صحــــتك

التعرض للتبغ يزيد من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني

دراسة: جزيئات التدخين العالقة خطرة على الصحة

التدخين هو من العوامل الرئيسية التي تُهدّد الصحة العامة، إذ يرتبط بالعديد من الأمراض المزمنة، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية، والسرطان، وأمراض الجهاز التنفسي، ومرض السكري من النوع الثاني. وتُشير الدراسات الحديثة إلى أن مخاطر التدخين لا تقتصر على المدخنين وحسب، بل تشمل أيضًا الأجنة والأطفال والأشخاص الذين يتعرضون لدخان التبغ.

ارتبط التعرُّض للتبغ قبل الولادة، والبدء في التدخين خلال مرحلة الطفولة، ومرحلة المراهقة، بشكل كبير بتطور مرض السكري من النوع الثاني في مرحلة البلوغ، وخاصة بالنسبة للأشخاص الذين لديهم مخاطر وراثية مرتفعة للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، وذلك وفقًا لدراسة حديثة تم تقديم نتائجها الأولية في اللقاءات العلمية المتعلقة بنمط الحياة والقلب والتمثيل الغذائي التي عقدتها جمعية القلب الأمريكية في مدينة شيكاغو في الولايات المتحدة الأمريكية.

التدخين في مرحلة البلوغ يزيد من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني

التعرّض للتبغ في مرحلة البلوغ هو عامل خطر معروف للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، فقد أظهرت دراسات سابقة أن الأشخاص الذين يدخنون السجائر هم أكثر عرضة بنسبة 30% إلى 40% للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني مقارنة بالأشخاص غير المدخنين.

 

ومع ذلك، ما يزال من غير الواضح كيف يمكن أن يؤثر التعرض للتبغ في مرحلة مبكرة من الحياة على تطور مرض السكري من النوع الثاني، وكذلك ما إذا كانت هذه العلاقة تختلف بحسب الاستعداد الوراثي المتغاير للإصابة بالمرض، وذلك وفقًا لما قاله الدكتور فيكتور وينز تشونغ، أحد الباحثين الرئيسيين في الدراسة والأستاذ ورئيس قسم علم الأوبئة والإحصاء الحيوي في كلية الطب بجامعة شنغهاي جياو تونغ (SJTU) في الصين.

دراسة لتحديد العلاقة بين التعرض للتبغ في مراحل مختلفة من الحياة ومرض السكري من النوع الثاني

قام الباحثون في هذه الدراسة بمراجعة بيانات ما يقرب من 476000 شخص بالغ من قاعدة بيانات البنك الحيوي في المملكة المتحدة لتحديد العلاقة بين التعرض للتبغ قبل الولادة والتدخين في مرحلة الطفولة (في العمر ما بين 5 إلى 14 سنة)، أو مرحلة المراهقة (في العمر ما بين 15 إلى 17 سنة)، وتطور مرض السكري من النوع الثاني.

 

وقاموا بفحص درجة الخطورة المتعددة الجينات لتقدير مخاطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، بهدف تقييم التفاعلات المحتملة والتأثيرات المشتركة بين التعرض للتبغ في مرحلة مبكرة من الحياة والاستعداد الوراثي للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني. كما درس الباحثون أيضًا ما إذا كان التزام البالغين بنمط حياة صحي، مثل اتباع نظام غذائي صحي، وممارسة الرياضة، والحصول على قسطٍ كافٍ من النوم، والحفاظ على الوزن الطبيعي، وعدم التدخين، قد يؤثر على تطور مرض السكري من النوع الثاني بين الأفراد المعرَّضين لخطر الإصابة بالمرض.

وأظهرت نتائج الدراسة ما يلي:

  • التعرض للتبغ في مرحلة مبكرة من الحياة، سواء قبل الولادة و/أو البدء بالتدخين في مرحلة الطفولة أو المراهقة، يزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، وخاصة لدى الأشخاص الذين لديهم استعداد وراثي للإصابة بهذا المرض.
  • التعرض للتبغ قبل الولادة يزيد خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بنسبة 22% مقارنة بالأشخاص الذين لم يدخنوا مطلقًا.
  • كان الأشخاص الذين بدأوا التدخين في مرحلة الطفولة أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بضعفين، أما الذين بدأوا التدخين في سن المراهقة، فكانوا أكثر عرضة بنسبة 57%، بينما كان الذين بدأوا التدخين في مرحلة الشباب أكثر عرضة بنسبة 33% مقارنة بالأشخاص الذين لم يدخنوا مطلقًا.
  • كان الأشخاص الذين لديهم درجة مخاطر وراثية مرتفعة أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بنسبة 330% إذا تعرضوا للتبغ قبل الولادة، وأكثر عرضة بنسبة 639% إذا بدأوا التدخين في مرحلة الطفولة، وبنسبة 427% إذا بدأوا التدخين في مرحلة المراهقة، مقارنة بالمشاركين الذين لم يتعرضوا للتبغ في مرحلة مبكرة من الحياة ولديهم استعداد وراثي منخفض للإصابة بالمرض.
  • انخفض هذا الخطر المتزايد للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني لدى الأشخاص الذين تعرضوا للتبغ في مرحلة مبكرة من الحياة ولديهم مخاطر وراثية مرتفعة، ولكنهم اتبعوا نمط حياة صحيًا في وقت لاحق من حياتهم بنسبة 67% إلى 81% مقارنة بالأشخاص الذين لم يفعلوا ذلك.

اتباع نمط حياة صحي يقلل من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني

أضاف الدكتور تشونغ: "على الرغم من أن التعرض للتبغ في مرحلة مبكرة من الحياة والاستعداد الوراثي ليسا من الأمور التي يستطيع الأطفال التحكم فيها، فإن نتائجنا تقدم دليلًا على أن عوامل نمط الحياة قد تؤثر بشكل كبير على خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.

 

من المهم للأشخاص، وخاصة أولئك الذين تعرّضوا للتبغ في مرحلة مبكرة من الحياة ولديهم مخاطر وراثية مرتفعة للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، أن يلتزموا بنمط حياة صحي لتقليل خطر الإصابة بالمرض عند البلوغ".

وأكد على أن الدراسة تُظهر وجود علاقة بين التعرض للتبغ في مرحلة مبكرة من الحياة ومرض السكري من النوع الثاني، ولكنها لا تُثبت بشكل قاطع أن التعرض للتبغ يسبّب هذا المرض.

قيود على نتائج الدراسة حول العلاقة بين التعرض للتبغ ومرض السكري من النوع الثاني

على الرغم من أهمية هذه الدراسة، فإن لديها بعض القيود، فهي قائمة على الملاحظة، وتشير نتائجها إلى وجود علاقة بين التعرض للتبغ ومرض السكري من النوع الثاني، ولكنها لا تثبت بشكل قاطع وجود علاقة سببية مباشرة بينهما.

كما أنها اعتمدت على معلومات تم الإبلاغ عنها ذاتيًا من قبل المشاركين حول تعرضهم للتبغ، وبالتالي، قد تتضمّن البيانات بعض الأخطاء. ومن المحتمل أن يكون المشاركون قد تعرّضوا لمصادر أخرى للتبغ في مرحلة مبكرة من حياتهم لم يتم أخذها في الاعتبار في الدراسة، مثل التعرض للتبغ بطريقة غير مباشرة، بما في ذلك، التدخين السلبي والتعرض لبقايا التبغ الطويلة الأمد التي تُعلق في المنازل والأماكن العامة.

 

آخر تعديل بتاريخ
25 أبريل 2024
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.