صحــــتك

علامات ومضاعفات وعلاج سرطان المثانة

الصورة
ذكرى القيسي
سرطان المثانة

سرطان المثانة (Bladder cancer) هو نوعٌ من أنواع السرطان الذي يبدأ في المثانة ويسيطر على الخلايا المبطنة لها من الداخل، وينتشر أكثر في فئة كبار السن المدخنين، إلا أن ذلك لا يعني أن الأعمار الأخرى ليست معرضة للإصابة.

وقد تتضمن علامات وأعراض سرطان المثانة ما يلي:

- وجود دم في البول (بيلة دموية)، حيث قد يظهر البول بلونٍ أصفر قاتم أو أحمر ساطع أو بلون الكولا. أو ربما يظهر البول طبيعيًا، ولكن يمكن كشف الدم من خلال الفحص المجهري للبول.
- كثرة التبول.
- الألم أثناء التبول.
- ألم الظهر.
- ألم الحوض.

* سبب الإصابة بسرطان المثانة

لا يتضح دائمًا سبب الإصابة بسرطان المثانة. ولكن ربط الأطباء هذه الحالة ببعض عوامل الخطورة مثل:
- التدخين، وذلك من خلال التسبب بتراكم مواد كيميائية ضارة في البول لديك.
- تقدم العمر والرجال أكثر عرضة للإصابة بسرطان المثانة من النساء.
- التعرض لمواد كيميائية معينة مثل الزرنيخ والمواد الكيميائية المستخدمة في صناعة الأصبغة والمطاط والجلد والمنسوجات ومنتجات الطلاء.
- تلقي علاج للسرطان في الماضي مثل عقار السيكلوفوسفاميد (سيتوكسان) المضاد للسرطان.
- تناول أدوية معينة لداء السكري، مثل دواء البيوغليتازون (أكتوس) الخاص بداء السكري. وهناك أدويةٌ أخرى لداء السكري تحتوي على البيوغليتازون، بما فيها البيوغليتازون والميتفورمين (أكتوبلس ميت) والبيوغليتازون والغليميبيريد (ديوتاكت).
- التهاب المثانة المزمن الناجم عن العدوى الطفيلية التي تعرف بداء البلهارسيات.
- التاريخ المرضي الشخصي أو العائلي لسرطان البنكرياس، كما أن وجود تاريخٍ مرضيّ لدى العائلة يتضمن الإصابة بسرطان القولون والمستقيم الوراثي غير السلائلي (HNPCC)، والذي يدعى أيضًا متلازمة لينش، قد يزيد من خطر إصابتك بالسرطان في الجهاز البولي، فضلاً عن القولون والرحم والمبايض وغيرها من الأعضاء.

* أنواع سرطان المثانة

- سرطان الخلايا الانتقالية

يبدأ سرطان الخلايا الانتقالية على الأغلب في الخلايا التي تبطن الجزء الداخلي للمثانة. حيث تتمدد الخلايا الانتقالية حين تكون المثانة ممتلئةً وتتقلّص حين تكون المثانة فارغة. تبطّن نفس هذه الخلايا الجزء الداخلي للحالبين والإحليل، ويمكن أن تتكون أورامٌ في هذه المناطق أيضًا. 

- سرطان الخلايا الحرشفية

تَظهر الخلايا الحرشفية في المثانة كرد فعل على العدوى والتهيّج، وبمرور الوقت، تصبح هذه الخلايا سرطانية. وهو أكثر شيوعًا في أجزاء من العالم تشكّل فيها عدوى طفيلية محددة (داء البلهارسيات) سببًا سائدًا لعدوى المثانة.

- الورم الغدي

يبدأ الورم الغدي في الخلايا التي تتكون منها الغدد المفرزة للمخاط في المثانة.

* طرق تشخيص سرطان المثانة

1- تنظير المثانة

يُدخل الطبيب خلال تنظير المثانة أنبوبًا ضيقًا (منظار المثانة) من خلال الإحليل. ويضم المنظار عدسةً وجهاز إضاءة من الألياف الضوئية؛ ما يتيح للطبيب رؤية الجزء الداخلي من منطقة الإحليل والمثانة. وعادةً ما يعطيك الطبيب مخدرًا موضعيًا خلال تنظير المثانة للمساعدة في إراحتك أثناء ذلك.

2- الخزعة

في أثناء تنظير المثانة، قد يمرر طبيبك أداةً خاصةً عبر المنظار إلى داخل المثانة بغية جمع عينة خلايا (خزعة) بغية إخضاعها للاختبار. ويُسمى هذا الإجراء أحيانًا بالقطع بطريق الإحليل (TUR). ويمكن استخدام القطع بطريق الإحليل لمعالجة سرطان المثانة أيضًا. وعادة يتم إجراء هذا الاختبار بعد إعطاء المريض تخديرًا عامًا.

3- عينة بولية لفحص الخلايا

يتم تحليل عينةٍ من بولك تحت المجهر للتحقق من وجود خلايا سرطانية خلال إجراءٍ يدعى أخذ عينة بولية لفحص الخلايا.

4- اختبارات التصوير

تتيح اختبارات التصوير للطبيب فحص مسالك البول لديك، ويتم استخدام صبغة في بعض الأحيان، حيث يتم حقنها في أحد الأوردة قبل الشروع في الإجراء، وإن إجراء صورة الحويضة الوريدية هو نوعٌ من اختبارات التصوير بالأشعة السينية، والذي يستخدم صبغةً لإظهار الكليتين والحالبين والمثانة. أما فحص التصوير المقطعي المحوسب (CT)، فهو أحد أنواع اختبارات الأشعة السينية الذي يتيح للطبيب رؤية المسلك البولي والأنسجة المحيطة على وجهٍ أفضل.

وحالما يتم التثبّت من أنك تعاني من سرطان المثانة، فإن طبيبك قد يطلب اختباراتٍ إضافيةً لتحديد مدى (مرحلة) السرطان.
- المرحلة 1.. يحدث السرطان في هذه المرحلة في البطانة الداخلية للمثانة ولكنه لم يهاجم الجدار العضلي لها بعد.
- المرحلة 2.. يكون السرطان خلال هذه المرحلة قد هاجم جدار المثانة ولكنه لا يزال مقتصرًا على المثانة فقط.
- المرحلة 3.. تكون خلايا السرطان قد انتشرت من خلال جدار المثانة إلى النسيج المحيط. كما قد تكون انتشرت إلى البروستاتا لدى الرجال أو الرحم أو المهبل لدى النساء.
- المرحلة 4.. عند الوصول إلى هذه المرحلة، ربما تكون خلايا السرطان قد انتشرت إلى العقد الليمفاوية والأعضاء الأخرى، مثل الرئتين أو العظام أو الكبد.

* طرق علاج سرطان المثانة

تعتمد الخيارات العلاجية لسرطان المثانة على عددٍ من العوامل، ومنها نوع السرطان ومرحلته وصحتك العامة والعلاجات المفضلة لحالتك. لذا، ناقش خياراتك مع الطبيب لتحديد أيّ العلاجات هو الأفضل بالنسبة لك.

أولا: الجراحة

* إذا كان السرطان لديك صغيرًا جدًا ولم يهاجم جدار المثانة بعد، فقد يوصي طبيبك بما يلي:

- جراحة استئصال الورم

غالبًا ما يُستخدم القطع بطريق الإحليل لاستئصال سرطانات المثانة المحصورة بالجدران الداخلية لها. وأثناء هذا الإجراء، يمرر الطبيب حلقةً سلكيةً صغيرةً عبر منظارٍ إلى داخل مثانتك، حيث تُستخدم هذه الحلقة لحرق خلايا السرطان بواسطة تيارٍ كهربائي. وفي بعض الحالات، قد يُستخدم ليزر عالي الطاقة بدلاً من التيار الكهربائي، وربما يسبب القطع بطريق الإحليل ألمًا أو دمًا في البول لمدة بضعة أيامٍ بعد الإجراء.

- جراحة إزالة الورم وجزء صغير من المثانة

يقوم الجراح باستئصال جزء المثانة الذي يحتوي على الخلايا السرطانية فحسب. وربما يعدّ استئصال المثانة القِطعيّ خيارًا إذا كان السرطان محدودًا على منطقةٍ واحدةٍ من المثانة يسهل استئصالها دون الإضرار بوظيفة المثانة. وتنطوي الجراحة على مخاطر التعرض للنزف والعدوى، حيث قد تعاني من التبوّل بمعدل أكثر تكرارًا بعد استئصال المثانة القِطَعيّ، وذلك بسبب أن هذه العملية تحدّ من حجم مثانتك. ومع مرور الوقت، يمكن أن يتحسّن ذلك.

إذا كان السرطان قد هاجم الطبقات الأعمق من جدار المثانة، ستتم:

- جراحة إزالة المثانة بالكامل

يتم نزع المثانة بكاملها، إضافةً إلى العقد الليمفاوية المحيطة. ولدى الرجال، تتضمن هذه العملية عادة استئصال البروستاتا والحويصلات المنوية، أما لدى النساء، فإنها تشمل استئصال الرحم والمبايض وجزءٍ من المهبل. وينطوي استئصال المثانة على مخاطر التعرض للعدوى والنزيف. وربما يسبب استئصال البروستاتا والحويصلات المنوية لدى الرجال خلل الانتصاب، ولكن في الكثير من الحالات، يمكن أن يحاول الجراح أن يتجنب الأعصاب اللازمة للانتصاب، أما لدى النساء، فيسبب استئصال المبايض العقم وانقطاع الطمث المبكر.

- جراحة إنشاء مسار جديد لتصريف البول من الجسم

يعمل طبيبك بعد إجراء استئصال المثانة الشعاعي مباشرةً على إنشاء مسار جديدٍ لطرد البول. وهناك العديد من الخيارات، ويعتمد الخيار الأفضل بالنسبة لك على حالتك وعلى تفضيلاتك الشخصية، حيث يمكن أن يشكّل الطبيب أنبوبًا (قناةً بوليةً) باستخدام جزءٍ من أمعائك، ويمتد هذا الأنبوب من الكليتين إلى خارج الجسم، حيث يتم تفريغه في حقيبةٍ (كيس لإدرار البول) ترتديها على بطنك.

وفي إجراءٍ آخر، قد يستخدم الجراح جزءًا من الأمعاء لتشكيل حاوية صغيرة لتخزين البول داخل جسمك (تحويلة التبول الجلدية الصناعية). وبإمكانك تفريغ البول من هذه الحاوية عبر فتحةٍ في بطنك باستخدام قسطرة عدّة مرّاتٍ في اليوم. وفي حالاتٍ محددة، يمكن أن يشكّل الجراح كيسًا شبيهًا بالمثانة باستخدام قطعةٍ من أمعائك (مثانة جديدة). ويتم وضع هذه المثانة الجديدة داخل جسمك وربطها بالإحليل؛ وهو ما يسمح لك بالتبول على نحو طبيعي، وقد تحتاج إلى استخدام قسطرةٍ لتفريغ كل البول من مثانتك الجديدة.

ثانيا: العلاج المناعي

يعمل العلاج البيولوجي، والذي يسمى أحيانًا بالعلاج المناعي، من خلال تنبيه الجهاز المناعي في جسمك للمساعدة في مكافحة خلايا السرطان. ويتم تقديم العلاج البيولوجي لسرطان المثانة عادة من خلال الإحليل إلى داخل المثانة مباشرةً (العلاج داخل المثانة).

وتتضمن عقاقير العلاج البيولوجي المستخدمة لمعالجة سرطان المثانة ما يلي:

- بكتيريا منبهة للجهاز المناعي..

Bacillus Calmette-Guerin (BCG) هي بكتيريا تُستخدم في اللقاحات الخاصة بمرض السّل. ويمكن أن تسبب هذه البكتيريا تهيّج المثانة وخروج الدم في البول، كما أن بعض الأشخاص يشعرون وكأنهم مصابون بالأنفلونزا بعد العلاج بهذه البكتيريا.

- نسخة صناعية من بروتين الجهاز المناعي..

 الإنترفيرون هو بروتينٌ يصنعه جهازك المناعي لمساعدة جسمك في مقاومة العدوى. ويمكن استخدام نسخةٍ صناعيةٍ من الإنترفيرون، تسمى الإنترفيرون ألفا-2ب (إنترون أ)، لمعالجة سرطان المثانة. ويُستخدم الإنترفيرون ألفا-2ب مجتمعًا أحيانًا مع المتفطرة البقرية، وربما يسبب هذا البروتين أعراضًا شبيهةً بأعراض الأنفلونزا. ويمكن تقديم العلاج البيولوجي بعد القطع بطريق الإحليل للحدّ من خطورة معاودة السرطان.

ثالثا: العلاج الكيميائي

في العلاج الكيميائي، يتم استخدام أدوية لقتل الخلايا السرطانية، ويتضمن العلاج الكيميائي لسرطان المثانة عادة استخدام دواءين أو أكثر للعلاج الكيميائي مجتمعين معًا. ويمكن إعطاء الأدوية من خلال وريدٍ في الذراع، أو يمكن توصيلها إلى المثانة مباشرةً من خلال تمرير أنبوبٍ عبر الإحليل. وقد يُستخدم العلاج الكيميائي لقتل الخلايا السرطانية التي قد تبقى بعد العملية الجراحية، كما يمكن أن يُستخدم قبل الجراحة. وفي هذه الحالة، يمكن أن يعمل العلاج الكيميائي على تقليص الورم بصورةٍ كافيةٍ تسمح للجراح بعدم عمل فتحة جراحية جائرة. يتم جمع العلاج الكيميائي في بعض الأحيان مع العلاج الإشعاعي.

رابعا: العلاج الإشعاعي

قلّما يُستخدم العلاج الإشعاعيّ لدى المصابين بسرطان المثانة، وفي هذا العلاج، يتم استخدام حزم إشعاعية ذات طاقة عالية يتم توجيهها نحو السرطان لتحطيم الخلايا السرطانية. ويتم العلاج الإشعاعي لسرطان المثانة عادةً بواسطة آلةٍ تدور حول جسمك، موجهةً حزم الطاقة إلى نقاطٍ محدّدة. ويمكن استخدام العلاج الإشعاعي بعد الجراحة لقتل الخلايا السرطانية التي قد تتبقى، وقد يتم دمج العلاج الإشعاعيّ أحيانًا مع العلاج الكيميائي.

* نصائح للوقاية من سرطان المثانة
لدى قرابة 80% من المرضى، يتم اكتشاف ورم سطحي لا يخترق عضلات المثانة، بينما لدى 20% يتم اكتشاف سرطان المثانة في مراحل متقدمة.
وبالرغم من عدم وجود طريقةٍ مضمونةٍ للوقاية من سرطان المثانة، فبإمكانك اتخاذ خطوات لتقليل تعرّضك للخطر، منها على سبيل المثال:

- عدم التدخين
إن الامتناع عن التدخين يعني درء تراكم المواد الكيميائية التي تسبب السرطان في مثانتك. وإذا لم تكن من المدخنين، فلا تُقدِم على ذلك. أما إذا كنت من المدخنين، فتحدّث إلى طبيبك عن خطةٍ لمساعدتك في التوقف عنه، وربما تساعدك مجموعات الدعم والأدوية وغير ذلك من الطرق في الإقلاع عن التدخين.

- توخَّ الحذر عند التعامل مع المواد الكيميائية
إذا كنت تتعامل مع المواد الكيميائية، فاتبع تعليمات السلامة لتجنّب التعرض لمخاطرها.

- احرص على شرب الماء طوال اليوم
بصفة عامة، إن شرب السوائل، والماء على وجه التحديد، يمكن أن يخفّف من تركيز المواد السامة التي قد تكون متجمّعةً في البول، بل ويطردها من المثانة بسرعةٍ أكبر. ولم تتوصل الدراسات بعد إلى نتيجةٍ حاسمةٍ فيما إن كان شرب الماء كفيلاً بالحدّ من خطر إصابتك بسرطان المثانة أم لا.

- اختر مجموعة متنوعة من الفواكه والخضراوات
اختر نظامًا غذائيًا صحيًا غنيًا بالفاكهة والخضراوات الصحية المتنوعة، فقد تفيد مضادات الأكسدة الموجودة في الفواكه والخضراوات في التقليل من خطر إصابتك بالسرطان.


* المصدر
Bladder Cancer

آخر تعديل بتاريخ
02 أغسطس 2021
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.