عند إجراء فحص طبي قد تشعر بالقلق حول مدى صحة الفحص المخبري الذي أجريته، وخاصةً بشأن دقة النتائج التي تم إعطاؤك إياها. في الغالب تكون الفحوصات المخبرية الطبية مفيدة، لكن معظم الفحوصات ليست موثوقة بنسبة 100%، ونتيجة أي فحص مخبري لا تكفي لوحدها عادةً لتشخيص المرض دون النظر إلى مجموعة أخرى من الفحوصات والتاريخ الطبي والأعراض والعلامات الظاهرة على للمريض.
تتضمن الفحوصات المخبرية التشخيصية: فحوصات الدم وفحوصات البول وفحوصات التصوير، والفحوصات الخاصة مثل تخطيط كهرباء القلب (electrocardiogram-EKG) وتخطيط كهرباء الدماغ (electroencephalogram-EEG).
يتمتع كل فحص مخبري بمعدل دقة مختلف (Rate of accuracy)، ويمكن للطبيب أن يمنحك فكرة عامة عن مدى صحة هذا الفحص المخبري، وفي معظم الأحيان يتضمن التقرير المرفق بالنتيجة بيانًا حول دقة الاختبار ونتائجه.
ما الذي يؤثر على صحة الفحص المخبري الذي أجريته؟
هناك عدة أسباب وأنواع للعوامل المؤثرة على صحة الفحص المخبري الذي أجريته، وتعتمد دقة الفحص على عدد من العوامل، بما في ذلك مجالات القيم الطبيعية ومعدل نسبة الخطأ، وما إذا كان عليك اتباع إجراءات معينة قبل الخضوع للفحص، مثل الصيام عن الطعام قبل إجراء الفحص.
الاختبارات التقليدية متاحة منذ سنوات عديدة، ومعدل صحتها ودقتها معروفة جيدًا. بالنسبة للاختبارات الحديثة، قد لا تكون الدقة ثابتة وتكون قابلة للتغير. من أهم أسباب والعوامل التي تؤثر على صحة الفحص المخبري الآتي:
أخطاء لوجستية تنظيمية
قد تحدث أخطاء لوجستية (Logistical Errors) مثل خلط الأوراق المرَضى أو إجراء الفحص الخطأ، فمثلًا ربما يتم إرسالك لإجراء فحص الأشعة السينية على الصدر ولكن الفني أخذ صورة للبطن، في هذه الحالة لن يكون لدى الطبيب الأشعة المعلومات المطلوبة للوصول إلى العلاج والتشخيص بسبب هذا الخطأ.
أخطاء إجرائية
قد تحدث الأخطاء الإجرائية (Procedural Mistakes) مثل التعامل غير الصحيح مع العينات، أو معايرة المعدات بشكل غير دقيق (equipment calibration)، مما يؤدي إلى تغيير في النتائج وجعل الفحص والقراءات غير صحيحة.
ظروف لحظة الفحص
قد تكون لديك ظروف في لحظة الفحص تؤثر على نتيجة الفحص وتغيرها، كأن تكون تتناول أدوية الستيرويد الجهازية (مشتقات الكورتيزون sytemic steroid medications)، فمن المرجح أن يرتفع ضغط الدم وسكر الدم لديك، وإذا أجريت الفحص آنذاك قد تكون هذه النتائج دقيقة في وقت اجراء الفحص، إلا أنها لن تعكس ضغط الدم وسكر الدم لديك على المدى الطويل، ولا ينبغي أن تكون هذه النتائج أساسًا لقرارات العلاج، وعليك إخبار الطبيب المسؤول عن الأطعمة والأدوية التي تناولتها قبل إجراء الفحص.
محدودية الفحص
قد تمنح بعض الفحوصات معلومات محدودة. مثلًا قد تُظهر الأشعة السينية كتلة في الرئة، ولكن قد تكون هناك حاجة إلى مزيد من الفحوصات مثل الخزعة (Biopsy) لتحديد ما إذا كانت الكتلة سرطانية أو ورمًا حميدًا أو ناتجة عن عدوى. كما يمكن ألا تُظهر الأشعة السينية حالات سرطان الرئة في 20٪ من الحالات التي يُظهر فيها الشخص أعراضًا.
نتائج سالبة كاذبة
تحدث النتائج السلبية الكاذبة (False Negative) عندما تشير نتيجة الفحص إلى أنك لا تعاني من مشكلة طبية بينما أنتَ تعاني منها بالفعل. على سبيل المثال، يمكن أن تشير المستويات المرتفعة من الأجسام المناعية المضادة للغدة الدرقية (thyroid antibodies) إلى سرطان الغدة الدرقية، ولكن من الشائع جدًا الإصابة بسرطان الغدة الدرقية دون وجود مستويات غير طبيعية من هذه الأجسام.
نتائج موجبة كاذبة
تحدث النتائج الموجبة الكاذبة (False Positive) عندما يشير الفحص إلى أنك تعاني من حالة طبية بينما أنت لا تعاني منها حقًا. على سبيل المثال، قد يرتفع ضغط دمك إذا كنت متوترًا بشأن زيارة الطبيب حتى لو لم يكن لديك إصابة حقيقية بمرض ارتفاع ضغط الدم. هذه الحالة، التي تسمى فرط ضغط معطف المختبر أو فرط ضغط الرداء الأبيض (White coat hypertension)، هي نوع من النتائج الإيجابية الكاذبة.
أسئلة يجب طرحها حول صحة الفحص المخبري
في بعض الأحيان، قد تحتاج إلى مجموعة من الاختبارات المختلفة، أو قد تحتاج إلى إجراء نفس الاختبار مرة أخرى للتحقق من صحة النتائج. الطبيب والممرضات على دراية بموثوقية ودقة وصحة الفحص المخبري التشخيصي. ومع ذلك، إذا كنت تخضع لفحص جديد أو نادر، مثل الاختبار الجيني لمرض نادر، فقد لا يكون الطاقم الطبي على دراية واضحة عن صحة هذا الفحص المخبري.
عندما يتم تشخصيك بسبب أعراض مثل تكرار التبول، وهو أحد أعراض مرض السكري، يتم استخدام عوامل أخرى إلى جانب فحص السكر الدم لتحديد ما إذا كنت تعاني من مرض السكري أم لا.
عندما تخضع لفحوصات استقصائية، مثل فحص مستضد البروستاتا النوعي (Prostate-specific antigen-PSA) لسرطان البروستاتا، قد يكون تفسير النتائج الكاذبة أكثر صعوبة لأن الأعراض لا تكون موجودة عادةً في المراحل المبكرة من هذا المرض. تصوير الثدي بالأشعة السينية هو فحص استقصائي شائع آخر معروف بمعدلات عالية من النتائج السالبة الخاطئة والموجبة الخاطئة.
لذا نقدم لك بعض الأسئلة التي يمكنك طرحها على الطبيب حول صحة الفحص المخبري الذي أجريته وتشمل:
- هل هذه النتيجة متوافقة مع أعراضي ونتائج الفحوصات الأخرى؟
- ما مدى صحة الفحص المخبري؟
- هل تحتاج إلى إعادة اجراء هذا الفحص، وإذا لزم الأمر ذلك، فكم مرة يجب أن أُعيده؟
- هل هناك اختبارات أخرى يمكنها التحقق مما إذا كنت أعاني من الحالة المرَضية؟
نهاية، لا يُقصد من معظم الفحوصات المخبرية التشخيصية أن يتم تقييمها بمعزل عن الصورة الشاملة لتشخيص المرض، فكل اختبار هو مجرد جزء من تقييمك وتشخيصك الطبي، ويجب النظر إليه في ضوء حالتك الصحية العامة. بشكل عام؛ كلما زاد عدد مرات إجراء الفحص زادت مقدرتنا على فهم النتيجة وتحديد صحة الفحص المخبري.