تحليل دي دايمر (D-dimer test) هو اختبار دم يمكن للأطباء استخدامه لاستبعاد وجود جلطة دموية شديدة. تعتبر النتيجة الطبيعية أقل من 500 نانوجرام لكل ملليلتر (ng/mL)، وأي شيء أعلى من ذلك يعتبر اختبارًا موجبًا. يعد هذا الاختبار مفيدًا إذا كان الطبيب يشك في وجود جلطة دموية في رئتيك أو في وريد عميق في ساقك أو في حوضك.
يمكن أن تكون هذه الجلطات قاتلة، والحصول على علاج سريع يزيد من فرصك في البقاء على قيد الحياة وتجنب مشكلات طبية أخرى.
تحليل دي دايمر
تتكون الجلطة الدموية من خلال عملية تسمى التخثر (hemostasis) نتيجة إصابة في وعاء دموي أو نسيج في الجسم، والجلطة هي الكتلة اللينة من خلايا الدم التي تتشكل لكي توقف النزيف. وبينما يمكن أن تعمل تجلطات الدم كخط دفاع أول ضد فقدان الدم، فإنها قد تحدث أيضًا نتيجة لحالات مَرَضية معينة وتسبب أعراضًا تهدد الحياة.
عادةً ما تذوب هذه الجلطات مع مرور الوقت. ومع ذلك، إذا لم تتحلل الجلطة أو تشكلت واحدة أخرى، ستجد مستويات مرتفعة من دي دايمر (D-dimer) في دمك. تحليل دي دايمر (D-Dimer test) هو اختبار دم يمكنه قياس كمية هذه القطع من الجلطات في دمك.
ما هي استخدامات تحليل دي دايمر ؟
يمكن أن يصاب أي شخص بحالة مَرَضية تسبب جلطة دموية، وعادة ما يطلب الأطباء تحليل دي دايمر لاستبعاد نوعين خطيرين من الجلطات الدموية، وهما الخثار الوريدي العميق (Deep vein thrombosis أو DVT) وهو جلطة دموية تتشكل في وريد عميق، والانسداد الرئوي (Pulmonary embolism أو PE) وهو جلطة دموية تنتقل من أجزاء أخرى من الجسم، وتصل إلى شريان في رئتيك فتسد مرور الدم فيه.
تحدث ما يصل إلى 100,000 حالة وفاة سنويًا في الولايات المتحدة بسبب تخثر الوريد العميق والانسداد الرئوي، وتشمل الأعراض التي قد يواجهها المصاب تورمًا أو احمرارًا، عادةً في الساق ولكن أحيانًا في الفخذ أو الحوض أو الذراع، مع حدوث ألم في الساق أو الفخذ أو الحوض أو الذراع، وصعوبة في التنفس، وتسارع ضربات القلب، وألمًا في الصدر، والتعرق الشديد.
يساعد تشخيص هذه الحالات والحصول على العلاج الفوري في زيادة فرصتك للبقاء على قيد الحياة. كما يساعدك على تجنب مشكلات طبية أخرى قد تؤثر على جودة حياتك. تشخيص حالات الخثار الوريدي العميق والانسداد الرئوي هو السبب الرئيسي الذي يدفع الأطباء لطلب تحليل دي دايمر. ومع ذلك، يمكن أن يساعد هذا الاختبار الأطباء أيضًا في تقييم حالات شديدة أخرى تتعلق بالجلطات الدموية، بما في ذلك:
- مرض الشريان التاجي (Coronary artery disease): الأشخاص الذين يعانون من مرض القلب قد تكون لديهم مستويات أعلى من الدي دايمر D-dimer في الدم.
- السكتة الدماغية (Stroke): ترتبط مستويات الدي دايمر المرتفعة بزيادة احتمال الإصابة بالسكتة الدماغية.
- التخثر المنتشر داخل الأوعية (Disseminated intravascular coagulation أو DIC): وهي حالة نادرة تتشكل فيها الجلطات الدموية في الأوعية الدموية في جميع أنحاء الجسم.
- زيادة انحلال الفيبرين (Hyperfibrinolysis): هذا الاضطراب في تجلط الدم مشابه لحالة التخثر المنتشر داخل الأوعية.
ما يمكن توقعه في تحليل دي دايمر
قبل الفحص
لا توجد تحضيرات خاصة قبل إجراء تحليل دي دايمر، ولا تحتاج إلى الصيام أو القيام به في وقت معين من اليوم. ومع ذلك، تحقق من فني المختبر أو الطبيب إذا كانت هناك أي تعليمات خاصة يريدونك أن تكون على علم بها.
أثناء الاختبار
عملية تحليل دي دايمر بسيطة، يتم أخذ عينة من الدم من الوريد، عادةً من الذراع باستخدام إبرة صغيرة. بالنسبة لمعظم الناس، يشعرون بأن أخذ الدم مثل وخز أو لدغة عند إدخال الإبرة في الذراع. إذا كانت عروقك صعبة الإيجاد، قد يكون من الصعب على فني المختبر أخذ عينة من دمك وتحليلها. قد تشعر بألم خفيف في موقع أخذ الدم لاحقًا في ذلك اليوم أو في اليوم التالي.
بعد الاختبار
سوف يشعر معظم الأشخاص بأنهم طبيعيون بمجرد اكتمال الاختبار، وقد تشعر بألم خفيف في الذراع أو كدمات طفيفة. عادةً ستكون النتائج جاهزة في يوم أو يومين.
ماذا تعني النتائج تحليل دي دايمر ؟
يمكن أن تختلف النتائج اعتمادًا على الاختبار الذي استخدمه الطبيب، ويحتاج الأطباء إلى معرفة مجالات المستويات الطبيعية وغير الطبيعية للاختبار الذي يستخدمونه. قد يختلف المجال المرجعي من مختبر إلى آخر، ولكن بشكل عام، مجال تحليل دي دايمر الطبيعي هو (من 220 إلى 500 نانوغرام لكل ملليلتر) .
إذا كانت نتائجك في المجال الأدنى، يمكن للطبيب أن يستبعد بأمان وجود جلطة دموية. إذا كانت نتائجك غير طبيعية أو مرتفعة، فمن المحتمل أن تحتاج إلى مزيد من الاختبارات، إذ لا يمكن أن يكون تحليل دي دايمر هو الأساس الوحيد لتشخيص الخثار الوريدي العميق والانسداد الرئوي.
يعاني المرضى الذين لديهم مخاطر منخفضة من الجلطات الدموية والذين تكون مستويات تحليل دي دايمر لديهم في المجال المنخفض إلى المتوسط من عدم وجود انسداد رئوي. تُظهر الدراسات أن تحليل دي دايمر قابل للمقارنة مع الموجات فوق الصوتية أو تصوير الأوعية بالتصوير المقطعي في استبعاد الانسداد الرئوي.
تقريبًا جميع المرضى الذين يعانون من الخثار الوريدي العميق لديهم مستويات مرتفعة من الدي دايمر، وهذا يجعل الاختبار مفيدًا في استبعاد هذه الحالة للمرضى الذين لديهم مستويات في المجال المنخفض إلى المتوسط. الاختبار أيضًا مفيد إذا لم تكن أعراضك واضحة، وإذا كانت مستوياتك مرتفعة، سيطلب الطبيب المزيد من الاختبارات.
ماذا تعني نتائج فحص الدي دايمر المرتفعة؟
تشير النتائج المرتفعة أو غير الطبيعية إلى أنه قد تكون لديك جلطة دموية، لكن هذا لا يعني بالضرورة أن الجلطة موجودة. قد تكون هناك أسباب أخرى وراء ارتفاع نتائجك، وسيوصي طبيبك بإجراء اختبارات إضافية لتحديد السبب.
أيضًا، العديد من الأشخاص الذين يعانون من الانسداد الرئوي مؤخرًا ستظل لديهم مستويات مرتفعة من الدي دايمر، ولكن الاختبار يفيد في متابعة حالتهم.
بالإضافة إلى الانسداد الرئوي يمكن أن ترفع العديد من الأمراض والعلاجات وعوامل نمط الحياة مستويات الدي دايمر لديك. لذلك من الضروري الإجابة بدقة على أسئلة الطبيب حول تاريخك الطبي. غالبًا ما يكون لدى الأشخاص الذين يعانون من جلطات دموية واحد أو أكثر من عوامل الخطر التي تشمل:
- أمراض القلب: المرضى الذين يعانون من ذبحة صدرية غير مستقرة أو الذين أصيبوا بنوبة قلبية قد تكون لديهم مستويات أعلى من الدي دايمر، ويكون لديهم خطر أكبر لحدوث جلطات دموية مستقبلية.
- السرطان: بعض أنواع السرطان يمكن أن تزيد من خطر حدوث الجلطة الدموية.
- علاج السرطان: يمكن أن تزيد العلاجات الكيميائية وبعض أدوية سرطان الثدي من خطر حدوث الجلطات الدموية.
- علاج الإستروجين: يمكن أن تزيد حبوب منع الحمل والعلاج الهرموني من خطر حدوث الخثار الوريدي العميق والانسداد الرئوي..
- الجراحة: المرضى الذين خضعوا لعملية جراحية كبيرة، مثل استبدال مفصل الورك أو الركبة، لديهم خطر أكبر للجلطة الدموية (يتم وصف أدوية وإجراءات لمنع حدوث ذلك).
- الأمراض المُعدية: يمكن أن يسبب مرض كوفيد-19 والالتهاب الرئوي حدوث جلطات دموية.
- أمراض الكلى: لسبب غير مفهوم تمامًا، تزيد أمراض الكلى من خطر حدوث الخثار الوريدي العميق والانسداد الرئوي.
- تليف الكبد: الأشخاص الذين يعانون من أمراض الكبد الشديدة لديهم خطر أكبر للإصابة بجلطات في الوريد البابي الكبير للكبد.
- الحمل: ترتفع مستويات الدي دايمر بمقدار مرتين إلى أربع مرات مع الحمل والولادة، ويكون لدى النساء خطر متزايد من الخثار الوريدي العميق أو الانسداد الرئوي لمدة تصل إلى ثلاثة أشهر بعد الولادة.
- العمر: الأشخاص فوق 60 عامًا لديهم خطر أكبر للإصابة بجلطات دموية.
- التدخين: يزيد احتمال حدوث الجلطات الدموية.
- العِرق: الأمريكيون من أصل إفريقي لديهم مستويات أعلى من الدي دايمر مقارنة بالأشخاص من أصل أوروبي.
- الجنس: تمتلك النساء مستويات أعلى من الدي دايمر مقارنة بالرجال.
- السمنة: تزيد احتمال حدوث الجلطات الدموية.
- أسلوب الحياة الخامل: عدم ممارسة الرياضة أو عدم الحركة لفترة طويلة يمكن أن يزيد من خطر حدوث الخثار الوريدي العميق أو الانسداد الرئوي، مثل رحلة طيران طويلة أو البقاء في سرير المستشفى فترة طويلة.
الأسئلة الأكثر شيوعًا
كم معدل الدي دايمر الطبيعي؟
معدل الدي دايمر الطبيعي يتراوح عادةً بين 220 إلى 500 نانوجرام لكل ملليلتر (ng/mL)، وهذا المدى يختلف قليلًا حسب المختبر والطريقة المستخدمة في القياس. غالباً، إذا كانت النتيجة ضمن هذا المجال، يكون احتمال وجود جلطة دموية أقل.
كم سعر تحليل دي دايمر ؟
سعر تحليل دي دايمر يختلف بناءً على الدولة والمختبر. في العديد من البلدان، قد يتراوح سعر التحليل بين 10 إلى 50 دولارًا أمريكيًا، ولكن السعر قد يكون أعلى في بعض المختبرات، أو في حالات الاختبارات السريعة.
ما هو علاج ارتفاع دي دايمر؟
يعتمد علاج ارتفاع الدي دايمر على التشخيص النهائي وحالة المريض، إذا تم تشخيص الجلطة الدموية، قد يُوصي الطبيب بما يلي:
- الأدوية المضادة للتخثر (مثل الهيبارين أو الوارفارين) لمنع تطور الجلطات أو تكونها في مواضع أخرى.
- الأدوية المضادة للصفيحات (مثل الإسبرين) لبعض الحالات.
- تعديلات نمط الحياة، كالحفاظ على وزن صحي والقيام بالنشاط البدني، يجب متابعة الطبيب لتحديد العلاج المناسب.
ما هو مستوى دي دايمر حسب العمر؟
مستويات الدي دايمر قد تزداد قليلًا مع تقدم العمر، ويميل الأطباء لاستخدام صيغة مخصصة لمرضى الجلطات الذين تتجاوز أعمارهم 50 عامًا؛ فالنسبة الطبيعية قد تكون "العمر × 10" (أي لشخص عمره 60، المستوى الطبيعي قد يصل إلى 600 نانوجرام/مل)، لكن هذه الصيغة تختلف حسب إرشادات كل مختبر، ويجب الاعتماد على توصية الطبيب.
هل يمكنني التحكم في مستوى الدي دايمر بشكل طبيعي؟
قد تتمكن من منع ارتفاع مستويات الدي دايمر من خلال الحفاظ على وزن صحي من خلال النظام الغذائي وممارسة الرياضة. يُعتقد أن الأطعمة مثل الفواكه والحبوب الكاملة والشاي الأسود أو الأخضر والمكسرات تساعد في منع الجلطات الدموية، مما قد يحافظ على مستويات الدي دايمر ضمن المجال الطبيعي. ومع ذلك، إذا كانت مستويات الدي دايمر لديك مرتفعة، فتحدث مع الطبيب قبل تجريب العلاجات الطبيعية. يمكن أن تكون الجلطة الدموية خطيرة ولا ينبغي تجاهلها.
نصيحة من موقع صحتك
قد يطلب الأطباء اختبار الدي دايمر إذا اشتبهوا بأنك قد تعاني من جلطة دموية. يساعد هذا الاختبار الأطباء في استبعاد حالتين يمكن أن تكونا خطيرتَين: تخثر الوريد العميق (جلطة دموية في وريد) والانسداد الرئوي (جلطة دموية في الرئة). يمكن أن يساعد هذا الاختبار أيضًا في تشخيص حالات أخرى تسبب جلطات دموية مثل السكتة الدماغية ومرض الشريان التاجي.
تشير نتيجة الاختبار السالبة إلى أنك ربما لا تعاني من جلطة دموية. عادةً، لن تحتاج إلى أي اختبارات إضافية. ولكن إذا كانت نتائجك مرتفعة، فإن ذلك لا يعني بالضرورة أن لديك جلطة، فهذا الاختبار ليس قاطعًا. من المحتمل أن يطلب الطبيب اختبارات تشخيصية أخرى.