الركب المتلاصقة أو الروحاء هي أحد أشكال تقوس الساقين الذي يعد صورة من صور تشوهات الأطراف السفلية، وهو حالة شائعة بين الأطفال الصغار، ولكن عادةً ما يتحسن من تلقاء نفسه، وأحيانًا أخرى تتطور الحالة لتشمل كثيرًا من الأعراض. في هذا المقال سنتناول كل ما يخص المرض بما يشمل مضاعفاته أيضًا.
ما هي الركب المتلاصقة أو الروحاء Genu valgum؟
الركب الروحاء (المتلاصقة) هي خلل في محاذاة الركبتين يجعل اتجاه الركبتين إلى الداخل، وليس في الاتجاه القويم السليم، فالأشخاص الذين يعانون من المرض تظهر لديهم عند الوقوف تباعد أكبر بين القدمين نتيجة اقتراب الركبتين من بعضهما أكثر المعدل الطبيعي، وكما هو الحال في الركب الفَحجاء التي تمثل تقوس الساقين إلى الخارج، ففي حالة الركب الرَّوحاء تمثل حالة من تقوس الساقين أيضًا ولكن إلى الداخل.
ما أعراض الركب المتلاصقة أو الروحاء ؟
قد لا تشمل الركب الرَّوحاء أعراضًا في سن مبكر جدًا للطفل وهو لا يبلغ عمر العامين، ولكن إذا تطورت الحالة فقد تتضمن بعض الأعراض عند الأطفال والكبار، ومنها ما يلي:
-
عدم التوازن أثناء المشي نتيجة انحراف الركبتين مما يسبب العرج.
-
الألم في الركبتين، أو الكاحلين، أو القدمين.
-
تعب في الأربطة وإجهاد العضلات.
ما هي أسباب الركب المتلاصقة أو الروحاء ؟
توجد العديد من الأسباب التي تؤدي إلى الركب الروحاء، ومنها:
-
وجود إصابة أو عدوى في الركبة، أو الساق.
-
وجود التشوه في العظام لوجود مرض الكساح الناتج عن نقص الفيتامين د، والكالسيوم.
-
التهاب المفاصل في مفاصل الركبة.
-
السمنة، وزيادة الوزن الذي يخلق ضغطًا على الركبتين.
كيف يُشخص مرض الركب المتلاصقة أو الروحاء ؟
يجب معرفة السبب الرئيسي وراء مرض الركب الروحاء حتى يتسنى للطبيب معالجة العرض الأساسي ذاته، سواء كان أحد أمراض العظام، أم التهابًا في المفاصل. يتم التشخيص عن طريق طرح الطبيب المختص بعض الأسئلة على المريض، ومعرفة التاريخ الطبي له، وهل يعاني المريض أي ألم، وما هو مكانه.
سيراقب الطبيب أثناء الفحص البدني طريقة المشي والوقوف، وغالبًا ما يطلب الطبيب إجراء الأشعة السينية، أو التصوير بالرنين المغناطيسي للنظر في التركيب الداخلي للعظام.
ما هو علاج الركب المتلاصقة أو الروحاء ؟
يعتمد علاج الركب الرَّوحاء على السبب وراء المرض، وكذلك شدة الأعراض وحدتها، فعلى سبيل المثال؛ إذا كان السبب هو الكساح فيصف الطبيب الفيتامين د والكالسيوم بنسب تكفي الحاجة اليومية للعلاج، وأحيانًا يصف الطبيب بعض الأدوية المضادة للالتهابات للمساعدة على تخفيف الألم الناتج عن التهاب المفاصل، والضغط على الركبتين.
وتشمل الخطة العلاجية ما يلي:
-
إنقاص الوزن: إذ يسبب الوزن الزائد ضغطًا إضافيًا على الركبتين، مما يزيد من الألم الناتج عن تقوس الساقين، ويعمل الطبيب على وضع خطة للحصول على الوزن المثالي.
-
ممارسة التمارين الرياضية التي تساعد على تنظيم حركة الركبتين، إذ يحدد الطبيب المعالج التمارين المخصصة لتقوية عضلات الساق، مثل تمارين التمديد التي تساهم في تخفيف الأعراض، وتمارين التقوية أيضًا كرفع الساق أثناء الجلوس، أو الاستلقاء، ويمكن إضافة الأوزان لجعل التمارين أكثر فاعلية.
-
تقويم العظام: في حالة كان طول الساقين غير متساوٍ؛ فإدخال كعب تحت الجانب الأقصر قد يكون حلاً يعادل الفرق في الطول بين الساقين، ويساعد على اعتدال السير، ويخفف من آلام الساق.
-
الدعامات، أو الجبائر التي قد تساهم في تعزيز نمو العظام بالشكل السليم.
علاج الركب المتلاصقة أو الروحاء بالجراحة
قد يلجأ الطبيب المعالج إلى خيار الجراحة في حالة كانت الأعراض شديدة، مع عدم الاستجابة للعلاجات الأخرى مثل العلاجات الطبيعية أو التمارين. يستخدم الطبيب الألواح المعدنية الصغيرة التي يتم إدخالها في الركبة والتي تساهم في نمو العظام في المستقبل، بما يسمى بجراحة النمو الموجَّه، وتُزال اللوحة المعدنية عند تصحيح نمو العظام. توجد أيضًا جراحة قطع العظام باستخدام الألواح المعدنية الدائمة للمساهمة في تماسك العظام، وإعادة تقويم الركبتين. وتوجد جراحة استبدال الركبة فهي من الخيارات الجيدة لكبار السن.
متى يجب زيارة الطبيب في حالة الركب المتلاصقة أو الروحاء ؟
لا توجد هناك حاجة إلى زيارة الطبيب في حالة كان الطفل ما يزال في السن الطبيعي للإصابة ما بين (2 إلى 8 سنوات) ولم يكن التشوه شديدًا، ولا يعاني أعراضًا مزعجة. يمكن قياس المسافة بين القدمين في حالة استلقاء الطفل على ظهره، والركبتين معًا، ففي حالة كانت المسافة أقل من 10 سم في سن الرابعة، فاحتمالية تصحيح الركب الروحاء قائم، ومع المراجعة المستمرة والتقييم كل فترة يجب ملاحظة استقامة الساقين بداية من سن الرابعة.
أما إذا تأثرت ساق واحدة فقط، أو استمر الوضع عند الطفل دون التحسن الملحوظ، أو في حالة وجود صعوبة في المشي، أو المشي غير المنظم كالعرج؛ يجب حينها مراجعة الطبيب للبدء في الخطة العلاجية المناسبة.
مضاعفات مرض الركب المتلاصقة أو الروحاء
تحدث المضاعفات الرئيسية للركب الروحاء نتيجة عدم التعرف على المرض، وعلى السبب الرئيسي له كعدم الانتظام في المشي، وفرق الطول بين الركبتين مسببًا العرج، وكذلك وجود التهاب في المفاصل مسببًا الكساح الذي يعد من الأسباب والنتائج في ذات الوقت لمرض الركب الروحاء.
وتشمل بعض المضاعفات الناتجة عن التدخل الجراحي ما يلي:
-
الإصابات الجسدية عند وضع الدعامات، أو الألواح المعدنية داخل الساق بمستوى غير صحيح عن المطلوب.
-
إصابة الأوعية الدموية العصبية.
-
حدوث العدوى.
نصائح لتجنب الأعراض الجانبية لتمارين الركب المتلاصقة أو الروحاء
يرجع السبب وراء الركب الروحاء في ضعف العضلات وتفاوت نموها على الأغلب، وفي هذه الحالة قد تفيد التمارين الرياضية في تقوية بنية العضلات، ومعالجة ضعفها، ولكن عندما يرجع السبب إلى الاختلافات في العضلات الهيكلية، قد يشعر المريض ببعض الألم في منطقة الركبة عند ممارسة الرياضة، وفي هذه الحالة يجب التوقف فورًا عن ممارسة التمارين، وقد يتطلب تدخل الطبيب لمعرفة الخطة المناسبة للحالة.
تمارين تساعد في علاج الركب المتلاصقة أو الروحاء
يمكن أن تساعد التمارين في تقوية عضلات الكاحلين والركبتين، مما يساعد على دعم مفصل الركبة والمساهمة في تخفيف الألم في حالات الركب الروحاء، ولكن يجب استشارة الطبيب قبل البدء في التمارين، ومن أمثلة تلك التمارين:
تمارين تمدد الكاحل المائل
-
ربط شريط المقاومة بشيء قوي على مستوى الفخذ، والوقوف في نهاية الشريط.
-
لف الشريط حول الكاحل الأقرب مع وضع القدم الأخرى بعيدًا حتى تتباعد القدمين أكثر من عرض الورك.
-
الانحناء بعيدًا عن شريط المقاومة، مع ثني الركبة غير المتصلة بالرباط.
-
الانحناء على قدر المستطاع، مع الاحتفاظ بالوضع لمدة تصل إلى ثانيتين ومعاودة الوقوف. تكرار ذلك من 10 إلى 15 مرة مع كل ساق.
تمارين القرفصاء
تساعد تمارين القرفصاء على تقوية أوتار الركبة، وتتم بخطوات منها:
-
الوقوف مع تباعد عرض الورك بالقدمين، ووضع شريط التمرين حول الفخذين.
-
ثني الركبتين، مع إبقاء الفخذين منفصلين، والحفاظ على الظهر مستقيمًا.
-
الحفاظ على الوضع لعدة ثوانٍ، ثم معاودة الوقوف. يمكن تكرار ذلك 15 مرة لكل مجموعة، مع إتمام 3 مجموعات يوميًا.
