إذا كنت تحاول الإنجاب مع زوجتك لفترة سنة أو أكثر ولم يحدث حمل حتى الآن، فقد يكون الوقت مناسباً لإجراء بعض فحوصات الخصوبة للرجال لتشخيص العقم، وذلك للتأكد من صحة الخصوبة لديك. يمكن أن تساعدك زيارة الطبيب المتخصص في معرفة الأسباب المحتملة لعدم حدوث الحمل، وتقديم العلاج المناسب إذا لزم الأمر.
التقييم الطبي قبل فحوصات الخصوبة للرجال
الخطوة الأولى هي زيارة طبيب مختص، مثل أخصائي المسالك البولية (Urologist). سيقوم الطبيب بإجراء فحص طبي شامل لك، بالإضافة إلى طرح بعض الأسئلة حول حياتك الصحية واليومية، مثل:
- التاريخ الطبي وأي أمراض سابقة.
- الأدوية التي تتناولها بشكل منتظم.
- عاداتك الرياضية ونمط حياتك.
- إذا كنت تدخن أو تتناول المخدرات الترفيهية.
- قد يسألك الطبيب أيضاً عن حياتك الجنسية، مثل أي مشكلات قد تواجهها أو إذا كنت قد تعرضت لإصابة بعدوى منقولة جنسياً (STDs - sexually transmitted diseases) في الماضي، وربما يُطلب منك تقديم عينة من السائل المنوي لتحليلها.
فحوصات الخصوبة للرجال
يعد تشخيص العقم عند الرجال خطوة أساسية في رحلة البحث عن أسباب تأخر الحمل، ويساعد التشخيص الطبي في تحديد العوامل المؤثرة على الخصوبة وفهم الأسباب المحتملة للعقم، مما يمكّن الأطباء من تقديم الإرشادات والعلاجات المناسبة لزيادة فرص الإنجاب. من أهم فحوصات الخصوبة للرجال المنطوية على كشف عدد وشكل وسرعة الحيوانات المنوية لتشخيص العقم الآتي:
1. تحليل الحيوانات المنوية والسائل المنوي (Sperm and Semen Analysis)
يعد تحليل السائل المنوي من أهم الفحوصات في تقييم الخصوبة. يقوم خبير متخصص بفحص العينة لتحديد عدد الحيوانات المنوية وشكلها وحركتها، وهي عوامل أساسية تؤثر على الخصوبة. عموماً، وجود عدد كبير من الحيوانات المنوية ذات الشكل الطبيعي يشير إلى خصوبة جيدة، ولكن هذا ليس شرطاً نهائياً، فهناك رجال لديهم عدد قليل من الحيوانات المنوية أو التي شكلها غير طبيعي، ومع ذلك يمكنهم الإنجاب، بينما تسجل لدى حوالي 15% من الرجال الذين يعانون من مشكلات في الخصوبة نتائج طبيعية في تحليل السائل المنوي.
إذا كانت نتائج التحليل الأول طبيعية، قد يطلب الطبيب إجراء تحليل ثانٍ لتأكيد النتائج. في حال تكرار النتائج الطبيعية، فهذا يشير عادةً إلى عدم وجود مشكلات خطيرة في الخصوبة. أما إذا ظهرت نتائج غير طبيعية، فقد يوصي الطبيب بإجراء المزيد من الفحوصات المختلفة لتحديد السبب.
2. الفحص البدني (Physical Exam)
يتم خلال الفحص البدني التحقق من أي مشكلات قد تؤثر على الخصوبة، مثل دوالي الخصية (Varicoceles)، وهي توسع غير طبيعي للأوردة حول الخصية، وقد تؤثر هذه الحالة على إنتاج الحيوانات المنوية، ويمكن تصحيحها جراحياً إذا لزم الأمر.
3. تقييم الهرمونات (Hormone Evaluation)
تلعب الهرمونات، خاصة هرمون التستوستيرون، دوراً مهماً في إنتاج الحيوانات المنوية. مع ذلك وفي معظم الحالات لا تكون الهرمونات هي السبب الرئيسي في مشكلات الخصوبة، فحوالي 97% من الرجال الذين يعانون من العقم لا ترتبط مشكلتهم هذه بمستويات الهرمونات لديهم. يختلف الأطباء حول مدى أهمية الفحص الهرموني بين فحوصات الخصوبة للرجال لتشخيص حالات العقم، ولكن يمكن إجراء هذا الفحص للتأكد من عدم وجود مشكلات هرمونية.
4. الفحص الجيني (Genetic Testing)
من فحوصات الخصوبة للرجال الفحص الجيني الذي يمكن أن يساعد في تحديد بعض العوائق الوراثية التي قد تؤثر على الخصوبة. الفحص الجيني يمكنه الكشف عن مشكلات محددة في الحيوانات المنوية، مثل عدم القدرة على إنتاج الحيوانات المنوية أو نقصها. يختلف الأطباء حول متى يجب إجراء الفحص الجيني، ولكن قد يكون هذا الفحص ضرورياً إذا كان هناك تاريخ عائلي لمشكلات الخصوبة، أو إذا كانت نتائج الفحوصات السابقة غير واضحة.
5. الأجسام المضادة للحيوانات المنوية (Anti-Sperm Antibodies)
في بعض الأحيان، قد يُنتج جسمك أجساماً مضادة تهاجم الحيوانات المنوية في طريقها نحو البويضة، مما يمنع حدوث الحمل. هذه الأجسام المضادة يمكن أن تؤثر سلباً على خصوبتك، حتى وإن كانت الحيوانات المنوية طبيعية في الشكل والحركة.
مشكلة إيصال الحيوانات المنوية
في بعض الحالات، لا تكون المشكلة في إنتاج الحيوانات المنوية، بل في توصيلها إلى البويضة بشكل صحيح. على سبيل المثال، قد يكون هناك عدد قليل جداً من الحيوانات المنوية في السائل المنوي، أو قد تكون هناك مشكلة في وصولها إلى المكان الصحيح. من الأسباب المحتملة لهذا النوع من المشكلات:
-
القذف المرتد (Retrograde Ejaculation): وهو حالة يعود فيها السائل المنوي إلى المثانة بدلاً من خروجه بشكل طبيعي، وعادةً ما يحدث ذلك بسبب عمليات جراحية سابقة في البروستاتا.
-
فقدان الأنبوب الرئيسي لنقل الحيوانات المنوية (Vas Deferens): بعض الرجال يولَدون بدون هذا الأنبوب الذي ينقل الحيوانات المنوية من الخصية إلى الإحليل، وهذه حالة جينية ولادية أو خَلقية
-
الانسداد (Obstruction): قد يكون هناك انسداد في أي مكان في نقل الحيوانات المنوية بين الخصية والقضيب، مما يعوق وصول الحيوانات المنوية إلى السائل المنوي والإحليل.
-
الأجسام المضادة للحيوانات المنوية (Anti-Sperm Antibodies): كما ذكرنا، قد تتسبب هذه الأجسام المضادة في مهاجمة الحيوانات المنوية ومنعها من الوصول إلى البويضة.
-
العقم المجهول السبب (Idiopathic Infertility): ويُستخدم هذا المصطلح عندما لا يتمكن الأطباء من تحديد سبب معين لعدد الحيوانات المنوية المنخفض أو سلامتها وجودتها.
الأسئلة الأكثر شيوعًا
1. ما هي علامات العقم عند الرجال؟
علامات العقم عند الرجال قد تكون غير واضحة لدى البعض، ولكن هناك بعض الأعراض المحتملة التي قد تشير إلى مشكلات في الخصوبة. من هذه الأعراض:
- مشكلات في الوظيفة الجنسية، مثل ضعف الانتصاب أو انخفاض الرغبة الجنسية.
- آلام أو انتفاخ في منطقة الخصيتين.
- انخفاض كمية السائل المنوي عند القذف.
2. متى يعتبر الرجل عقيماً؟
يُعتبر الرجل عقيماً إذا لم يتمكن من تحقيق الحمل مع شريكة حياته بعد عام من المحاولات المنتظمة دون استخدام وسائل منع الحمل. في بعض الحالات، قد يُنصح ببدء التقييم الطبي بعد فترة أقصر، خاصة إذا كان هناك علامات واضحة على العقم، أو وجود عوامل خطر محتملة مثل وجود تاريخ مرضي من المشكلات التناسلية أو الإصابات في المنطقة التناسلية.
3. هل يمكن الشفاء من العقم عند الرجال؟
يمكن علاج بعض حالات العقم عند الرجال بناءً على السبب الرئيسي للمشكلة. على سبيل المثال، إذا كان السبب هو انسداد في القنوات الناقلة للحيوانات المنوية، يمكن علاج هذا جراحياً. كما يمكن استخدام أدوية لتحفيز إنتاج الحيوانات المنوية في حالات الخلل الهرموني. بالإضافة إلى ذلك، قد تساعد تقنيات الإخصاب المساعِد، مثل التلقيح الصناعي (IVF) أو الحَقن المجهري (ICSI)، في التغلب على العقم الناتج عن قلة عدد الحيوانات المنوية أو ضعف جودتها.
4. كيف يعرف الرجل أنه سليم من العقم؟
لتأكيد صحة الخصوبة، يجب على الرجل الخضوع لتقييم طبي من فحوصات الخصوبة للرجال التي تشمل تحليل السائل المنوي لمعرفة عدد الحيوانات المنوية وجودتها وحركتها. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يشمل التقييم فحصاً بدنياً وتقييم مستويات الهرمونات للتأكد من عدم وجود مشكلات هرمونية أو بُنيوية قد تؤثر على الخصوبة. إذا كانت نتائج هذه الفحوصات طبيعية، فهذا يعني غالباً أن الخصوبة جيدة.
نصيحة من موقع صحتك، قد تشعر بالقلق أو الحرج من إجراء فحوصات الخصوبة للرجل، لكن هذه الخطوة ضرورية لفهم سبب عدم حدوث الحمل وإيجاد الحلول المناسبة. بإجراء الفحوصات اللازمة، يمكن للطبيب تقديم خطة علاجية تناسب حالتك وتزيد من فرص حدوث الإنجاب.