموية: يسبب تدخين هذه السجائر تضيق أو انسداد الأوعية الدموية، ما يقلل من مرور الدم الذي يغذي أعضاء الجسم.
أيهما أخطر السجائر الإلكترونية أم العادية؟
تدعي شركات صناعة التبغ أن السجائر الإلكترونية تشكّل مخاطر صحية أقل بكثير من العادية، ويمكن أن تساعد في تقليل أضرارها، مع وجود بعض النكهات والأسعار المنخفضة المهمة لتشجيع المدخنين على التحول، وهو موقف يشاركه فيه بعض المدافعين عن مكافحة التبغ.
ومع ذلك، قالت منظمة الصحة العالمية إن السجائر الإلكترونية تولد مواد من المعروف أن بعضها يسبّب السرطان، ويشكِّل مخاطر على صحة القلب والرئة، وأضافت -نقلًا عن دراسات- أنها يمكن أن تضرّ أيضاً بنموّ الدماغ لدى الشباب.
وأفاد علماء من جامعات في فيرجينيا ونورث كارولينا أنه عندما يدخِّن مستخدمو هذا النوع من التدخين في سياراتهم لمدة أقل من 10 دقائق، يصبح الهواء المحيط بهم محمَّلاً بجسيمات سامّة، تُعرَف على وجه التحديد باسم PM2.5، ويشير ذلك إلى قطر يبلغ 2.5 مايكرومتر أو أصغر.
يمكن توليد هذه الجسيمات السامّة من مصادر طبيعية ومصمَّمة بواسطة الإنسان، مثل حرق الوقود الأحفوري. عند استنشاقه، تخترق المادة الرئتين وتهيّج الجهاز التنفسي بأكمله، مما قد يسبب أو يؤدي إلى تفاقم الربو والتهاب الشُّعَب الهوائية، بالإضافة إلى الصفير الشديد.
وهذه المادة صغيرة بما يكفي لدخول مجرى الدم، مما قد يؤدي إلى التهاب على مستوى نظام الجسم، مما يزيد من المخاطر على صحة القلب والأوعية الدموية.
هل السجائر الإلكترونية الخالية من النيكوتين خطيرة أيضاً؟
يمكن أن تؤدي السجائر الإلكترونية التي لا تحتوي على النيكوتين أيضاً إلى مشكلات في الرئة، وتبيَّن أن هناك حالات تعرَّضَت لمشكلات في الرئة بسببها، بعد أن تم تشخيص أعراض مثل ضيق في التنفس والحمى والقشعريرة، والسعال والقيء والإسهال والصداع والدوخة، وسرعة ضربات القلب وألم في الصدر، وذلك وفقًا لجمعية الرئة الأمريكية.
المصدر: