الأشخاص الذين يتناولون أدوية الارتجاع الحمضي أو أدوية خفض الحموضة لمساعدة معدتهم قد يرتفع لديهم خطر الإصابة بالصداع الشديد، وقال الباحثون إن الصداع يمكن أن يرتبط بمثبطات مضخة البروتون التي تقلل الحمض، مثل إيزوميبرازول، وأوميبرازول، ومضادات مستقبلات الهيستامين H2، بالإضافة إلى حاصرات H2، مثل السيميتيدين والفاموتيدين، والمكملات المضادة للحموضة.
ما هو الارتجاع الحمضي ولماذا يحدث؟
يحدث الارتجاع الحمضي بسبب تدفق حمض المعدة إلى المريء، عادة بعد تناول وجبة الطعام أو عند الاستلقاء. ويسبب الارتجاع الحمضي في كثير من الأحيان حرقة المعدة والقرح، ويمكن للأشخاص الذين يعانون من نوبات متكررة من الارتجاع الحمضي أن يصابوا بمرض الارتجاع المَعدي المريئي، والذي يمكن أن يؤدي إلى سرطان المريء.
تفاصيل دراسة أدوية الارتجاع الحمضي والصداع النصفي
قام الباحثون بفحص بيانات 11818 شخصاً أبلغوا عما إذا كانوا يتناولون أدوية تقلل الحموضة، وما إذا كانوا يعانون من الصداع النصفي أو الصداع الشديد خلال التسعين يوماً السابقة. وقال مؤلفو الدراسة: إن 25% من الأشخاص الذين يستخدمون مثبطات مضخة البروتون، وهي واحدة من مضادات الحموضة الأكثر شيوعاً، عانوا من الصداع النصفي أو الصداع الشديد، مقارنة بـ 19% من الأشخاص الذين لا يتناولون الأدوية.
وأفادوا أيضاً أن 25% من الأشخاص الذين يتناولون حاصرات H2 يعانون من صداع شديد مقارنة بـ 20% ممن لا يتناولون الأدوية. وكشفت الدراسة أيضاً أن 22% من الأشخاص الذين يتناولون أي شكل من أشكال أدوية ارتجاع الحمض يعانون من صداع شديد، مقارنة بـ 20% ممن لا يتناولون مضادات الحموضة. ووجد الباحثون أن الأشخاص الذين يتناولون مثبطات مضخة البروتون كانوا أكثر عرضة للإصابة بالصداع النصفي.
وبلغت نسبة الأشخاص الذين يتناولون مثبطات البروتون والذين يتعرضون للصداع النصفي 70% من أولئك الذين لم يتناولوا مثبطات مضخة البروتون، بعد التكيف مع العوامل الأخرى التي يمكن أن تؤثر على خطر الإصابة بالصداع النصفي، مثل الجنس والعمر، وما إذا كان الشخص يستخدم الكحول والكافيين. وكان الأشخاص الذين تناولوا حاصرات H2 أكثر عرضة للإصابة بالصداع النصفي بنسبة 40%، وكان الأشخاص الذين تناولوا مكملات مضادات الحموضة أكثر عرضة بنسبة 30%.
محدودية دراسة أدوية الارتجاع الحمضي
قال المؤلفون إن أحد قيود الدراسة هو أن عددًا صغيرًا فقط من الأشخاص كانوا يتناولون أدوية الارتجاع الحمضي، وخاصة حاصرات H2، وأضافوا: "من المهم ملاحظة أن العديد من الأشخاص يحتاجون إلى أدوية خفض الحموضة لعلاج الارتجاع الحمضي أو الحالات الأخرى، ويجب على الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي أو الصداع الشديد والذين يتناولون هذه الأدوية أو المكملات الغذائية التحدث مع أطبائهم حول ما إذا كان ينبغي عليهم الاستمرار أم لا".
ونظرت الدراسة فقط في الأدوية الموصوفة. فخلال الدراسة، أصبحت بعض الأدوية متاحة للاستخدام بدون وصفة طبية بقوة غير موصوفة طبياً، ولكن لم يتم تضمين استخدام هذه الأدوية المحددة في هذه الدراسة. وقال المؤلفون إن دراسات أخرى أظهرت أن الأشخاص الذين يعانون من أمراض الجهاز الهضمي قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بالصداع النصفي، لكن أحد الباحثين في الدراسة قال إن الارتباط من غير المرجح أن يفسِّر بشكل كامل العلاقة بين الصداع النصفي والأدوية المخفضة للحموضة الموجودة في الدراسة، ومن غير الواضح ما إذا كان خفض مستويات الحمض في المعدة له تأثير واضح على الإصابة بالصداع النصفي.
الروابط المحتملة بين الارتجاع الحمضي والصداع النصفي
يقول العلماء إن الدراسة تثير الوعي والمخاوف بشأن استخدام هذه الفئة من الأدوية لدى مرضى الصداع النصفي، نظراً لوجود ارتباط كبير بين المرضى الذين يعانون من الارتجاع الحمضي وفرط الحموضة والصداع النصفي.
ويمكن أن يحدث الارتجاع الحمضي جنبًا إلى جنب مع الصداع، لكن الباحثين لا يعرفون طبيعة الارتباط بين هذه الحالات.
لكن إحدى النظريات هي أنها مشكلة في الجهاز العصبي المركزي أو مستوى الغلوتامات لدى الشخص، وهو أحد مسهلات مسار الألم، والذي قد يربط بين مرض الارتجاع الحمضي والصداع، وكلاهما يمكن أن يكون جزءاً من عملية التهابية.