أصبح استخدام الهاتف الذكي جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية، وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 7 مليارات شخص حول العالم يستخدمون الهاتف الذكي للتواصل الشخصي والتجاري، والقيام بأشياء أخرى كثيرة، مثل اللعب والتقاط الصور وكتابة الرسائل النصية والمذكرات والمدونات والمقالات، وتسجيل الفيديو، وإنجاز مختلف الأعمال البحثية والمعرفية في شتى المجالات بسرعة وسهولة، والاطلاع على آخر المستجدات والأخبار في العالم لحظة بلحظة، إلى درجة أنه بات من الصعب تخيل عالم لا يتوفر فيه الهاتف الذكي.
نصائح من أجل استخدام الهاتف الذكي بشكل أكثر أمناً
السؤال الذي يطرح نفسه: ما هو الثمن الذي ندفعه من صحتنا جراء استخدام الهاتف الذكي بكثافة؟ لقد قيل الكثير عن الأضرار الصحية المحتملة التي قد يسببها الهاتف الذكي بسبب الإشعاعات والترددات اللاسلكية الكهرومغناطيسية التي تنبعث منه.
ولكن لا نريد هنا الغوص في تفاصيل تلك الأضرار التي ما زالت محط أخذ ورد، بل نريد أن التعرف على الطرق التي تمكّن من استعماله بشكل آمن بعيداً عن الأضرار المحتملة الناجمة عن إشعاع الترددات اللاسلكية، وفيما يلي نستعرض وإياكم أهم هذه الطرق:
٠1 أبعد الهاتف عن جسمك
عند استخدام الهاتف الذكي, أبعِده عن جسمك. كلما زادت المسافة بينك وبين هاتفك الذكي كلما قل تعرضك للإشعاعات الكهرومغناطيسية الصادرة عنه، لهذا حاول قدر المستطاع أن تحمل هاتفك بعيداً عن جسمك بوضعه في حقيبة أو في محفظة. لا تضعه في جيبك أو في أي موضع آخر من الملابس التي ترتديها، مثل الجورب أو القبعة أو إسواره اليد أو حمالة الصدر وغيرها.
٠2 استخدم الرسائل النصية
اللجوء إلى استخدام الرسائل النصية بدل التحدث عبر الهاتف هو خيار جيد، لأن هذا يسمح بإبعاد الهاتف عن الرأس والجسم، الأمر الذي يقلل من التعرض للإشعاعات الكهرومغناطيسية، ومع ذلك؛ فإنه يجب استعمال الرسائل النصية في الحد الأدنى، لأن المبالغة فيها تعرِّض الجسم إلى المزيد من الإشعاعات.
٠3 استخدم سماعات الأذن أو مكبر الصوت
إذا كنت تريد تناول أطراف الحديث مباشرة عبر الهاتف، فحبذا لو استخدمت سماعات الرأس أو مكبر الصوت مع ضرورة إبعاد الهاتف عنك، فهاتان الوسيلتان تسمحان بالحد من تعرّض الجسم والرأس الى إشعاعات عند استخدام الهاتف الذكي للتحدث.
٠4 أغلق الهاتف
إن إبقاء الهاتف الذكي في وضع التشغيل لن يجعله خاملاً كما يتهيأ للبعض، بل يظل نشطاً يصدر الإشعاعات بشكل مستمر بحثاً عن إشارة يتفاعل معها على الشبكة، في المقابل، إن الهاتف المغلق أو الذي يكون في وضع الطيران، تصدر عنه إشعاعات لا سلكية أقل بكثير.
٠5 استخدم الخط الأرضي
إذا كنت في المنزل، فإنه عليك أن تحرص على استعمال الهاتف الأرضي التقليدي بدل الهاتف الذكي. قد تفكر في استعمال الهاتف اللاسلكي، ولكن يجب أن تعرف أن الأخير يصدر إشعاعات كما الحال مع الهاتف الذكي.
٠6 أبعد عنك الراوتر وأجهزة التوجيه اللاسلكية
قد تنبعث من أجهزة التوجيه اللاسلكية وقاعدة الهاتف إشعاعات كهرومغناطيسية، لهذا فإنه يجب إبعادها إلى خارج غرفة النوم مع الهاتف الذكي أيضاً.
٠7 استخدم هاتفاً ذكياً أقل إشعاعاً
تتوفر في الأسواق هواتف ذكية تصدر عنها إشعاعات كهرومغناطيسية عالية، وأخرى يصدر عنها معدلات أقل، ويتم قياس تلك الإشعاعات بطريقة علمية يطلق عليها مسمى Specific absorbation rate (SAR) لهذا فعند شراء الهاتف الذكي، فإنه يجب البحث عن هذا المسمى لمعرفة نسبة الإشعاعات الصادرة عنه، لأنه كلما كانت هذه أقل كان ذلك أفضل.
وفي هذا الخصوص، يجدر التنويه إلى أن هناك مواقع إنترنت تبيع دروعاً وأجهزة وقلادات تدّعي أنها تحمي من إشعاعات الهاتف الذكي، إلا أنه لا وجود لأي إثباتات علمية تفيد بأنها تعمل حقاً، لا بل إن ضررها قد يكون أكثر من نفعها.
٠8 تجنب استخدام هاتفك إذا كانت إشارته ضعيفة
إذا كان مستوى إشارة الاستقبال على هاتفك ضعيفاً، فهذا يعني أن هناك ضعفاً في الشبكة، الأمر الذي يجبر الهاتف المحمول على العمل بجهد أكبر للبحث عن اتصال مع أقرب برج خلوي، وهذا ما يجعله يصدر المزيد من الإشعاعات التي يتعرض لها الأشخاص القريبون من الهاتف.
إن الأماكن التي يحيط بها المعدن، مثل المصعد والطائرة والقطار والسيارة والحافلة وما شابهها من الأماكن المغلقة، هي أماكن تكون فيها إشارة استقبال الهاتف ضعيفة، لذا يجب تفادي استعمال الهاتف الذكي في هذه الأماكن إلا للضرورة القصوى.
٠9 لا تضع الهاتف الذكي بالقرب من الطفل الصغير
لا تدع هاتفك الذكي على مقربة من طفلك الصغير، ولا تتركه يلعب به أو يمارس الألعاب فيه، إلا بعد الكبس على زر وضعية الطيران لكي يتوقف الهاتف عن إصدار الإشعاعات المؤذية لهم، فجماجم الأطفال تكون أرق من نظيرتها عند البالغين، كما أن أدمغتهم ما تزال في طور النمو والتطور، لهذا فهم أكثر عرضة للضرر.
٠10 يجب الحذر مع الأطفال الأكبر سناً
بما أن الأطفال هم أكثر عرضة لمخاطر إشعاعات الهاتف الذكي المحتملة بالمقارنة مع البالغين، فإنه يتوجب على أولياء الأمر أن يحضّوا أولادهم على استعمال سماعات الأذن، أو استخدام مكبرات الصوت بدلاً من وضع الهاتف على مقربة من رؤوسهم وأجسامهم.
٠11 لا تنم مع هاتفك ولا تشحنه بالقرب من سرير النوم
تفيد الأبحاث إلى أن شحن الهاتف الذكي يعرّض للإصابة باضطرابات النوم جراء الإشعاعات الكهرومغناطيسية الصادرة عنه، لذا فمن الضروري شحن الهاتف في منطقة بعيدة عن سرير النوم. أيضاً، لا مبرر لترك هاتفك يسرح ويمرح في غرفة النوم وهو في وضعية التشغيل ليطن ويرن على هواه، في الوقت الذي أنت في أمس الحاجة للنوم. إذا كنت تحتاج لاستعمال هاتفك كمنبه، فإن أمامك أحد حلين: إما استعمال منبه يعمل على البطارية، أو تحويل هاتفك إلى وضعية الطيران.
أهم الطرق لاستعمال الهاتف الذكي بشكل صحي
تختلف تأثيرات استخدام تكنولوجيا الهاتف الذكي على الناس وفقاً لعدة عوامل منها الكمية، والنوع، والتوقيت، والغرض من هذا الاستخدام، وبناء عليه، نسوق هناك عدداً من النصائح المفيدة لاستخدام هذه التكنولوجيا بشكل صحي:
- راقب استخدام هاتفك أسبوعياً، فإذا كنت تقضي عليه أوقاتاً تتزايد بشكل مضطرد، فإنه يجب عليك أن تعرف إن كان هذا يفيد أو يضر بأنشطتك اليومية، وبالتالي فإنه عليك الموازنة بين إيجابيات وسلبيات استخدام الهاتف الذكي.
- اعمل على إسكات الإشعارات والتنبيهات غير الضرورية.
- حدد أوقاتاً معينة من اليوم تستخدم فيها وسائل التواصل الاجتماعي من أجل التركيز والمساعدة على استخدام الهاتف بطريقة أكثر فائدة وإنتاجية.
- ابتعد عن استعمال الهاتف قبل الذهاب إلى فراش النوم أو أثناء النوم، ولا تحاول النظر إليه عند الاستيقاظ مباشرة.
- اختر الأوقات والظروف التي يجب عليك ألا تستخدم فيها الهاتف الذكي والأخذ في الاعتبار مراعاة من هم حولك لأنهم قد يعتبرون التحدث أمامهم عبر الهاتف عملاً وقحاً.
- كن مستهلكاً ذكياً للمعلومات التي تحصل عليها من الإنترنيت، فقد بات التأكد من صحة المعلومات ضرورياً في أيامنا هذه.
- استخدم هاتفك الذكي كوسيلة تشتيت باعتدال، بحيث لا يؤثر على تركيزك واهتماماتك والتحديات التي تواجهك.
كلمة من موقع صحتك
أصبح الهاتف الذكي الصغير الحجم والوزن، رفيقاً رقمياً يومياً في حلنا وترحالنا، فمن خلاله نستطيع أن نقوم بكل شيء تقريباً، ولكن المشكلة الأساسية في هذا الرفيق" المخلص" أنه يُصدر إشعاعات كهرومغناطيسية ربما تجعل صحتنا وصحة أطفالنا في مهب الريح. هناك عدة توصيات أتينا على ذكرها أعلاه، تساهم بشكل أو بآخر، في الحد من التعرض للإشعاعات الكهرومغناطيسية التي يبثها الهاتف الذكي، ولكن تبقى التوصية الأساسية هي ترك الهاتف بعيداً عن الرأس والجسم قدر الإمكان، فكلما كان الهاتف بعيداً عنا، كان ذلك أفضل لنا ولصحتنا.
