فحص الألدوستيرون هو اختبار لقياس مستويات هرمون الألدوستيرون في الدم أو البول. يُنتَج هذا الهرمون في الغدد الكظرية ويُساعد في تنظيم توازن السوائل وضغط الدم من خلال التحكم في مستويات الماء والصوديوم والبوتاسيوم. يُستخدم الفحص لتشخيص اضطرابات الغدد الكظرية، مثل ارتفاع أو انخفاض ضغط الدم، أو مشكلات أخرى في توازن شوارد الصوديوم والبوتاسيوم.
ما هو فحص الألدوستيرون؟
فحص الألدوستيرون (ALD) يقيس كمية هرمون الألدوستيرون في الدم أو البول. الألدوستيرون هو هرمون يتم إنتاجه بواسطة الغدد الكظرية (Adrenal Glands)، وهما غدتان صغيرتان تقعان فوق الكلى. يلعب هذا الهرمون دورًا رئيسيًا في الحفاظ على استقرار ضغط الدم من خلال توازن مستويات الماء والصوديوم والبوتاسيوم في الدم، وهما من الشوارد (Electrolytes) المهمة.
عندما ينخفض ضغط الدم، يقوم الألدوستيرون بتحفيز الكلى على الاحتفاظ بالصوديوم في الدم والتخلص من البوتاسيوم عبر البول. هذا يساعد في الاحتفاظ بالماء في الدم، مما يؤدي إلى رفع ضغط الدم. وعندما يعود ضغط الدم إلى وضعه الطبيعي، تنخفض مستويات الألدوستيرون.
مشكلات صحية ناتجة عن اضطرابات مستويات الألدوستيرون
يمكن أن تؤدي مستويات الألدوستيرون غير الطبيعية إلى حالات صحية خطيرة، منها:
- ارتفاع ضغط الدم.
- انخفاض ضغط الدم.
- اضطرابات في مستويات الماء والصوديوم والبوتاسيوم، والتي قد تؤثر على عمل القلب والكلى وأجزاء أخرى من الجسم.
يمكن استخدام فحص الألدوستيرون مع اختبارات أخرى لتشخيص اضطرابات الغدد الكظرية، ويمكن أن يساعد أيضًا في اكتشاف حالات طبية أخرى تؤثر على عمل هذه الغدد. عادة ما يتم دمج فحص الألدوستيرون مع اختبار آخر قيس مستويات هرمون الرينين (Renin) في الدم. يُعرف هذا الاختبار باسم نسبة الألدوستيرون إلى الرينين (Aldosterone-Renin Ratio Test). هرمون الرينين يتم إنتاجه بواسطة الكلى أيضًا عندما ينخفض ضغط الدم، وهو جزء من نظام معقد يحفز الغدد الكظرية على إنتاج الألدوستيرون.
استخدامات فحص الألدوستيرون
يُستخدم فحص الألدوستيرون (ALD) مع اختبار الرينين لمعرفة ما إذا كان إنتاج الألدوستيرون الزائد هو سبب ارتفاع ضغط الدم مثلما يحدث في داء كون Conn Disease، خاصةً إذا كان هذا الارتفاع:
- مصحوبًا بمستويات منخفضة من البوتاسيوم.
- لا يستجيب للعلاجات التقليدية لارتفاع ضغط الدم.
- يظهر في سن مبكرة.
كما يُستخدم هذا الفحص للمساعدة في:
- تشخيص اضطرابات الغدد الكظرية.
- تحديد سبب اضطرابات مستويات الصوديوم أو البوتاسيوم في فحص الشوارد.
- تحديد سبب انخفاض ضغط الدم عند الوقوف (Hypotension Orthostatic) الذي يسبب الدوار عند النهوض من وضعية الجلوس أو الاستلقاء.
متى يجب إجراء فحص الألدوستيرون؟
قد تحتاج إلى هذا الفحص إذا اعتقد الطبيب أن لديك مستويات مرتفعة أو منخفضة من الألدوستيرون، وتشمل الأعراض المرتبطة بارتفاع الألدوستيرون (فرط الألدوستيرونية - Hyperaldosteronism) ما يلي:
- ارتفاع ضغط الدم.
- نتائج فحوصات تُظهر مستويات منخفضة من البوتاسيوم و/أو مستويات مرتفعة من الصوديوم.
- ضعف العضلات، وتشنجات، وتعب.
- الصداع.
- اضطرابات في ضربات القلب (Arrhythmia).
- زيادة العطش والتبول.
أما الأعراض المرتبطة بانخفاض الألدوستيرون (نقص الألدوستيرونية - Hypoaldosteronism) فتشمل:
- انخفاض ضغط الدم.
- نتائج فحوصات تُظهر مستويات مرتفعة من البوتاسيوم و/أو مستويات منخفضة من الصوديوم.
- ضعف العضلات.
- فقدان الشهية.
- فقدان الوزن.
- آلام في البطن.
كيف يتم إجراء فحص الألدوستيرون؟
يمكن إجراء فحص الألدوستيرون باستخدام عينة من الدم أو البول، ويتم مقارنة مستويات الألدوستيرون والرينين عادة باستخدام عينة دم. في حالة فحص الدم، يقوم أخصائي الرعاية الصحية بأخذ عينة من الدم من وريد في ذراعك باستخدام إبرة صغيرة، وقد تشعر بوخزة بسيطة عند إدخال الإبرة أو إخراجها. يستغرق هذا الأمر عادة أقل من خمس دقائق.
تختلف كمية الألدوستيرون في الدم بحسب وضعية الجسم، سواءً كنت جالسًا أو مستلقيًا. لذلك، قد يُطلب منك الاستلقاء أو الوقوف لفترة قبل إجراء الفحص، وقد يتم الفحص في الوضعين. بالنسبة لفحص البول، قد يُطلب منك تجميع كل البول على مدار 24 ساعة في وعاء خاص، مع التعليمات اللازمة لتجميع وتخزين العينات. يشمل الفحص الخطوات الآتية:
- تبول في المرحاض كالمعتاد، ولا تجمع هذا البول، وسجل الوقت.
- على مدار الـ 24 ساعة التالية، اجمع كل البول في الوعاء.
- خلال فترة التجميع، احفظ الوعاء في الثلاجة أو على الثلج.
- بعد 24 ساعة، حاول التبول مجددًا، فهذا يكون آخر عينة للتجميع.
- أعِد الوعاء إلى مكتب الطبيب أو المختبر حسب التعليمات.
التحضيرات اللازمة للفحص
اتبع تعليمات مقدم الرعاية الصحية، وقد تحتاج إلى التوقف عن تناول بعض الأدوية لفترة قبل الفحص، بما في ذلك بعض الأدوية التي تُباع دون وصفة طبية. تأكد من إخبار الطبيب عن كافة الأدوية التي تتناولها، ولا تتوقف عن تناول أي دواء بوصفة طبية إلا إذا طلب منك الطبيب ذلك.
قد يُطلب منك أيضًا الحد من كمية الملح في الطعام لمدة أسبوعين قبل الفحص، وسيوضح لك الطبيب كيفية تقليل الملح في نظامك الغذائي. تجنب تناول عرق السوس الطبيعي (Licorice) لمدة أسبوعين على الأقل قبل الفحص، لأن هذا قد يؤثر على النتائج.
المخاطر المرتبطة بالفحص
هناك مخاطر ضئيلة عند إجراء فحص الدم، فقد تشعر بألم خفيف أو كدمة في موضع إدخال الإبرة، لكن هذه الأعراض تختفي بسرعة. لا توجد مخاطر معروفة لفحص البول.
تفسير النتائج
للتعرف على معنى نتائج الفحص، سيقيّم الطبيب مستويات الألدوستيرون (ALD) مع نتائج اختبارات أخرى. اسأل الطبيب عن تفسير النتائج.
بشكل عام، قد تشير المستويات المرتفعة من الألدوستيرون إلى:
- فرط الألدوستيرونية الأولي (Primary Aldosteronism): يُعرف أيضًا بمتلازمة كون (Conn Syndrome)، وعادة ما يكون بسبب ورم حميد في الغدة الكظرية.
- فرط الألدوستيرونية الثانوي (Secondary Aldosteronism): تعني هذه الحالة أن الغدد الكظرية سليمة، لكن توجد حالة طبية أخرى تؤدي إلى إفراز الكثير من الألدوستيرون، مثل:
- مرض الكلى.
- تليف الكبد.
- فشل القلب.
- تسمم الحمل (Preeclampsia).
- الجفاف.
أما المستويات المنخفضة من الألدوستيرون فقد تشير إلى:
- مرض أديسون (Addison Disease): المعروف أيضًا بضعف الغدة الكظرية (Adrenal Insufficiency)، إذ يُسبب تلف الغدة الكظرية نقص إفراز الألدوستيرون.
- فرط تنسج الغدة الكظرية الخَلقي (Congenital Adrenal Hyperplasia): وهي مجموعة من الاضطرابات الوراثية.
- قصور الكظر الثانوي (Secondary Adrenal Insufficiency): يبدأ عادة بسبب مشكلة في الغدة النخامية (Pituitary Gland).
- قصور الكظر الثالثي (Tertiary Adrenal Insufficiency): ينجم عن مشكلة في الغدة الوطائية في الدماغ (Hypothalamus).
قد ترتبط المستويات المنخفضة من الألدوستيرون أيضًا ببعض الحالات الصحية، مثل السكري والتسمم بالرصاص، وبعض الأدوية بما في ذلك الأدوية غير الستيرويدية المضادة للالتهابات (NSAIDs).
الأسئلة الأكثر شيوعًا
ما هو فحص الدم الذي يكشف عن هرمون الألدوستيرون؟
يتم قياس مستويات هرمون الألدوستيرون في الدم باستخدام اختبار الدم المخصص لذلك، ويهدف هذا الفحص إلى تحديد كمية الألدوستيرون، وهو الهرمون الذي تفرزه الغدد الكظرية، والذي يلعب دورًا مهمًا في تنظيم مستويات الماء والصوديوم والبوتاسيوم في الجسم، وفي تنظيم ضغط الدم.
ماذا يحدث عند ارتفاع هرمون الألدوستيرون؟
عند ارتفاع مستويات الألدوستيرون، قد يتسبب ذلك في احتباس الصوديوم والماء في الجسم، مما يؤدي إلى زيادة ضغط الدم. كما يمكن أن يتسبب في انخفاض مستويات البوتاسيوم في الدم، مما قد يؤدي إلى أعراض مثل ارتفاع ضغط الدم وضعف العضلات واضطرابات في نبضات القلب.
ما هو تحليل الألدوستيرون؟
تحليل الألدوستيرون هو فحص يتم فيه قياس مستوى هذا الهرمون في الدم أو البول، ويستخدم للكشف عن حالات طبية مثل ارتفاع ضغط الدم غير المفسر أو تفسير سبب وجود مشكلات في مستويات الأملاح مثل الصوديوم والبوتاسيوم.
ماذا يحدث عند نقص هرمون الألدوستيرون؟
عند نقص الألدوستيرون، قد يعاني الشخص من انخفاض في ضغط الدم بسبب قلة الاحتفاظ بالصوديوم والماء في الجسم، كما يمكن أن يؤدي إلى ضعف في التحكم في توازن السوائل، مما يسبب أعراضًا مثل الإرهاق وضعف العضلات.
نصيحة من موقع صحتك
في الختام، يعد فحص الألدوستيرون أداة مهمة في تشخيص العديد من المشكلات الصحية المتعلقة بتنظيم ضغط الدم وتوازن السوائل في الجسم. إذا كنت تعاني من أعراض مرتبطة باضطرابات ضغط الدم أو مستويات الشوارد، مثل الصوديوم والبوتاسيوم، يوصى بإجراء هذا الفحص لتحديد السبب المحتمل. من الضروري متابعة التعليمات الطبية بدقة قبل إجراء الاختبار لضمان الحصول على نتائج دقيقة. إذا كنت تشك في أي مشكلات صحية، لا تتردد في استشارة طبيبك للحصول على التشخيص المناسب والعلاج اللازم.