انتشرت في الآونة الأخيرة منتجات يتم الترويج لها على التيك توك ومنصات التواصل الاجتماعي الأخرى على أنها قطرات تُغير لون العين إذ تُظهر الإعلانات الخاصة بها لقطات درامية قبل وبعد الاستخدام. يزعم المُسوقون لهذه القطرات أنها توفر تغييرًا مؤقتًا أو حتى شبه دائم في لون العين، لكن المعلومات حول كيفية عمل القطرات بالفعل لتغيير لون العين غامضة.
لهذا السبب أصدرت الأكاديمية الأمريكية لطب العيون (AAO) تحذيرًا يدق ناقوس الخطر بشأن هذه المنتجات التي تُباع دون وصفة طبية، والتي يتم الإعلان عنها على أنها قطرات تُغير لون العين فهل يمكن تغيير لون العين الذي وُلدت به؟ وهل توجد قطرات تغير لون العين بالفعل؟ قبل أن نجيب على هذه الأسئلة دعونا أولًا نتعرف إلى كيفية تحديد لون العين.
ما الذي يُحدد لون العين؟
يُحدد لونَ عين الشخص نحوُ 16 جينًا، إذ تلعب معظم هذه الجينات دورًا في إنتاج أو نقل أو تخزين صبغة تسمى الميلانين، وهو عبارة عن صبغة بنية تحدد لون العين، كما تحدد أيضًا لون البشرة والشعر. يرتبط لون العين بشكل مباشر بكمية الميلانين في الطبقات الأمامية للقزحية، هذا يعني أنه كلما زاد الميلانين في العينين، كانت بنية اللون.
الجزء الملون من العين يُعرف باسم القُزَحِية، والتي تحتوي على أصباغ تحدد لون عين الشخص.
تحتوي العيون الملونة بلون غير البني على كمية أقل من الميلانين، ولا تحتوي على أصباغ ذات لون مختلف كما يعتقد البعض. فإذا كانت القزحية تظهر بلون أزرق، هذا يعني أنها تحتوي على كمية أقل بكثير من الميلانين. كما تظهر القزحية باللون الأخضر أو العسلي إذا كانت تحتوي على كمية أكبر قليلاً من الميلانين.
قطرات تُغير لون العين .. لكن ما آلية عملها؟
اكتسبت قطرات تغيير لون العين شعبية كبيرة خاصةً لدى الأشخاص الذين يرونها على التيك توك أو في أي مكان آخر عبر الإنترنت ويرغبون في تحسين مظهرهم، وذلك مع انتشارها كحل تجميلي يستهدف الأشخاص الذين يبحثون عن تغيير كبير دون الالتزام بالعدسات اللاصقة الملونة بالوعد بأنها قطرات تُغير لون العين بشكل مؤقت، أو حتى قد توفر تغييرًا شبه دائم في لون العين.
تزعم الشركة المصنعة أن قطرات العين هذه تحتوي على مكوّن يضبط مستويات الميلانين الطبيعية في القزحية، وتقوم الشركة ببيع منتجاتها عبر الإنترنت وتسويقها على أنها قطرات تُغير لون العين ويمكنها تحويل العيون البنية إلى اللون الأزرق، لكن لا يوجد شيء معتمد من قبل هيئة الغذاء والدواء يمكنه فعل ذلك بالفعل، كما أنها لم تخضع لاختبارات علمية صارمة للسلامة والفعالية، ولا يوجد دليل على أنها آمنة.
الآثار الجانبية المحتملة
لا تكمن المشكلة في تسويق الشركة المصنعة هذه المنتجات على أنها قطرات تُغير لون العين بالرغم من أنها غير معتمدة من قِبل إدارة الغذاء والدواء، ولا يوجد دليل على أنها تفعل أي شيء على الإطلاق فحسب، بل المشكلة الأكبر والأكثر رعبًا هو أنه لا توجد قائمة مكونات على العلبة التي تحتوي على هذه القطرة، مما يجعلنا نتساءل عن كيفية صنع محاليل هذه القطرات. كما يمكن أن تكون قطرات تغيير لون العين ملوثة بالبكتيريا أو بمسببات الأمراض الأخرى، مما قد يؤدي إلى التهابات العين الخطيرة وآثار جانبية أخرى. تشمل الآثار الجانبية المتوقعة ما يلي:
- الإصابة بالالتهاب أو العدوى.
- ارتفاع ضغط العين أو الجلوكوما.
- حساسية الضوء.
- اسوداد القزحية.
- فقدان البصر.
هل توجد بدائل آمنة تغيّر لون العين؟
الطريقة الآمنة الوحيدة أو الأكثر أمانًا لتغيير لون العين مؤقتًا هي من خلال استخدام العدسات اللاصقة الملونة، ولكن يجب استخدامها فقط إذا وُصفت بواسطة أخصائي العيون مع تركيبها بشكل صحيح لمنع الالتهاب والعدوى.
هل يمكن تغيير لون العين؟
غالبًا ما يتغير لون عين الأطفال بشكل طبيعي خلال الأشهر القليلة الأولى من حياتهم، فقد يولد الطفل بعيون زرقاء، ثم تتغير إلى لون العين الدائم مع تراكم صبغة الميلانين. عادةً ما يحصل الأطفال على لون العين الذي سيظل لديهم لبقية حياتهم بحلول الشهر التاسع.
في الحقيقة، يمكن أن يتغير لون العين أيضًا عند بعض الأشخاص الذين يعانون من حالات صحية معينة، على الرغم من أن لون العين للبالغين نادرًا ما يتغير. تشمل المشكلات الصحية التي يمكن أن تؤثر على لون العين ما يلي:
- إصابة العين الرضية.
- التورم بسبب التهاب القزحية أو التهاب العنبية.
- الجلوكوما (الماء الأزرق).
- مرض السكري.
- ورم القزحية.
- متلازمة بوسنر شلوسمان (PSS).
- متلازمة شدياق هيغاشي.
- التقدم في العمر.
- ارتفاع الكوليسترول.
ما لون العين الأكثر انتشارًا؟
يمتلك معظم الناس عيونًا بنية، ولكن يمكن أن يكون لدى الناس أيضًا عيون زرقاء أو خضراء أو عسلية أو رمادية. فيما يلي ترتيب لون العين من الأكثر انتشارًا إلى الأقل.
- العيون البنية: وفقًا لدراسة أجريت عام 2020، فإن 79٪ من الناس في جميع أنحاء العالم يمتلكون عيون بنية، مما يجعل اللون البني هو لون العين الأكثر شيوعًا، كما أنه قد يكون أحد أقدم ألوان العيون لدى البشر.
- العيون الزرقاء: اللون الأزرق هو ثاني أكثر ألوان العيون شيوعًا على مستوى العالم، إذ تشير التقديرات إلى أن 8 إلى 10٪ من الناس لديهم هذا اللون من العيون.
- العيون العسلية: يمتلك حوالي 5% من سكان العالم عيونًا عسلية، وهي مزيج من اللون الأخضر والبني، ولكن يمكن أن تحتوي أيضًا على درجة من لون الذهب أو العنبر.
- العيون الخضراء: توجد العيون الخضراء لدى حوالي 2% من سكان العالم، مما يجعلها نادرة جدًا بشكل عام.
- العيون الرمادية: يعتبر اللون الرمادي لون عين نادر.
- العيون الحمراء أو البنفسجية: لا يمتلك الأشخاص الطبيعيون اللون الأحمر أو البنفسجي في عيونهم، لكن الأشخاص المصابين بالمهق قد يبدوا أن لديهم عيونا حمراء أو بنفسجية في أضواء معينة. ينتج هذا اللون بسبب الضوء الذي ينعكس على الأوعية الدموية في الجزء الخلفي من العين.
نصيحة من موقع صحتك
لم تحصل أي قطرات لتغيير لون العين حاليًا على موافقة هيئات الغذاء والدواء الأمريكية أو الأوروبية، بالتالي لا توجد قطرات تُغير لون العين بأمان. ولا ينصح بوضع أي شيء في العين غير مخصص لذلك ولم تثبت بفاعليته، حتى لا تعرّض نفسك لخطر الإصابة بأمراض العين المؤلمة. كما أن وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت مليئة بالإعلانات الكاذبة والادعاءات الصحية والطبية غير معلومة المصدر، ومن هنا يجب استشارة الطبيب المختص قبل تناول أي دواء أو استخدام أي قطرة.