لأول مرة، وفي ولاية كاليفورنيا، يتم حظر ستة أنواع من الأصباغ الغذائية الصناعية لتكون بداية جديدة، أو إعادة النظر في تنظيم الوجبات المدرسية للأطفال بعد التقرير الذي صدر عام 2021 من مكتب تقييم مخاطر الصحة البيئية والذي ربط وبشكل دقيق بين تناول الأطفال أنواعاً شتى من الأصباغ الغذائية الصناعية وحدوث اضطرابات سلوكية لدى الأطفال، وربما إلى مزيد من الأمراض والمخاطر الصحية، فما القصة؟
ما هو تأثير الأصباغ الغذائية الصناعية على سلوكيات الأطفال؟
ظهر التقرير الشامل الذي يتناول خلاصة منهَجية لعدد من الدراسات، والتي نخص منها 3 دراسات عملت عليها نفس المجموعة البحثية وعلى نفس الأطفال ونشرت عام 2004، 2007، 2010، وجدت الدراسة الأولى أن أكثر من 300 طفل في إنجلترا ظهرت عليهم تأثيرات سلبية عامة متعلقة بفرط النشاط بحسب ما اكتشفه الأهل. فيما وجدت الدراسة الثانية أن استخدام الأصباغ الغذائية الصناعية، أو استخدام مادة حافظة تعرف باسم بنزوات الصوديوم أو كليهما معا أدى إلى زيادة فرط النشاط لدى الأطفال. وكانت الدراسة الثالثة أكثر تخصصاً، فقد ذكرت أن هناك علاقة بين الجينات الوراثية وسلوكيات الأطفال، أي أنها تحدد كيف يتأثر الطفل بالأصباغ الملونة، وهذا ما أقرّه الطبيب مارك ميلر، أحد المشاركين بتأليف التقرير، مؤكّداً أنه لا مجال للشك بتأثير الأصباغ الغذائية على الأطفال.
الأصباغ الغذائية الصناعية مضرة أم مفيدة؟
رغم أن جميع الدراسات والتقارير التي ظهرت مبنية على ما ظهر من سلوكيات لدى الأطفال، فإن الأصباغ الغذائية الصناعية تبقى بلا فائدة تماماً سوى أنها جذابة. وإن كان تأثيرها يقتصر فقط على السلوكيات، فإنها لا تحتوي على أي عناصر غذائية مفيدة للطفل، ويمكن الاستعاضة عنها بملونات طبيعية صحية لترغيب الطفل بتناول الطعام وجذب نظره، ومنها:
- التوت الأزرق.
- الجزر.
- معجون الطماطم.
- السبانخ.
- الفراولة.
هل يمكن التخلي عن الأصباغ الغذائية الصناعية في المستقبل؟
في ظل الجهود التي يقوم بها الأطباء والباحثون للحد من استهلاك الصبغات الغذائية الصناعية والحث على استبدالها بالملونات الغذائية الطبيعية، ومع وجود وعي كافٍ لدى العديد من الأفراد والأهالي وحرصًا منهم على سلامة أطفالهم من الاضطرابات السلوكية وفرط النشاط وتبعاتها، قد يكون التخلي عن هذه الأصباغ قريبًا جدًا. وأشار بعض الأطباء أن كل من سوف يتخلى عن الأصباغ الملونة والأطعمة التي تحتوي عليها سوف يرى النتائج بنفسه.