الأطفال مواليد أكتوبر أقل عرضة للإصابة بفيروس الإنفلونزا

تَوصَّلت دراسة أمريكية حديثة نشرتها المجلة الطبية البريطانية (The BMJ) إلى أن الأطفال الذين يولَدون في شهر أكتوبر هم أكثر تلقيًّا للتطعيم ضد الإنفلونزا وأقل عرضة للإصابة بالإنفلونزا مقارنة بالأطفال المولودين في الشهور الأخرى.

كما أشارت النتائج إلى أن شهر الميلاد يرتبط بتوقيت التطعيم ضد الإنفلونزا واحتمال الإصابة بها، وأن شهر أكتوبر هو أفضل وقت للأطفال الصغار للحصول على اللقاح، وذلك وفق المبادئ التوجيهية الحالية.

التطعيم ضد الإنفلونزا للأطفال: متى هو الوقت الأمثل؟

التطعيم السنوي ضد الإنفلونزا مهم، وخصوصًا للأطفال الصغار وكبار السنّ، والمصابين بأمراض مزمنة مثل مرض القلب أو الرئة أو السرطان، الذين هم أكثر عرضة للإصابة بالإنفلونزا والعدوى الشديدة التي تتطلّب الدخول إلى المستشفى. ويوصي الأطباء بالتطعيم خلال شهر سبتمبر أو أكتوبر لزيادة المناعة خلال ذُروة موسم الإنفلونزا.

وفي الولايات المتحدة، غالبًا ما تَحدُث زيارات الرعاية الصحية الوقائية للأطفال الصغار خلال أشهر ولادتهم، وهو الوقت الأمثل لتلقي لقاح الإنفلونزا، وبالرغم من ذلك لا تتوفر دراسات على نطاق أوسع حول التوقيت الأمثل للتطعيم. ولمعالجة هذا الأمر، شرع الباحثون في تقييم الوقت الأمثل لتطعيم الأطفال الصغار ضد الإنفلونزا.

مواليد شهر أكتوبر يتمتّعون بحماية أفضل من الإنفلونزا

حدَّد الباحثون باستخدام بيانات التأمين الصحي لأكثر من 800,000 طفل تتراوح أعمارهم بين السنتَين والخمس سنوات الذين تلقوا تطعيمًا ضد الإنفلونزا في الفترة ما بين 1 أغسطس و31 يناير، وقاموا بتحليل معدلات الإصابة بالإنفلونزا بين هؤلاء الأطفال حسب شهر الميلاد.

وبعد مراعاة مجموعة من العوامل المُؤثّرة المُحتمَلة مثل العمر، والجنس، والظروف الحالية، والاستفادة من الرعاية الصحية، وحجم الأسرة، أظهرت النتائج أن شهر أكتوبر كان الشهر الأكثر شيوعًا لتطعيم الأطفال.

وفي الوقت نفسه، وَجَد الباحثون أن الأطفال الذين وُلِدوا في شهر أكتوبر لديهم أدنى معدل للإصابة بالإنفلونزا. كان متوسط معدل إصابة الأطفال الذين ولِدوا في شهر أغسطس خلال مواسم الإنفلونزا التي تمت دراستها 3%، بينما كان معدل إصابة الأطفال الذين ولِدوا في شهر أكتوبر 2.7%، وبلغ 2.9% لمن وُلِدوا في شهر ديسمبر.

تطعيم الأطفال ضد الإنفلونزا في شهر أكتوبر قد يُوفّر أفضل حماية

قال الباحثون إن هذه دراسة إحصائية، والنتائج التي توصَّلوا إليها تقتصر على الأطفال الذين شملهم التأمين الصحي وتلقوا الرعاية الطبية، ولا يمكنهم استبعاد احتمال أن تكون هناك عوامل أخرى لم يتم مراعاتها قد أثَّرت على نتائج هذه الدراسة.

وبعد إجراء تحليلات إضافية لتقييم ما إذا كانت العلاقة بين شهر الميلاد واحتمال الإصابة بالإنفلونزا ناتجة عن الصدفة، كانت النتائج متشابهة، مما يُؤكّد استنتاجاتهم.

وأضافوا: "تُشير النتائج التي توصلنا إليها إلى أن برامج الصحة العامة الأمريكية التي تُركِّز على تطعيم الأطفال الصغار في شهر أكتوبر قد توفّر أفضل حماية في مواسم الإنفلونزا، وتوافقت نتائج الدراسة مع المبادئ التوجيهية الحالية التي تُروّج للتطعيم في شهر أكتوبر".

ما هي أعراض الإنفلونزا؟

الإنفلونزا هي عدوى فيروسية تُصيب الرئتين والمسالك الهوائية، تبدأ الأعراض بالظهور بعد يوم إلى أربعة أيام من الإصابة، ويمكن أن تبدأ فجأة، في البداية قد تكون الأعراض خفيفة نسبيًا، وتشمل:

• القشعريرة أو الإحساس بالبرد، وهي الإشارة الأولى.
• الحمّى، وهي شائعة خلال الأيام القليلة الأولى، وتصل أحيانًا إلى حوالي 39 درجة مئوية.
• الشعور بالتوعّك، والضعف، والتعب.
• آلام وأوجاع في جميع أنحاء الجسم، وخاصة في الظهر والساقين.
• الصداع الشديد، ويمكن أن يؤدي الضوء الساطع إلى تفاقم الصداع. 
• التهاب وحكة في الحلق.
• الشعور بالحرقة في الصدر.
• السعال الجاف، وفي وقت لاحق، يمكن أن يصبح السعال شديدًا ويخرج البلغم.
• سيلان الأنف.

كم يومًا تستمر أعراض الإنفلونزا؟

تختفي معظم الأعراض بعد يومَين أو ثلاثة أيام، ولكن تستمر الحمى في بعض الأحيان لمدة تصل إلى 5 أيام، وقد يستمر السعال، والتوعّك، والتعرّق، والتعب لعدة أيام، أو في بعض الأحيان النادرة قد تستمر لأسابيع، خاصة إذا ترافقت بالتهابات جرثومية.

ما هو علاج الإنفلونزا؟

• الراحة وتَجنُّب القيام بمجهود.
• شرب الكثير من السوائل.
• تناول أدوية مثل مسكنات الألم ومزيلات الاحتقان والأدوية المضادة للفيروسات.

كيف يمكن الوقاية من الإنفلونزا؟

يُمكن الوقاية من الإنفلونزا من خلال:

• الحصول على لقاح الإنفلونزا سنويًا، وهو الطريقة الأفضل للوقاية منه، بدءًا من عمر ستة أشهر أو أكثر، وأيضًا لكبار السنّ والمصابين بأمراض مزمنة.
• استخدام الأدوية المضادة للفيروسات في بعض الأحيان.

الوقاية من الإنفلونزا ضرورية للجميع، ولا سيّما للعاملين في مجال الرعاية الصحية والأشخاص المعرَّضين لمخاطر عالية للإصابة بالمضاعفات.