تحليل الأمونيا (Ammonia Test) هو فحص طبي يقيس مستوى الأمونيا في الدم، والتي تُعد ناتجًا ثانويًا لعملية هضم البروتينات. يُستخدم هذا التحليل لتشخيص حالات مرَضية مرتبطة بتراكم الأمونيا، مثل أمراض الكبد واضطرابات دورة البولة (اليوريا)، التي قد تسبب مضاعفات خطيرة على الدماغ والجسم.
ما هو تحليل الأمونيا ؟
يقيس تحليل الأمونيا كمية الأمونيا (NH3) في عينة من الدم. تُعد الأمونيا ناتجًا ثانويًا طبيعيًا في الجسم، حيث تُنتجها البكتيريا النافعة في الأمعاء أثناء هضم البروتينات الموجودة في الطعام. بشكل طبيعي، يقوم الكبد بتحويل الأمونيا إلى ناتج ثانوي آخر يُسمى البولة، أي اليوريا (Urea)، وتقوم الكليتان بإخراج البولة عن طريق البول، وهذه العملية تُعرف بدورة البولة أي دورة اليوريا (Urea Cycle).
عندما يكون الجسم سليمًا، تمنع دورة اليوريا تراكم الأمونيا في الدم، وهو أمر ضروري، إذ إن الأمونيا سامة جدًا للدماغ، كما أن الارتفاع الطفيف في مستوى الأمونيا في الدم يمكن أن يسبب تغيم الوعي، وحتى تلفًا دائمًا في الدماغ، أو الغيبوبة، أو حتى الوفاة.
أكثر الأسباب شيوعًا لارتفاع مستويات الأمونيا هو مرض الكبد، كما تشمل الأسباب الأخرى الفشل الكلوي وبعض الاضطرابات الوراثية المعروفة باضطرابات دورة اليوريا (Urea Cycle Disorders). يُطلق على المصطلح الطبي لارتفاع مستويات الأمونيا اسم "فرط أمونيا الدم" (Hyperammonemia).
أسماء أخرى للتحليل:
- تحليل NH3.
- تحليل أمونيا الدم.
- أمونيا المصل.
- أمونيا البلازما.
ما هي استخدامات تحليل الأمونيا؟
قد يُستخدم تحليل الأمونيا للمساعدة في تشخيص مستويات الأمونيا العالية لدى الأشخاص الذين يُظهرون أعراضًا تشير إلى ذلك. هذا التحليل وحده لا يكفي لتشخيص الحالات التي تؤدي إلى زيادة الأمونيا في الدم، ولكنه قد يُستخدم بجانب اختبارات أخرى لتحديد السبب. تساعد تحاليل الأمونيا في تشخيص حالات مثل:
- الاعتلال الدماغي الكبدي (Hepatic Encephalopathy): يحدث عندما تتراكم السموم، بما في ذلك الأمونيا، في الدماغ لأن الكبد غير قادر على تكسيرها والتخلص منها، مما يؤدي إلى فقدان الذاكرة، وتشوش الذهن، وفقدان الوعي، والغيبوبة.
- متلازمة راي (Reye Syndrome): مرض نادر يتسبب في تلف الدماغ والكبد، ويُعد قاتلًا إذا لم يُعالج. غالبًا ما يحدث عند الأطفال دون سن 15 عامًا الذين تعرضوا لعدوى فيروسية مع ارتفاع في درجة الحرارة، مثل الجدري المائي أو الإنفلونزا. يزيد تناول الأسبرين أثناء المرض الفيروسي من خطر الإصابة بمتلازمة راي.
- اضطرابات دورة اليوريا (UCDs): هي مجموعة من الحالات الوراثية النادرة التي تنتقل من الوالدين، وإذا كان لديك اضطراب في دورة اليوريا، فهذا يعني أن جسمك يفتقر إلى الإنزيمات اللازمة لتحويل الأمونيا إلى يوريا، وقد تظهر الأعراض بعد الولادة مباشرة أو في وقت لاحق في الحياة. يتم اختبار الأطفال حديثي الولادة لبعض اضطرابات دورة اليوريا كجزء من الفحوصات الروتينية، ويمكن للطبيب أو فني المختبر تقديم مزيد من المعلومات حول الاختبارات المتاحة في منطقتك.
تُستخدم تحاليل الأمونيا أيضًا لمراقبة الحالات التي تسبب ارتفاع مستويات الأمونيا وللتأكد من فعالية العلاج.
لماذا أحتاج إلى تحليل الأمونيا؟
قد تحتاج إلى هذا التحليل إذا كنت تعاني من أعراض قد تكون ناتجة عن ارتفاع مستويات الأمونيا في الدم، وتختلف هذه الأعراض حسب مستوى الأمونيا وعمر الشخص. تشمل الأعراض لدى الأطفال والبالغين:
- الشعور بالتهيج.
- نقص الطاقة أو اليقظة العقلية، أو الشعور بالنعاس الشديد.
- القيء.
- الصداع.
- فقدان التناسق العضلي، مما قد يسبب صعوبات في المشي أو الكلام.
- تغييرات في السلوك.
- التشوش وتغيم الوعي، بما في ذلك عدم اليقين بشأن الوقت أو المكان أو الأشخاص.
- تقلبات مزاجية.
- نوبات صرع.
تشمل الأعراض الأخرى لدى الأطفال:
- تأخر في الطول أو زيادة الوزن.
- ضعف في قوة العضلات.
- تأخر النمو.
يمكن أن تظهر الأعراض لدى الأطفال حديثي الولادة في غضون ثلاثة أيام بعد الولادة، وقد تشمل التنفس السريع أو إصدار أصوات أثناء التنفس. إذا ظهرت أي من هذه الأعراض على طفلك أو مولودك، اتصل بالطبيب أو فني المختبر فورًا.
إذا كان لديك تاريخ عائلي لاضطرابات وراثية في دورة اليوريا، فقد تحتاج إلى هذا التحليل أنت وطفلك حتى في حال عدم وجود أعراض. إذا تم تشخيصك بارتفاع مستويات الأمونيا، قد تحتاج إلى هذا التحليل لتقييم فعالية العلاج.
ماذا يحدث خلال تحليل الأمونيا ؟
في معظم الحالات، سيقوم فني المختبر بأخذ عينة من الدم من وريد في ذراعك باستخدام إبرة صغيرة، وبعد إدخال الإبرة، سيتم جمع كمية صغيرة من الدم في أنبوب اختبار أو قنينة. قد تشعر بلسعة صغيرة عند إدخال الإبرة أو إخراجها، وعادةً ما يستغرق هذا أقل من خمس دقائق.
في بعض الحالات، قد يتم أخذ العينة من شريان، وهو الوعاء الدموي الذي يحمل الدم من القلب إلى باقي الجسم. يعتقد بعض الأطباء أن الدم المأخوذ من شريان يعطي نتائج أدق في هذا الفحص، ويتم سحب الدم من شريان في المعصم أو الذراع أو الفخذ باستخدام إبرة متصلة بمحقنة.
يكون أخذ الدم من الشريان أكثر إيلامًا من سحب الدم من وريد، وقد يتم تطبيق مخدر موضعي على الجلد أولاً. بعد ذلك، يتم تضميد الموقع، ويتم الضغط عليه لمدة خمس دقائق على الأقل لإيقاف النزيف. قد يُطلب منك تجنب رفع الأشياء الثقيلة لمدة 24 ساعة بعد التحليل. لجمع عينة دم من طفل حديث الولادة، يقوم فني المختبر بتنظيف كعب الطفل بالكحول، ثم وخزه بإبرة صغيرة لجمع بضع قطرات من الدم، وبعدها يتم تضميد الكعب.
هل يجب أن أقوم بأي استعدادات قبل التحليل؟
سيعطيك الطبيب أو فني المختبر تعليمات محددة حول كيفية الاستعداد لتحليل الأمونيا، وينبغي تجنب التدخين لعدة ساعات قبل التحليل، وقد يُطلب منك تجنب التمارين الشاقة والكحول لفترة معينة. قد يُطلب منك أيضًا الصيام لعدة ساعات، وربما يتم توجيهك للتوقف عن تناول بعض الأدوية، بما في ذلك مدرّات البول (حبوب الماء) ومسكنات الألم الأفيونية. لكن لا تتوقف عن تناول أي أدوية بوصفة طبية دون استشارة الطبيب أولاً. لا يحتاج الأطفال إلى أي استعدادات خاصة قبل التحليل.
هل هناك أي مخاطر لتحليل الأمونيا؟
تُعد مخاطر إجراء تحليل الأمونيا ضئيلة، وقد تشعر بألم طفيف أو كدمة في المكان الذي وُضعت فيه الإبرة، لكن معظم الأعراض تختفي بسرعة. إذا تم أخذ العينة من شريان، فقد يحدث نزيف في المكان الذي وُضعت فيه الإبرة. في حالات نادرة، قد يصاب عصب أو الشريان بأضرار.
ماذا تعني النتائج؟
سيستخدم الطبيب نتائج تحليل الأمونيا والأعراض والتاريخ الطبي لفهم دلالات مستويات الأمونيا على صحتك، وتختلف المستويات الطبيعية حسب العمر، ولكن بشكل عام، تكون المستويات المنخفضة طبيعية وصحية. إذا كانت نتائج التحليل طبيعية، ربما سيطلب الطبيب اختبارات أخرى لمعرفة سبب الأعراض، أما إذا أظهرت النتائج مستويات أمونيا أعلى من الطبيعي، فهذا يعني غالبًا أن الجسم يواجه صعوبة في التخلص من الأمونيا. يمكن أن تسبب العديد من الحالات الصحية ارتفاع مستويات الأمونيا، بما في ذلك:
- أمراض الكبد، مثل تليف الكبد (Cirrhosis) أو التهاب الكبد (Hepatitis).
- الاعتلال الدماغي الكبدي.
- أمراض الكلى أو فشل الكلى.
- بعض الاضطرابات الوراثية، بما في ذلك اضطرابات دورة اليوريا.
- متلازمة راي (شائعة بين الأطفال والمراهقين).
- تناول بعض الأدوية.
إذا كانت نتائج تحليل الأمونيا مرتفعة، عادةً ما يتم إجراء المزيد من الفحوصات لتحديد السبب، وتعتمد خطة العلاج على الحالة المسببة للمشكلة.
الأسئلة الأكثر شيوعًا
ما هو هرمون الأمونيا؟
لا يُعد الأمونيا هرمونًا، بل هو ناتج فضلات نيتروجينية يتكون أثناء عملية تكسير البروتينات في الجسم، وتُنتج الخلايا، خاصة في الكبد والكلى والأمعاء، الأمونيا، وعادة يتم تحويلها في الكبد إلى يوريا للتخلص منها عبر الكلى.
ما الفرق بين الأمونيا واليوريا؟
الأمونيا مادة سامة تُنتَج عند تكسير البروتينات، ويقوم الكبد بتحويلها إلى اليوريا، التي تعتبر أقل سُمّية وأسهل للتخلص منها عن طريق البول، وهذا التحول جزء من دورة اليوريا التي تساعد الجسم على التخلص من النفايات النيتروجينية بفاعلية.
ما هي نسبة الأمونيا الطبيعية؟
تختلف نسبة الأمونيا الطبيعية في الدم بناءً على العمر والجنس، وتتراوح للبالغين بين 15 إلى 45 ميكروغراما/ديسيلتر (11 إلى 32 ميكرومول/لتر) تقريبًا. يمكن أن تختلف القيم باختلاف المختبرات والمعدات المستخدمة، لذا يُفضل استشارة الطبيب لفهم النتائج بشكل دقيق
ماذا يعني ارتفاع الأمونيا في الدم؟
ارتفاع مستويات الأمونيا في الدم، المعروف بحالة فرط أمونيا الدم، يحدث عندما تفشل الكبد في تحويل الأمونيا إلى يوريا بشكل فعال، مما يؤدي إلى تراكمها في الدم. الأمونيا مادة سامة، خاصة للدماغ، ويمكن أن تسبب أعراضًا مثل الارتباك، والإرهاق، والقيء، وقد تؤدي إلى غيبوبة أو حتى الوفاة في الحالات الشديدة. من أهم أسباب هذه الحالة أمراض الكبد والكلى، وأحيانًا الاضطرابات الوراثية التي تعوق دورة اليوريا.
نصيحة من موقع صحتك
يعد تحليل الأمونيا (Ammonia Test) أداة مهمة في تشخيص ومراقبة الحالات التي تؤدي إلى تراكم الأمونيا في الدم، مما يسهم في الوقاية من المضاعفات الخطيرة التي قد تؤثر على الدماغ ووظائف الجسم الحيوية. يُعتبر هذا التحليل مفيدًا للكشف عن مشكلات الكبد، مثل الاعتلال الدماغي الكبدي وأمراض الكلى، فضلاً عن بعض الاضطرابات الوراثية النادرة كاضطرابات دورة اليوريا. بفضل هذا التحليل، يستطيع الأطباء تحديد مدى فعالية العلاجات وتوجيه المرضى نحو الخطوات الوقائية اللازمة للحفاظ على صحتهم. ولأن تراكم الأمونيا يمثل خطورة عالية، خاصة لدى الأطفال وحديثي الولادة، يُعد التشخيص المبكر والمتابعة المستمرة أمرَين حاسمَين في التعامل مع الحالة وتقليل تأثيرها على جودة الحياة.