صحــــتك

رهاب العناكب أو فوبيا العناكب.. ما هو وكيف يعالج؟

رهاب العناكب أو فوبيا العناكب أو الخوف من العناكب، هو حالة طبية معروفة تتطور عندما يصبح الخوف من العناكب مَرَضيا، لدرجة أنه يستهلك أفكارك ويتداخل مع أنشطتك اليومية، ويمنعك من التواصل مع عائلتك وأصدقائك. وتشمل أعراض الخوف من العناكب التعرق أو الارتعاش، وضيقًا في الصدر أو ضربات قلب سريعة. ويعاني حوالي 3% إلى 15% من السكان من رهاب العناكب.

ما هو رهاب العناكب ؟

تبدو العديد من المخاوف معقولة، فنحن جميعًا نحاول تجنب الأشياء التي تجعلنا نشعر بعدم الارتياح. لكن، الفرق بين الخوف والرهاب هو أن الرهاب خوف شديد وغير عقلاني تجاه شيء أو أكثر أو من مواقف معينة.

بالإضافة إلى ذلك، في حالة الرهاب، لا يتطابق مستوى خوفك مع الخطر الفعلي الذي يشكله الشيء أو الموقف المخيف. ويتحول الرهاب إلى مشكلة صحية عندما يتعارض الخوف مع قدرتك على القيام بالأنشطة اليومية. ويمكن أن يحد الرهاب من قدرتك على العمل بكفاءة، ويمكن أن يفرض ضغوطًا على علاقاتك ويقلل من احترامك لذاتك.

في هذه الحالة، على سبيل المثال، قد تتجنب عمدًا الأنشطة الخارجية، مثل المشي لمسافات طويلة، أو النزهات، أو ركوب الدراجات، أو المشاركة في الأنشطة الموسمية مع العائلة أو الأصدقاء بسبب خوفك من وجود العناكب.

ما هي المواقف التي قد تؤدي إلى رهاب العناكب ؟

تتضمن المحفزات الشائعة ما يلي:

  • رؤية العنكبوت (شخصيًا أو في الصور).
  • رؤية شبكة عنكبوت (شخصيًا أو في الصور).
  • وجود أفكار أو توقعات حول العناكب أو شبكات العنكبوت.
  • الحديث عن العناكب أو شبكات العنكبوت.

من الذي يصاب برهاب العناكب؟

رهاب العناكب أكثر شيوعًا بين الإناث منه بين الذكور، وعلى الرغم من أن أي شخص في أي عمر يمكن أن يصاب برهاب معين، مثل رهاب العناكب، فإن معظم المصابين به يصابون به في مرحلة الطفولة والمراهقة.

ما هي أعراض رهاب العناكب ؟

تتشابه أعراض رهاب العناكب مع أعراض القلق ونوبة الهلع، فقد تعاني من:

  1. التعرق أو الارتعاش.
  2. ضيق في الصدر أو تسارع ضربات القلب.
  3. صعوبة في التنفس أو التنفس بسرعة.
  4. قشعريرة أو احمرار (وجه أحمر وساخن).
  5. شعور بالاختناق.
  6. اضطراب في المعدة أو شعور "بفراشات" في معدتك.
  7. دوخة، وشعور بالإغماء أو الدوار.
  8. جفاف الفم.
  9. البكاء، نوبات الغضب، التجمد أو التشبث (أعراض رهاب محدد عند الأطفال، على الرغم من أن البالغين قد يمرون بهذه الأعراض أيضًا).

كيف يتصرف الشخص المصاب برهاب العناكب عادةً؟

إذا كنت تعاني من رهاب العناكب، فقد:

  • تتجنب الأماكن أو المواقف التي قد تشاهد فيها عنكبوتًا أو شبكة عنكبوت أو ترى صورًا لها.
  • تختار البقاء، إذ إنك تشعر براحة أكبر وتتجنب الأنشطة الاجتماعية أو التجمعات العائلية والأصدقاء بسبب خوفك.
  • تصرخ أو تركض أو تبكِي إذا رأيت عنكبوتًا.
  • تتجمد في مكانك بسبب الخوف.

ما الذي يسبب رهاب العناكب؟

لا يوجد فهم كامل لما يسبب رهاب العناكب، ويعتقد الباحثون أن الأسباب قد تشمل:

  • وجود تجربة مؤلمة سابقة مع عنكبوت.
  • التعرض في مرحلة الطفولة لرهاب العناكب لدى أحد الوالدين، فقد تصاب برهاب العناكب إذا شعرت بالقلق من ردود أفعال أحد والديك تجاه العناكب.
  • وجود تاريخ عائلي للإصابة باضطرابات القلق، فقد يزيد هذا من احتمالية إصابتك برهاب، مثل رهاب العناكب.

كيف يتم تشخيص رهاب العناكب؟

إذا كنت تعاني من رهاب العناكب، فأنت تعلم أنك تخاف من العناكب، وتعرف أن هذا يشكل مشكلة لأنك تتخذ قدرًا كبيرًا من الحذر عند تجنب المواقف التي قد تواجه فيها عنكبوتًا. وسيرغب الطبيب أو المختص النفسي في التأكد من أن خوفك هو مجرد رهاب، وليس مستوى طبيعيًا من الخوف، وأنه ليس نتيجة لحالة طبية أو اضطراب نفسي. لهذا، سيعطيك استبيانًا لملئه، أو يسألك بشكل مباشر عن كيفية تأثير رهاب العناكب على حياتك اليومية، ومدى شدة شعورك بالخوف ومدى تكرار شعورك به، وقد يسألك أيضًا عن كيفية تعاملك مع الأمر.

سيقوم المختص بتشخيص إصابتك برهاب العناكب إذا كنت تعاني مما يلي:

  1. خوفك الشديد من العناكب كان موجودًا لمدة ستة أشهر أو أكثر.
  2. يتعلق خوفك أو قلقك بموقف أو شيء معين، وفي هذه الحالة من العناكب.
  3. يحدث خوفك وقلقك دائمًا تقريبًا بمجرد مواجهة عنكبوت أو التفكير في العناكب.
  4. تتجنب الأماكن التي تعتقد أنها تحتوي على عناكب أو تتحملها بخوف شديد أو قلق.
  5. خوفك لا يتناسب مع الخطر الفعلي.
  6. خوفك يسبب لك ضائقة كبيرة أو يعوق قدرتك على العمل بشكل كبير.

كيف يتم علاج رهاب العناكب؟

العلاج السلوكي المعرفي (CBT) والعلاج بالتعرض هما العلاجان الرئيسيان لرهاب العناكب، لكن هناك طرقًا أخرى سنتعرف عليها.

أولًا: العلاج السلوكي المعرفي

يركز هذا النوع من العلاج النفسي (العلاج بالكلام) على إدارة رهابك عن طريق تغيير طريقة تفكيرك وشعورك وتصرفك، وخلال جلسات العلاج السلوكي المعرفي، ستقوم بما يلي:

  1. مناقشة أعراضك ووصف شعورك.
  2. استكشاف رهابك بشكل أعمق لاكتساب نظرة ثاقبة حول كيفية الاستجابة.
  3. تعلم كيفية التعرف على أفكارك وإعادة تقييمها وتغييرها.
  4. استخدم مهارات حل المشكلات لتعلم كيفية التعامل معها.
  5. واجه مخاوفك بدلاً من تجنبها.
  6. تعلم كيفية الحفاظ على هدوء عقلك وجسدك.

ثانيًا: العلاج بالتعرض، ويسمى أيضًا العلاج بإزالة التحسس المنهجي

في هذا النوع من العلاج النفسي، تتعرض تدريجيًا للموقف الذي تخشاه. من خلال التعرض التدريجي المتكرر، فإن الهدف هو أن تشعر بالراحة عند مواجهة الموقف الذي تخاف منه، وفي هذه الحالة، تدرك أن العناكب ليست خطيرة، ما لم تكن تعيش في أجزاء من البلاد معروفة بالعناكب الخطيرة.

قد يتضمن العلاج بالتعرض ما يلي:

  1. تذكر ووصف تجربتك المخيفة.
  2. النظر إلى الصور أو استخدام الواقع الافتراضي للاقتراب من التجربة الحقيقية المخيفة، ولكن في بيئة آمنة.
  3. مواجهة الخوف الذي يخيفك بشكل مباشر في الحياة الواقعية.

يمكن تحديد وتيرة العلاج بالتعرض بعدة طرق، ويشمل العلاج أيضًا تمارين الاسترخاء والتنفس. سيضع طبيبك النفسي خطة فريدة لك، بناءً على شدة الأعراض التي تعاني منها. وغالبًا ما يتم استخدام العلاج السلوكي المعرفي والعلاج بالتعرض معًا في خطة علاج واحدة. يساعدك العلاج السلوكي المعرفي على اكتساب نظرة ثاقبة لمخاوفك، ثم يساعد العلاج بالتعرض على تقليل حساسية استجابة جسمك "للقتال أو الهروب" للعناكب.

ثالثًا: العلاج بالتنويم المغناطيسي

تشير بعض الأدلة القصصية إلى أن التنويم المغناطيسي قد يساعد الأشخاص على التغلب على رهاب العناكب. ومع ذلك، هناك نقص في الأدلة العلمية التي تدعم هذا. يستخدم العلاج بالتنويم المغناطيسي أساليب الاسترخاء لتحفيز حالة من التركيز والانتباه، ثم يستخدم المعالج تقنيات وصورًا موجهة للمساعدة في تقليل الرهاب. 

هل تُستخدم الأدوية لعلاج رهاب العناكب؟

لا تعالج الأدوية رهاب العناكب، ولكن يتم وصفها أحيانًا لفترة قصيرة من الزمن لعلاج القلق الناجم عن خوفك من العناكب. والأدوية، إذا تم استخدامها، تكون عادةً جزءًا من خطة العلاج النفسي الشاملة.

ماذا يمكنني أن أفعل للتعامل بشكل أفضل مع رهاب العناكب؟

بالإضافة إلى زيارة المختص النفسي، يمكنك تجربة أي من الأمور الآتية التي تجعلك تشعر بالراحة:

  • تعلم استراتيجيات الاسترخاء: جرب تمارين التنفس العميق، استنشق ببطء وعمق من خلال أنفك، احبس أنفاسك لمدة ثلاث ثوانٍ، ثم أخرج الهواء ببطء من خلال فمك. جرب أيضًا تمارين التأمل، واليقظة، والاسترخاء العضلي التدريجي (شد وإرخاء مجموعات العضلات) وغيرها من طرق الاسترخاء. تصور وركز انتباهك على شيء يجعلك هادئًا.
  • اعتنِ بنفسك: تناول نظامًا غذائيًا متوازنًا، واتبع عادات نوم جيدة، ومارس الرياضة لمدة 30 دقيقة على الأقل خمسة أيام في الأسبوع، إذ يمكن أن تقلل خيارات نمط الحياة الصحية من قلقك.
  • انضم إلى مجموعة دعم للأفراد الذين يعانون من الرهاب: يمكن أن تكون مجموعات الدعم مفيدة جدًا لمعرفة أنك لست وحدك، ومشاركة النصائح والإرشادات.

ماذا يمكنني أن أتوقع إذا تم تشخيصي برهاب العناكب؟

من دون علاج، يمكن أن يستمر الرهاب مدى الحياة، وقد يعزلك هذا الأمر عن الناس والأنشطة الاجتماعية.

لحسن الحظ، يمكن علاج الرهاب بسهولة، إذ يساعد العلاج النفسي، وخصوصا العلاج بالتعرض، ما يصل إلى 90% من الأشخاص الذين يلتزمون بممارسة العلاج الذي تعلموه، وقد تلاحظ تحسنات في غضون أسابيع إلى بضعة أشهر.

آخر تعديل بتاريخ
01 أكتوبر 2024
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.